لم تكن فعالية أمد الدقم 22 المقامة حالياً بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أن تكون بتلك الصورة الجميلة التي ظهرت عليها، فقد كانت مختبرًا كبيرًا شارك فيها الشباب في إجراء تجاربهم وتطلعاتهم للمستقبل، كما كان الابتكار محورًا مهمًا في تحديد معالم تلك الفعالية ومنحها الإبداع.
كما لم تكن تلك الأعمال المقامة على مساحة قدرها 500 ألف متر مربع بعد أن كانت صحراء أن تحول بأياد عمانية فتية إلى ملتقى كبير للشباب المبدع، إلا أن الفكرة من بدايتها أن تتاح الفرصة أمام الشباب العماني بأن يقدم تصوره وماذا يحتاج وكيفية تنفيذها بعد الموافقة على الفكرة، فكان جوابهم ستكون الايادي الشابة هي من تبدع في كل ذلك، وبالفعل شمروا عن سواعدهم وبدأوا في تنفيذ المخطط وفق التصميم المعد لذلك وكل في مجاله، فهناك تجد شابة ومهندسة وهي تقف مع خرائطها لتوجه الشباب على كيفية تركيب تلك البوابة الكبيرة المضاءة، وهناك شاب آخر بسواعده ينفذ العمل بتفان والذي خرج به من وحي خياله، وآخر في الركن مع مجموعة من الشباب يعملون بلا كلل أو ملل للخروج بهذه القرية لصورتها النهائية الرائعة .
ولم يقتصر ذلك على من عمل بتلكم المواقع بل جاء الآخرون بمشروعاتهم وأضافوا لمسة جميلة على الفعالية حتى في ركن المأكولات لن تجد الوافد هو من يقف على ذلك المشروع بل الشاب العماني وهو من يبدع في صناعة الوجبة والقهوة لك، فهو جاء من أجل التحدي وفي بيئة ترحب وتستقبل الأفكار والرؤى والتطلعات والتحدي.
قصة بوابة مدخل الفعالية
المهندسة عهود بنت محمد العامرية مصممة بوابة مدخل الفعالية وحلبة الدراجات الكهربائية "السكوتر" وهي خريجة من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تخصص هندسة معمارية قالت أنه جاء اختيار المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كمحطة للفعالية كان هدفه توجيه الأنظار نحو الدقم، فهي في تقدم كبير ومستمر يوماً بعد يوم واختيار هذه الفعالية التي بدورها تستقطب الشباب لتوفير الفرص لهم في الدقم كمنطقة منتعشة وتطورها ملحوظ، حيث تجمع الفعالية تجمع مختلف العناصر المتعلقة بالفن والاستدامة والابتكار والاقتصاد.
وأضافت: كان لي دور في المخطط العام للمشروع وأيضاً في تصميم بعض العناصر كبوابة المدخل الرئيسي الذي بدوره يعكس الواجهة الرئيسية للموقع ويكون عامل جذب لزوار فعالية أمد الدقم ٢٢والتي تم تصميمها لتحاكي أهم محاور الموسم وهي الاستدامة، الابتكار والفن، حيث تتكون البوابة ما يقارب أكثر من ٢٠ ألف قطعة السقالات او أعمدة البناء المعدنية scaffold أي ما يعادل ١٥٠ طنًا بمساحة ٩٠٠ متر مربع ويأتي الهدف من استخدام السقالات scaffold لإعادة التفكيك واستخدام المواد وأن تكون غير مؤثرة على البيئة المحيطة، كان التركيز على ان يكون العمل ملائم للبيئة من حيث استخدام المواد وأعمال البناء التي لن تؤثر على الموقع بعد الانتهاء من الفعالية ليعود الموقع مثل ما كان عليه سابقاً.
دراجات كهربائية تضيء الفعالية
يعد مسار الدراجات الكهربائية (سكوتر) داخل فعالية أمد الدقم 22 واحدا من الفعاليات التي تحظى بإقبال وتفاعل الشباب الزائرين ومرتادي الفعالية، وحول تنفيذ ذلك المسار يقول المهندس عمر بن خلف الحوقاني الرئيس التنفيذي لشركة صفرد للتنقل: يعد هذا المسار من المسارات التي تقام لأول مرة وأن تجدها بهذه المسافة التي تزيد عن كيلومتر وبها حركة دورات والدخول في بوابات مضاءة وتراجيديا من وحي الخيال بين الاضاءة والمؤثرات الأخرى، مما اعطت روح للمسار واستمتاع لمستخدمي تلك الدراجات، حيث سنقوم بعد هذه الفعالية بالانتقال إلى حي صاي الجديد بالدقم والمجهز بطرق مخصصة للدراجات الكهربائية ويعد الأول من نوعه بالسلطنة.
وأضاف الحوقاني: في البداية حقيقة لم نتوقع أن نشهد ذلك الاقبال وكان عدد الدراجات المستخدمة 18 دراجة وربما سيزيد العدد في الأيام القادمة مع الاجازة بسبب ضغط الحضور والعدد الكبير الذين جعلونا نجعل تلك الدراجات في الشحن الكهربائي بدون توقف حتى نلبي كل متطلبات الجمهور.
وتابع قائلاً: كوني من متابعي وممارسي ومحبي هذه اللعبة او الدراجات الكهربائية الا أن وجود مسار بهذه الطريقة هي المرة الاولى وفي اجواء تعد فريدة من نوعها في ولاية الدقم وبفكر وابداع شبابي ساهم في إيجاد جو التنافسية والابداع لديهم، والكل يعلم بأن الشاب العماني إذا وجد المساحة الكافية والدعم والتشجيع يبدع والدليل هي هذه القرية التي كونت وجهزت بفضل شباب عمانيين.
تجربة شبابية
لیث بن خلیفة الشیادي مخطط حضري ومصمم معماري، خریج من الجامعة الألمانیة للتكنولوجیا في عمان الذي صمم خطوط موقع الفعالية بطريقة معمارية وهندسية الذي أوضح أن التصمیم يعد ترجمة مباشرة لفكرة فعالية أمد الدقم ٢٢، كما یعتبر تجربة شبابیة على أرض فضاء، حیث تم استخدام لغة بصریة وفنیة ممیزة توحي بالمستقبل والفضاء وتوحي بوجود الإنسان القدیم في آن واحد، كون أن الدوائر والخطوط تعتبر لغة كونیة یمكن حتى للفضائیین تمییزھا والتعرف علیها.
وأضاف الشيادي قائلًا: استلھم التصمیم تكوینه من خطوط نازكا التي یمكن مشاھدتھا من الجو والخطوط الناتجة عن تجارب التأیین بالانتشار أو ما یسمى بحجرة الضباب وھذا یصب في فكرة الماضي والمستقبل والفضاء والخیال العلمي، كما تم أخذ في عین الاعتبار أن ھذا التكوین الممیز سیكون الإنطباع الأول لزوار الدقم القادمین عن طریق الجو، حیث سیتمكن الزوار من مشاھدة ھذه الدوائر والخطوط من الأعلى قبل وصولھم إلى مطار الدقم.
وأكد أنه تم الالتزام في ھذا التصمیم بمبادئ التخطیط الحضري ومبادئ صناعة المكان، حیث قسمت أرض الفعالیة الشاسعة إلى أجزاء أصغر تمنح الزائر شعور الوصول والاحتواء عندما یصل إلیھا في تجربة أشبه بتجربة الارتحال والتنقل بین واحات الصحراء المختلفة. كل جزء من ھذه الأجزاء المختلفة یحوي نشاط معین ویتسم بأجواء خاصة معززة بالأضواء والمشاھد الصوتیة، مشيرًا إلى أن التصمیم التجریبي لفعالیة أمد لا یخدم الجانب الترفیھي والسیاحي فحسب، لكنه یعكس رؤیة العالم في توجه مدن المستقبل من خلال تطبیق مبادئ الاستدامة في التخطیط والتنقل والحرص على مركزیة تجربة الإنسان في أي تصمیم سواء كان تصمیمًا معماریًا أو تصمیم مدینة كاملة.
منتجات مبتكرة للتخييم
أما المهندس مازن بن محمد الحضرمي المتخصص في إدارة وتشغيل منطقة التخييم بالفعالية، خريج جامعة التقنية والعلوم التطبيقية تخصص هندسة الطاقة الكهربائية فأشار إلى أن مشاركتنا جاءت لتفعيل السياحة الداخلية من خلال توفير منتجات مبتكرة للتخييم والرحلات، مثل منتجات تدعم قطاع الطاقة الشمسية والتخييم، حيث أنتجت شركة " let's go " أول كرسي مبتكر يعد الأول من نوعه في السوق العالمية ويوفر هذا الكرسي العملي للسياح ومحبي التخييم حلولًا ذكية باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة والذي تم تطويره محليًا بالتعاون مع إحدى الشركات الرائدة بالسلطنة.
وأضاف الحضرمي: نعمل على إدارة وتشغيل منطقة التخييم في الفعالية، علاوة على ذلك نوفر لنزلاء التخييم فعاليات وأنشطة رياضية كالطيران الشراعي والغوص ولعبة البادل بطريقة مجانية.
كما تقوم شركة " let's go " بابتكار حلولًا للأنشطة المتعلقة بالمنتجات المستخدمة في الخارج مع توفير طاقة كهربائية من الطاقة الشمسية في الوقت نفسه، حيث يكمن الابتكار في توفير حلول للأنشطة الخارجية مع استغلال الطاقة المتجددة، موضحًا أن ما يميز الشركة بأن فريقها ذو طاقات شبابية يدمج عدة تخصصات في مجالات الطاقة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة المدنية وبعقول مبتكرة بحيث تسخر الموارد المتوفرة في السلطنة، كما توفر فرص عمل تدعم الاقتصاد الوطني والمجتمع في آن واحد، مؤكدًا أن مشروع التخييم يعد مشروعًا واعدًا في الدقم لما تتمتع بها من مقومات سياحية طوال العام.
تباين حضاري
أما نبهان بن خليفة الشيادي منتج موسيقى ومهندس صوتيات والذي قام بتصميم وتلحين ثيمات فعالية أمد الدقم ٢٢ الموسيقية فقال أنه استوحى العناصر الموسيقية والأصوات المستخدمة في الموسيقى من التراث العماني والتي تدل على مدى التباين الحضاري في السلطنة، مضيفًا أن الفنون المستخدمة في المقطوعات الموسيقية هي فن "العيالة" وفن "الرزحة" والتي تدل على تضامن المجتمع العماني وكذلك فن "الربوبة" وكل هذه الفنون تم إنتاجها لتلامس المستقبل عند سماعها، كما قام بمشاركة المنتج الموسيقي بسام بن علي المعشري عبر قيامه باختزال هذه الفنون مع أجواء الرياضات الحركية منها والذهنية.
مختبر للطعام
فيما قال الشيف عبد الله بن محمد السناني الذي يدير فعالية مختبر الطعام وهو خريج من إحدى الكليات المتخصصة في فن الطبخ: أن نقوم بإعداد الطرق المستقبلية في عملية طهي الأطعمة من خلال استخدام علوم الكيمياء والفيزياء والأحياء في الطبخ، حيث تتيح هذه الفعالية للزوار بتذوق هذه الأطعمة، موضحًا أنه يستخدم معدات طبخ من المختبرات الطبية ونقوم بإضافة مواد كيميائية طبيعية وآمنة لتغيير شكل ونكهة الطعام، كما نقوم بإعداد مشروبات غازية نضيف فيها مادة "كوينين" الكيميائية الطبيعية التي تقوم بعمل ضوء داخل هذا المشروب، مضيفًا أن فعالية أمد الدقم ٢٢ أتاحت لي الحصول على فرص وظيفية في بعض فنادق السلطنة.