العمانية - الشبيبة
تعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية كنزًا طبيعيًّا نظرًا لتنوعها الأحيائي وجغرافيتها ومقوّماتها الطبيعية، وتتميز بمناظرها الخلّابة التي تملك أهمية وطنية وإقليمية.
والمحمية عبارة عن أرخبيل يضم 9 جزر قبالة ساحل ولايتي السيب وبركاء متمثلة في (الديمانيـة، حايـوت، جبل الكبر، قفصية، الغرفة، اللومية، قسمة، جون، أولاد جون)، وتشمل حدود المحمية الصخور والمياه الضحلة التي تمتد على بعد (16 - 18كيلومترًا)، وتبلغ مساحة المحمية 302 كيلومتر مربع.
وتتكوّن المحمية من صخور جيرية وشعاب مرجانية، وتوجد بها منحدرات صخرية متحدرة في اتجاه البحر، كما تمتد هذه الانحدارات إلى داخل المياه بعمق يتراوح بين 20 إلى 25 مترًا، ومن الجنوب توجد جروف رملية ضحلة، ويحيطها نطاق مرجاني بارز.
وتتميّز المحمية بالتنوع الأحيائي، حيث يوجد بها 15 نوعًا من النباتات البرية؛ ما يساهم في جعل الجزر مستوطنًا للطيور، كما تم تسجيل نوعين من الأعشاب البحرية (الملعقة والبردي)، الذين يُعدّان مصدرين غذائيين للعديد من الكائنات البحرية كالسلاحف والثدييات، وتكثر هذه الأعشاب في الساحل الشمالي للسلطنة.
كما تتنوّع الشعب المرجانية في شواطئ المحمية باختلاف أماكن نموّها، فمنها ما ينمو على مساحات الرمال، أو على المرجان المتكسر، ومن أبرز أنواع الشعب المرجانية التي تزخر بها المحمية: المرجان القرنبيطي، المرجان المنضدي، المرجان الشجيري الرخو، مرجان زهرة الربيع، المرجان القنفذي، المرجان المخي.
ويقول محمد بن ناصر السعدي مدير دائرة المحميات الطبيعية بهيئة البيئة: تُعد الجزر موقعًا استراتيجيًّا للطيور المهاجرة كالعقاب النسري والصقر السخامي، وتهاجر خلال موسم التكاثر آلاف الطيور كالبلشون الأبيض، والبلشون الرمادي، والبط بأنواعه، وطائر النورس، والخرشنة، وبعض الطيور الاستوائية حمراء البطن، كما تتخذ السلاحف البحرية المحمية للتعشيش ووضع البيض كل عام، منها سلاحف الشرفاف والخضراء، إذ يبلغ عددها ما يقرب من 300 سلحفاة سنويًّا.
وأضاف: يوجد بمياه المحمية المحيطة عددٌ من أنواع الثدييات البحرية كالدلافين ذوات الأنف القنيني، ودلافين السبنر، كذلك عددٌ من أنواع الحيتان كالحوت الأحدب، والقرشي، وأسود الرأس. حيث يتمكّن زائر المحمية من رؤية الدلافين والحيتان بأنواعها، إضافة إلى ذالك يمكن لزوار المحمية الاستمتاع بصفاوة مياه الجزر الزرقاء، والنظر إلى الأسماك النادرة بأنواعها مثل: أسماك الزينة، حصان البحر، الكنعد، الجيذر ، الصافي ، الهامور والشعري وغيرها .
وأشار بأن اللافقاريات في المحمية تأخذ دوراً اساسياً في اكمال السلسة الغذائية منها: السرطان ، قناديل البحر، الديدان والرخويات، إضافة إلى ذلك يعيش في المحمية نوعان من الزواحف وهي السقنقور والوزغة.
وحول إحصاءات الزوّار في محمية جزر الديمانيات الطبيعية؛ يوضّح السعدي أن عدد زوّار المحمية خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغ (216) ألفًا أي ما يقرب من (39) ألف زائر سنويًّا، بينما كان لا يتجاوز (17) ألف زائر سنويًّا قبل السنوات الخمس الماضية، وتُظهر المؤشرات أنه يُتوقع تسجيل أعلى عدد من الزوّار، ما دفع هيئة البيئة إلى بذل مزيد من الجهود في حماية المكونات الطبيعية في ظل وجود هذه الأعداد من الزوّار، كما أنها تُشيد بوعي الشركات السياحية وشركات الغوص العاملة في نطاق المحمية، وتحرص على أن يحصل زوّار المحمية على أفضل تجربة من خلال زيارتهم للمحمية ومشاهدة مكوّناتها الطبيعية.
جدير بالذكر أنه بموجب المرسوم السلطاني رقـم (23 / 96)؛ أُعلنت جزر الديمانيات الطبيعية محمية طبيعية تهدف إلى ضمان حماية الكائنات الفطرية وموائلها لإتاحة الفرصة لها للتكاثر، وضمان تجدّد مواردها الطبيعية، والحفاظ على نماذج من البيئات الفطرية من أجل الدراسات العلمية والرصد البيئي والتعليم، كذلك العمل مع مجتمعات الصيد المحلية لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية بطريقة مستدامة، وتفعيل السياحة البيئية.
ويمكن لزوّار المحمية مزاولة أنشطة الصيد والسياحة والغوص والتخييم، وذلك بعد الحصول على تصريح دخول للمحمية لممارسة الأنشطة المذكورة.