السلطنة تشهد عبور عطارد أمام قرص الشمس ..غداً

مزاج الأحد ٠٨/مايو/٢٠١٦ ١٥:٥٨ م
السلطنة تشهد عبور عطارد أمام قرص الشمس ..غداً

أوضحت الجمعية الفلكية العُمانية أن سماء السلطنة ستشهد غداَ ظاهرة فلكية تتمثل في عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس وهي ظاهرة فلكية نادرة تتكرر/13/ مرة في القرن. وقال الدكتور صبيح بن رحمن الساعدي مسؤول البحوث والدراسات بالجمعية الفلكية العُمانية كوكب عطارد هو أقرب الكواكب إلى الشمس ويمكن رؤيته بالعين المجردة في السماء وخاصة في الأشهر مارس وأبريل وأغسطس وسبتمبر حيث يظهر إما قبل شروق الشمس أو بعد غروبها ولا يبعد كثيرا عن موقع الشمس لذا فإن فترة رؤية هذا الكوكب قصيرة جدا حيث لا يمكن أن يشاهد الكوكب أكثر من ساعة ونصف تقريبا وذلك لقربه من الشمس.

وفسر الساعدي حدوث الظاهرة بأن كوكب عطارد يميل مداره عن دائرة البروج/مستوى استواء الشمس/ بمعدل سبع درجات ولا يشابهه في هذا الشذوذ المداري إلا الكوكب القزم بلوتو وكون مدار كوكب عطارد داخل مدار الأرض فأنه قد يعبر أمام الشمس فيظهر أثناء عبوره للراصد على الأرض على شكل دائرة سوداء صغيرة تتحرك على قرص الشمس ببطء وغالبا ما يحدث ذلك العبور لعطارد خلال شهري مايو ونوفمبر. وأكد الساعدي ان العبور الحالي سيكون يوم الأثنين القادم ويبدأ حسب التوقيت المحلي للسلطنة عند الساعة الثالثة و/12/ دقيقة ظهرا ويصل إلى الذروة الساعة السادسة و/57/ دقيقة مساء وينتهي العبور عند الساعة العاشرة و/42/ دقيقة مساء. وبين ان حدث عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس يتكرر /13/ مرة في القرن ولكن عدد المرات التي يتاح للراصد فيها أن يراه قليلة جدا وذلك لأن عطارد هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم. ويشاهد سكان المغرب وموريتانيا وأفريقيا، وبلدان غرب أوروبا إضافة إلى المناطق الشرقية والوسطى من أمريكا الشمالية وكندا ومعظم أمريكا اللاتينية فترة العبور كاملة حوالي سبع ساعات ونصف الساعة.. أما بقية الدول العربية فستتراوح مدة رؤيتها للعبور بين سبع ساعات في ليبيا والجزائر وثلاث ساعات في السلطنة ودولة الإمارات ودولة قطر. أما في بلاد الشام ومصر والعراق فيستمر العبور قرابة خمس ساعات. ويثير حادث العبور اهتمام الباحثين لأنه يوفر فرصة نادرة لتطوير تقنيات اكتشاف وتمييز الكواكب في نظم شمسية أخرى. كما أن رصد العبور يسمح للفلكيين بتعيين المستوى المداري للكوكب الموجود خارج نظامنا الشمسي الذي يمكن أن تستنتج منه كتلة ذلك الكوكب كما تمكن ظاهرة العبور من قياس تغير شدة إضاءة سطح الشمس بما يعرف بالرصد الفوتومتري وقياس بعد عطارد بدقة شديدة ومعرفة مدة دورانه وحساب مداره الصحيح. يذكر أن الجمعية الفلكية العمانية بمشاركة دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية والقبة الفلكية التابعة لشركة تنمية نفط عمان ستتيح للجمهور رصد عبور عطارد أمام قرص الشمس في ساحة جامع السلطان قابوس الأكبر بالمناظير الشمسية والتي يمكن من خلالها رؤية كامل تفاصيل قرص الشمس بما فيها البقع الشمسية وألسنة اللهب التي تقذفها الشمس كما يمكن الرصد بالطرق الآمنة كإسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء توضع خلف العدسة العينية للتلسكوب حيث يمكن من خلالها مشاهدة الكلف الشمسي وقرص كوكب عطارد على قرص الشمس.. أما بالنسبة للنظارات الخاصة بكسوف الشمس فهي غير مجدية نظرا لصغر كوكب عطارد التي ستغطي 6ر0 6% من قرص الشمس.