التغيير الذي نريد

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٣٨ ص
التغيير الذي نريد

خميس البلوشي

في بيان رسمي صدر الأسبوع الفائت أعلن رجل الأعمال والرئيس الفخري لنادي مسقط الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي ترشحه لرئاسة لاتحاد العماني لكرة القدم للدورة المقبلة 2016 - 2020 في الانتخابات المقررة شهر سبتمبر المقبل ليعطي المشهد الكروي إثارة كبيرة من الآن خاصة وأن هذا الإعلان الرسمي أقفل كل أبواب التكهنات والأسئلة التي كانت تدور طويلاً بخصوص هوية الشخص الذي يمكن أن يتقدم للرئاسة ..

البيان الرسمي للوهيبي أشار إلى الرغبة الصادقة في الترشح والمنافسة والعمل الصادق، موضحاً أن هذا الأمر يتجاوز أي طموح شخصي للظهور الاجتماعي أو الإعلامي ..ومن يطّلع على السيرة الذاتية لـ(سالم الوهيبي ) يدرك حجم الخبرة والنجاحات التي حققها سواء في المجال الإداري في القطاع الخاص أو في المجال الإداري الرياضي عندما كان رئيساً لنادي مسقط ونائباً لرئيس اتحاد الكرة في فترات مختلفة، ولا يختلف اثنان على الشخصية المتزنة الهادئة لهذا الرجل الخمسيني والتي جعلته قريباً من الجميع ويكفي أن يتذكر الجمهور العماني أن الشيخ سالم الوهيبي كان هو المشرف على نجاحين كبيرين للكرة العمانية يتمثل الأول في إشرافه على منتخب الناشئين الذي تأهل لمونديال الإكوادور 1995 والذي جاء رابعا في حين يتمثل النجاح الثاني في إشرافه على المنتخب الأول لتحقيق لقب بطولة كأس الخليج في مسقط العام 2009 وفي كلا النجاحين لا نقصي أي أدوار أخرى لفريق العمل الذي كان معه..

الدخول الرسمي للشيخ سالم الوهيبي في الانتخابات المقبلة يفتح المجال لكوادر عمانية أخرى في بقية المناصب وهو بالتأكيد يعي حجم العمل الذي يجب أن يقوم به مع الجمعية العمومية التي أثق في أنها باتت تعي كل الأحوال والظروف المحيطة بكرة القدم العمانية وأهمية أن يكون هناك فكر جديد وطاقات جديدة تقود الكرة العمانية للأمام بل وتعود بها إلى المقدمة بعد سنوات عجاف استنزفت الموازنة المليونية وجعلت الجماهير تبكي على أطلال المنتخب الأول تحديداً ..الوقت لا يزال مبكراً لأية أخبار جديدة عن مرشحين آخرين وعن التكتلات المتوقعة في العملية الانتخابية ولا شك في أن الطريق ليس سهلاً لكنه ليس عسيراً كما كان سابقاً خاصة مع الرغبة الواضحة في التغيير من مختلف أعضاء المنظومة الكروية التي اتهموها مرارا وتكراراً بالنقص رغم أنها بريئة من ذلك كله ولم تكن سوى شماعة لتعليق الأخطاء والنكسات وهي حيلة ذكية لكنها لم تنجح لأنها لم تكن مقنعة أصلاً ..
أثق كثيراً في قدرة الشيخ سالم الوهيبي على العودة إلى سلسلة النجاحات الإدارية والفنية للكرة العمانية ومَن تعامل مع هذا الرجل عندما كان سابقاً في اتحاد الكرة يعي تماما ما أقول وما أشير إليه، وهذا البلد الذي أرسى دعائمه المتينة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فيه من الكفاءات البشرية ما يجعلنا نتفاءل أكثر بالمستقبل القريب والناجح لمسيرتنا الكروية ولا شك في أن التغيير للأفضل مطلب الجميع وأن المناصب لا تدوم لأي شخص لأن تلك هي سنة الحياة وسنة الله في خلقه ولا يعني هذا أن نقلل من أي شخص أو طرف قام بأي عمل فالقدرات تتفاوت وأساليب العمل تختلف والإنسان بطبيعته يبحث عن الأفضل وعن تقدمه في كل مجال يعمل فيه، ونحن وبكل صراحة نبحث عن أيام أجمل للكرة العمانية بعد كل هذا الدعم السخي من الحكومة ولا يجب أن تأخذنا العاطفة إلى أبعد مما نحن فيه وعلينا أن نقف على أرضية صلبة من جديد لنحقق كل الطموحات والآمال التي نسعى إليها (وإن غداً لناظره قريب).