مسقط - الشبيبة
تكمل "أوكيو" المجموعة العالميّة المتكاملة للطاقة في الرابع عشر من نوفمبر 2022م، 40 عامًا على تأسيسها، حيث افتتح المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيّب الله ثراه - شركة مصفاة نفط عمان في الرابع عشر من نوفمبر 1982م، كأول مصفاة في سلطنة عمان بميناء الفحل، لتبدأ مسيرة السلطنة نحو تعظيم القيمة المُضافة من ثروات البلاد الطبيعية من النفط والغاز؛ عبر تكرير المُشتقات النفطيّة وتأسيس صناعة عملاقة في قطاع البتروكيماويات؛ والتي باتت أحد أهم الصناعات التحويليّة التي شقّت طريقها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تطور ونماء امتد لأربعة عقود حافلة بالعديد من الاستثمارات والمشروعات الكبيرة في مختلف المحافظات، حيث ارتفعت القدرة الانتاجية لمصفاة ميناء الفحل من 50 ألف برميل في اليوم عام 1982 لتصل إلى 106 آلاف برميل يومياً عام 2022.
وتبلغ أصول مجموعة أوكيو حوالي 31.631 مليار دولار، وبذلك تعد من أكبر شركات الطاقة في سلطنة عمان، وتغطي عمليات أوكيو وأنشطتها سلسلة القيمة الكاملة؛ بدءاً من الاستكشاف والإنتاج مرورا بعمليات قطاع المصافي و البتروكيماويات والمصافي ووصولاً إلى القيمة المُضافة لمنتجات النفط والغاز والمتاجرة والتسويق.
وساهمت مجموعة أوكيو على مدار 40 عامًا في دعم وتعزيز خطط الحكومة في التنويع الاقتصادي من خلال توفير مدخلات الإنتاج للعديد من الصناعات المرتبطة بمشتقات النفط والغاز والبتروكيماويات، وتوفير مشتقات الوقود في سلطنة عمان من خلال المصافي، فضلا عن جلب الاستثمارات الأجنبيّة والدخول في شراكات مع شركات عالميّة داخل سلطنة عمان وخارجها.وقد عززت صادرات أوكيو لدول العالم العلامة التجاريّة للصناعات العمانيّة، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الوطنيّة في المجالات الهندسيّة.
وحققت مجموعة أوكيو نجاحات هامة في التوسّع في الأسواق العالمية، حيث تتواجد المجموعة في 17 دولة في خمس قارات من العالم، وتبيع منتجاتها في أكثر من 80 دولة، ويبلغ عدد عملائها ما يزيد عن 3000 عميل، وقد أتاح لها هذا التوسّع الدولي بأن تكون أحد أبرز اللاعبين في أسواق الصناعات البتروكيماوية، والإسهام في وصول الصناعات العمانيّة إلى دول العالم.
وتضطلع أوكيو بخدمات الاستكشاف والإنتاج كجزء من استثماراتها من خلال قطاع الشق العلوي، حيث بلغ إجمالي إنتاج الأصول المشغلة من قبلها (والأصوال المشغلة من قبل الشراكات الاستثمارية) في النصف الأول من عام 2022م حوالي 219 ألف برميل مكافئ يوميا، بما يعادل 12.6% من إجمالي إنتاج سلطنة عمان من النفط، ومن أبرز مناطق الامتياز التي تملكها مربع 60، الذي يضم حقل "بساط" للنفط. وقد نجحت أوكيو في زيادة الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل من 14 ألف إلى 57 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ في غضون ثلاث سنوات. وتمتلك المجموعة شراكات مع عدد من الشركات العالميّة لإدارة واستثمار العديد من مناطق الامتياز على الصعيدين المحلي والعالمي.
وتمتلك مجموعة أوكيو العديد من مشاريع النمو التي تشكل علامة فارقة في الصناعات التحويليّة بسلطنة عمان، الأمر الذي عزز من مساهمتها في تطوير القطاع الصناعي، وتعزيز الصناعات القائمة على البتروكيماويّات، ويشكّل مجمّع لوى للصّناعات البلاستيكيّة أحد أكبر الاستثمارات في سلطنة عمان، كما تمتلك أوكيو مصنع للغاز البترولي المسال، ومصنع أوكيو للأمونيا ، ومصنع الميثانول بمحافظة ظفار، ومشروع الشركة العمانيّة للصهاريج بولاية الدقم، ومصنع العطريات ومصنع البولي بروبيلين بولاية صحار إضافة إلى الشراكة الاستثمارية في مصفاة الدقم "أوكيو 8" ؛ وتعد هذه المشاريع وغيرها دعامة اقتصادية كبيرة ترفد البلاد بالعديد من المُنتجات، وتسهم في تمكين إقامة صناعات صغيرة ومتوسطة، كما تُعدّ المصافي أيضا من أبرز استثمارات مجموعة "أوكيو" في إطار سعيها لتوفير مشتقات الوقود المختلفة.
وتتمتع المجموعة بمكانة رائعة بفضل قاعدة أصولها القوية تُمكِنها من تعظيم القيمة لمصادر الطاقة في السلطنة وقيادة الجهود الرامية للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة من أجل توفير مستقبل مستدام، مع أداء مصادر الطاقة البديلة والمتجددة لدور محوري في الجهود التي تبذلها أوكيو لتمكين عملية تحول الطاقة. وتتبوأ عملية إزالة الكربون في أصول المجموعة وتأمين النمو في المستقبل موقع الصدارة في صميم الجهود التي تبذلها أوكيو للتحول إلى استخدام مصادر الطاقة البديلة. ولتحقيق هذا الهدف، طورت المجموعة عددًا من المبادرات في مجالات التميز في إنتاج الطاقة، والطاقة النظيفة والجزيئات منخفضة الكربون.
وفي مجال الطاقة البديلة ، تحقق مصادر الطاقة البديلة في أوكيو تقدمًا ملحوظًا مع تطوير فرص لدعم عملية إزالة الكربون في أصول مرافق قطاع الاستكشاف والانتاج وقطاع المصافي والبتروكيماويات بالمجموعة عبر تحويل جزء من الطاقة المستخدمة في هذه الأصول من مصادر الطاقة الملوثة للبيئة إلى مصادر الطاقة المتجددة. وكرمت وزارة الطاقة والمعادن مجموعة أوكيو باعتبارها المؤسسة الوطنية الرائدة في مجال تنسيق وتطوير وتنفيذ هذا التحول من مصادر الطاقة الملوثة للبيئة إلى مصادر الطاقة النظيفة وبصفتها قدوةً للمشغلين الآخرين في مناطق استخراج وتكرير النفط والغاز بالسلطنة.
وفيما يتعلق بإنتاج الجزيئات منخفضة الكربون ، اتّخذت مجموعة أوكيو خطوات كبيرة وقطعت أشواطًا واسعة من خلال توقيع اتفاقيّات التطوير المُشترك، ومُذكرات التفاهم لتطوير أربعة مشاريع ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالتعاون مع شركاء دوليين بارزين في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وكذلك في محافظة الوسطى وظفار. وتشمل هذه المشاريع كلًا من مشروع هايبورت الدقم (Hyport) ومشروع عُمان للطاقة الخضراء (GEO) ومشروع هيدروجين عُمان (H2Oman) ومشروع صلالة 2 لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتضطلع مجموعة أوكيو بدور كبير في مجال القيمة المحليّة المضافة من كافة الجوانب التشريعية والتنظيميّة والتنفيذيّة؛ بهدف إثراء الأسواق المحليّة، وتعظيم قيمة الاستثمارات، وزيادة قيمة سلسلة التوريد عبر عمليّاتها، وذلك من خلال عدة محاور؛ من أهمها زيادة قيمة إجمالي الإنفاق في سلطنة عمان، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتفضيل الصناعات الوطنيّة، وتطوير المهارات الفنيّة؛ وإلزام المقاولين والمورّدين بشروط القيمة المحليّة المُضافة، والالتزام بسياسات الإحلال والتعمين.
وتولي مجموعة أوكيو جانب الاستثمار الاجتماعي أهميّة كبيرة؛ ويُعدُّ أحد الركائز الأساسيّة لأعمالها، وقد بلغ عدد مشاريع الاستثمار الاجتماعي نحو 25 مشروعًا موزعة على عدد من محافظات سلطنة عمان، ويغطي الاستثمار الاجتماعي مجالات التعليم، والصحة، والبيئة؛ وذلك تجسيدًا لمسؤوليّتها الاجتماعية، وخدمة المجتمعات المحلية، حيث تسعى مجموعة أوكيو لبناء علاقات قويّة مع الأطراف المعنيّة والمجتمعات المحلية، وإيجاد فرص عمل جديدة للنمو والشراكات؛ من خلال تخطيط وتنفيذ مشاريع اجتماعيّة تسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة في سلطنة عمان.