أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر عن اكتشاف مبنى جنائزي ونماذج من البورتريهات بموقع جرزا الأثري بالفيوم، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع في الكشف عن المبنى الضخم من العصرين البطلمي والروماني، وذلك أثناء موسم الحفائر العاشر للبعثة.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري في بيان اليوم إن ما تم اكتشافه بالموقع يوضح التنوع والاختلاف في دقة وجودة عملية التحنيط خلال العصرين البطلمي والروماني، والتي تشير إلى المستوى الاقتصادي للمتوفى، وذلك بدءًا من التحنيط عالي الجودة وصولًا إلى الدفنات ذات الطابع البسيط.
وأضاف أنه تم العثور أيضًا على تمثال نادر من التيراكوتا للمعبودة إيزيس أفروديت بإحدى الدفنات داخل تابوت خشبي، بالإضافة إلى مجموعة من السجلات المصنوعة من ورق البردي المكتوب عليها كتابات بالخط الديموطيقي واليوناني تشير إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والدينية لساكني المنطقة خلال تلك الفترة.
وبدأت البعثة الأثرية المصرية أعمال الحفائر بموقع جرزا منذ عام 2016، ونجحت خلال تلك الفترة في الكشف عن العديد من اللقى الأثرية الثابتة والمنقولة؛ والتي تمثل الملامح الرئيسة لهذا الموقع المتميز، والتي تمثلت في العديد من المقابر التي تعكس كلًّا من التطور المعماري منذ القرن الثالث قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وكذلك المزج في العمارة والقطع الأثرية بين الحضارة المصرية القديمة واليونانية.
ومن تلك النماذج 6 مقابر ضخمة مبنية بالطوب اللبن تمثل مقابر جماعية على طراز الكتاكومب.
ويذكر أن قرية جرزا، والتي عرفت بقرية فيلادلفيا في العصر اليوناني قد تم إنشاؤها في القرن الثالث قبل الميلاد كقرية مركزية ضمن مشروع الاستصلاح الزراعي، الذي نفذه الملك بطلميوس الثاني (فيلادلفيوس) في إقليم الفيوم، وذلك بهدف تأمين مصادر الغذاء للمملكة المصرية، وكقرية ضمت بين جنابتها المصريين واليونانيين، مما انعكس في الناتج الحضاري.