ضمن احتفالات البلاد يرعى بالعيد الوطني ال52 المجيد، وفي إطار توجه وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو بناء مدن نموذجية مستدامة ومؤنسة، رعى صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد اليوم الإثنين، حفل افتتاح مدينة الطِيب النموذجية بولاية لوى، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي، وأصحاب السعادة المحافظين ووكلاء الوزارات والولاة، وأعضاء مجلس الشورى وبحضور عدد من المسؤولين والأهالي بالمحافظة.
جاءت تسمية المدينة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظة الله ورعاة –نابعةً من هذهِ الأرض الطّيبة التي لا تُنجبُ إلّا طيبًا وشاهدةً عليها، انعكاسُ الأرضِ في الإنسان وصورتهُ عليها، بكلّ شواهدهِ وآثاره.
وقد اشتمل الحفل على كلمة الوزارة، ولوحات فنية تجسد عمان الأرض والإنسان، وعرضًا مرئيا عن المدينة ومكوناتها ومعايير التخطيط العمراني التي تعكس الابعاد الاجتماعية والبيئية والاقتصادية من خلال تحقيق التخطيط المتناسب مع احتياجات المدن الحالية والمسقبلية، ثم تلا ذلك تدشين المدينة، كمدينة نموذجية بمخططها المتكامل.
تعد مدينة الطِيب بولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة، التي تنفذها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، نقلة نوعية في التخطيط العمراني ونموذجًا متكاملاً للمدن المستدامة، متوائمة مع متطلبات الاستراتيجية العمرانية الرامية لخلق مدن مستدامة تلبي تطلعات واحتياجات المجتمع وتوائم مع رؤية عمان 2040، لتوفر الخدمات الأساسية لبناء مجمعات عمرانية مستدامة في قالب تخطيطي حديث ومتكامل، والتي انطلقت بالتشارك المجتمعي والجهد التكاملي بين الوزارة وجميع الجهات الحكومية ذات الصلة وشركات مزودي الخدمات والمشاركة الفعّالة والمباشرة من الأهالي في كافة مراحل المدينة من التخطيطية وحتى التنفيذ.
وتبلغ مساحة المدينة حوالي (12) مليون متر مربع وعلى مقربة من طريق الباطنة السريع، وتستوعب حوالي (30) ألف نسمة، وتتوفر بها جميع الخدمات والمرافق العامة وتضم وحدات سكنية يصل عددها إلى (1300) وحدة سكنية مفردة ومزدوجة، وتم تخطيط المدينة لتستوعب مستقبلا (3400) وحدة سكنية وحوالي (50) ألف نسمة من قاطني المدينة وزوارها.
وخُططت المدينة بناء على الأوامر السامية للسلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه - والتي نصت على نقل وتسكين الأهالي المتأثرة ممتلكاتهم بأنشطة ميناء صحار إلى مخطط سكني متكامل الخدمات يضم كافة خدمات البنية الأساسية والمرافق المجتمعية وفق المرسوم السلطاني رقم (52/2013 ).
وتشمل المناطق المتأثرة (غضفان ، الغزيل ، الحد ، وادي القصب ، عقدة الموانع، الجعشمي، مخيليف ، حلة الشيخ ، حلة الحصن ) الممتدة من دوار الصناعية سابقا بفلج القبائل إلى دوار لوى حتى حلة الحصن والموازية للشارع العام ( صحار– خطمة ملاحة وتقع ضمن النطاق الحضري في منطقة النبر بولاية لوى، وتشتمل الأراضي فيها على عدة استخدامات تحقق التنوع وتضمن التوسع المستقبلي، حيث تتضمن استخدامات الأراضي في المدينة، الاستخدامات السكنية والتجارية والترفيهية والرياضية والتعليمية ، وفق مساحات تلبي احتياجات كل قطاع حيث تشكل قطع الأراضي السكنية (29%) من مساحتها بواقع يزيد عن 2900 أرض سكنية، بينما تم تخصيص (12%) من مساحة المدينة للمناطق الخضراء والملاعب متاحة للتطوير المستقبلي وبواقع يزيد عن مليون متر مربع وبما يعادل 10 متر نصيب الفرد من من المساحات الخضراء، و(19٪) معابر للأودية وإحرامات جهد الكهرباء العالي، فيما تم تخصيص (17%) من مساحتها لمناطق التطوير المستقبلية، وتشكل شبكة الطرق المتكاملة (15%) من مساحة المدينة، و(6٪) أراضي حكومية و(2%) أراضي تجارية واستثمارية بواقع حوالي أكثر من 82 أرض حيث يتم طرحها بحسب الاحتياجات والنمو في المنطقة.
معايير تخطيطية حديثة
تعتبر المدينة نموذجًا متكاملًا لتطبيق سياسات ومعايير التخطيط العمراني الحديث، كتصميم شبكات تصريف مياه الأمطار بصورة تتوافق مع تصميم المدينة لحمايتها من مخاطر الفيضانات والأمطار الغزيرة من خلال تهذيب مجرى الوادي ووضع إحرامات على جانبي مجرى الوادي، واستغلال المساحات الجانبية كمنطقة خضراء لتعزيز التنقل النشط عبر ممرات للمشاة، وممرات خاصة للدراجات الهوائية، وتعزيز البنية التحتية الخضراء بزيادة نسبة الفرد من المسطحات الخضراء من 10 إلى 12 متر مربع ، وتخطيط شبكات الخدمات والمرافق المجتمعية لتغطي جميع أجزاء المدينة لتلبي حاجة السكان ويسهل الوصول إليها وتصميمها بمواصفات عالية تضمن السلامة وسهولة الصيانة والتوسعات المستقبلية.
وتم تنفيذ مشروع المدينة على عدة مراحل بدءًا من مرحلة تسوية الموقع وإعداد مخطط تقسيم الأراضي، وإنشاء خدمات البنية الأساسية من الطرق والكهرباء والاتصالات والمياه والصرف الصحي، كما اشتمل المشروع على أراضٍ سكنية مختلفة المساحات، وفور اكتمال المسوحات في المدينة قامت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بتوزيع الأراضي على الأهالي فيما قام المكتب الفني التابع للوزارة بإجراءات التعويض ليباشر الأهالي تشييد المنازل والفلل بواقع دور ودورين تبعًا لاحتياجات كل أسرة، وتم مراعاة البعد الاجتماعي في توزيع الأراضي من خلال تمكين الأسر من السكن بجوار أقاربهم .
خدمات متطورة ومرافق متكاملة
تضم المدينة (8) أراضي للمدارس بمختلف المراحل التعليمية ومركز صحي متكامل، بالإضافة إلى تخصيص (13) قطعة أرض للجوامع والمساجد ومأتم ومرفق بها مجالس عامة ومنازل للأئمة ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم، علاوة على شبكة متكاملة للطرق والبنية الأساسية.
وتعزيزاً لاستدامة البنية الأساسية بالمدينة تم تشغيل (5) مدارس للمراحل التعليمية المختلفة، وتشغيل مركز صحي متكامل وجامعين و(6) مساجد تتوسط التجمعات والأحياء السكنية الجديدة ومأتم، كما تحتوي على 12 ملعبًا لممارسة الرياضة وحديقة عامة، ومحطتي وقود.
تبلغ المساحة المشغلة من المدينة حاليًا حوالي ( (7مليون متر مربع ، تشمل منظومة متكاملة من خدمات البنية الأساسية منها: شبكة طرق بطول (106) كيلومترات، وحوالي (3313) عمود إنارة ، تضمن التنقل السلس داخل المدينة وفي مداخلها ومخارجها، كما تضم المدينة شبكة ألياف بصرية بطول (232) كيلو مترًا ، وشبكة كهرباء على امتداد (416) كيلو مترًا، فيما تتجاوز أطوال شبكة المياه (141) كيلو مترًا ، ويصل طول شبكة الري إلى (65)كيلو مترًا، وشبكة تصريف الأمطار بطول (47)كيلو مترًا ويبلغ طول شبكة الصرف الصحي(144) كيلومترًا ، وكل هذه التجهيزات تكفل خدمة قاطني المدينة وتسهيل أمورهم الحياتية، كما تضمن نظافة بيئة المدينة واستدامتها.
منطقة جاذبة للاستثمار
وسعيًا لتحقيق الاستثمار المناسب للأراضي الحكومية، ودعمًا لمتطلبات النمو السكاني والاقتصادي واستكمال عملية التعمير بالمخططات القائمة، طرحت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مؤخرًا (9) مواقع استثمارية بالمدينة للمزايدة بنظام حق الانتفاع وذلك في إطار جهود سلطنة عُمان لرفد الاقتصـــاد الوطنـــي وتدعيم المشــــاريع الاستثمارية المختلفــــة، وتماشيـــــا مــع مبادرات الــوزارة لدعــم وتنشــيط القطــاع العقــاري والحركــة الاقتصاديــة بالمحافظة وكذلك الاستفادة من ولاية لوى كمنطقة جاذبة للاستثمار، لما تتميز به من تكامل تخطيطي وما تمثله كمدينة نموذجية من قيمة مضافة حاضرًا ومستقبلًا.