بقلم: محمد الرواس
لطالما آمن الكثير من أهل عُمان قبل العام 1970 بأن هناك موعدا للتغيير قادم لا محالة بإذن الله تعالى، ففكرة حدوث نهضة وتنمية كانت الشاغل لهم من أجل صناعة مجتمع حضاري يمتد من رحم تاريخ عُمان التليد، و يواكب تطور الأمم الطموحة، لذلك أصبح مجيء السلطان قابوس لهذا العالم وفي هذا التوقيت من الزمن موعدا لكتابة قصة باهرة لتاريخ عُمان الحديث، وتسابقت على إثره الزمن للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة بكل عزيمة و رسوخ.
جعلتُ أتصفح في ذاكرة التاريخ تلك الأحداث التي صاحبت مولد السلطان قابوس - طيب الله ثراه - ، مولده الذي نحتفل به كل عام في الـ ١٨ من نوفمبر، فوجدت أن أقدار المولى عزَّ وجل قد اختارت لنا خير سلطان وقائد ، وهو الذي طوع -رحمه الله -أحلام أهل عُمان لتصبح حقائق وواقعا ملموسا بعون المولى عزَّ وجل.
عندما أنظر حولي أجد شعبا ترسخت فيه أجمل معاني القيم والطموح وحب التطور الدائم؛ لكي ينعم ببزوغ شمس عُمان الدرة النادرة، التي تقع على ضفاف المحيط الهندي العظيم، لتكون وسام السلام لمحيطها الإقليمي وللعالم، حيث أن عُمان تُعد أيقونة تاريخية لا يستغني عنها المجتمع الدولي؛ فهي ذات إرث حضاري عظيم، وموقع استراتيجي يربط الشرق والغرب حضاريا وإنسانيا واقتصاديا؛ لذا كان موعد بزوغ فجر النهضة على يد السلطان قابوس - طيب الله ثراه - أمرا يتطلبه الزمن لكي تتوازن من خلاله الكثير من القضايا الدولية والإقليمية.
كانت شخصية جلالة السلطان قابوس تنعكس رؤاها عبر أدوار شتى أولها السلام والوئام، ثم عبر تحالفاتها الإقليمية والدولية، فيصنع بذلك السلام والحكمة وسداد الرأي؛ فيستفيد منه القاصي والداني لرأب النزاعات، وإطفاء الحروب، ويُمَكِّن بذلك أساسا لوجود تفاهمات تقضي بدورها على بؤر الصراعات التي يثور بركانها بين الحين والحين في العالم.
ومن الناحية الجمالية لك أيها القارئ أن تتصفح بفكرك في مشاهد النهضة منذ ٥٢ عاما؛ لتستشعر جمال عُمان المعاصر، الممزوج بجمال الفن العربي الإسلامي الأصيل، كما يمكنك أن تستشعر دفء قلوب أهل عُمان الأوفياء لسلطانهم الراحل، والمعاهدين لجلالة السلطان هيثم - حفظه الله - بالولاء والإخلاص لتظل عُمان شجرة الخير الوارفة، وابتسامات أهلها بهجة عربية إسلامية أصيلة، فهي موروث أجيال، وحقب تاريخية، وحضارة راسخة منذ القدم.
نعم؛ لقد امتلكت عُمان نهضة كبرى منذ ٢٣ يوليو ١٩٧٠م، بعدما تطيبت من جراحاتها الفائتة قبل ذاك اليوم، فواصلت رسالتها الحضارية، وتعاطت مع مجريات الأحداث بسلاسة وتمكين؛ مكنتها من نيل عظيم الاحترام من شعوب المعمورة، حاملة بذلك على صدرها وسام السلام.
امتلكت عُمان زمام أمرها مجددا منذ مولد السلطان قابوس - رحمه الله - ، فانعكس ذلك إيجابا على موروثها الديني والأخلاقي والإنساني.
كل عام وعُمان وأهلها بألف خير، ورحم الله الباني الأول، واطال الله عمر المجدد جلالة السلطان هيثم المعظم - حفظه الله -وأنعم عليه بالصحة والعافية، لتظل عُمان واحة أمن وأمان، وسلام دائم بعون الله تعالى وفضله.