سول – ش – وكالات
يبدو أن كوريا الشمالية تستعد لتجربة نووية جديدة في الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر نادر للحزب الحاكم، وفقا لصور أقمار اصطناعية نشرها موقع أمريكي يراقب بيونجيانج مؤخرا.
وأفاد موقع "38 نورث" الإلكتروني التابع لمدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية بأنه تم رصد نشاط مركبات في مركز القيادة بموقع التجارب النووية تحت الأرض في بونجيري.
وقال "38 نورث" إنه "في حين أن السجل التاريخي غير مكتمل، يبدو أن المركبات لا تشاهد غالبا هنا إلا أثناء التحضير لإجراء اختبار.. لم تتم ملاحظة أي مركبات أو أشخاص في هذا المرفق في الصور يوم 2 أيار/مايو، ومع ذلك، تظهر أربع مركبات متوقفة في المنطقة في 5 أيار/ مايو".
وقد بدأ قادة كوريون شماليون وأعضاء بحزب العمال الكوري الحاكم أول مؤتمر للحزب منذ 36 عاما أمس الجمعة.
ومن المتوقع أن يستخدم زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون هذا التجمع من أجل تعزيز سلطته في الدولة الشيوعية.
وأشاد الزعيم الكوري الشمالي في افتتاح أول مؤتمر لحزب العمال الكوري الشيوعي الحاكم منذ 1980 بتجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها بلاده في كانون ثان/يناير الماضي واعتبرها نجاحا كبيرا.
وقال كيم في خطاب افتتاح المؤتمر أمس إن اختبار القنبلة الهيدروجينية الذي أجرته القوات المسلحة بمساعدة الأقمار الصناعية يعتبر "تعزيزا لكرامة البلاد وقوتها".
وقالت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية إن التلفزيون الرسمي نقل كلمة كيم مساء الليلة بالتوقيت المحلي.
وكان مجلس الأمن الدولي شدد الإجراءات العقابية على كوريا الشمالية ردا منه على هذا الاختبار النووي وعلى إطلاق بيونجيانج صاروخ فضاء أثار الكثير من الجدل.
كانت كوريا الشمالية حذرت من أنها ستعزز إمكانياتها الخاصة بالردع النووي طالما استمرت الولايات المتحدة في سياستها العدائية الحالية تجاه الدولة الشيوعية.
القوة غير المحدودة
من جهة اخرى واصل الحزب الواحد الحاكم في كوريا الشمالية امس السبت مؤتمره الاول منذ 1980، بعد خطاب للرئيس كيم جونغ-اون تمحور حول الدفاع عن برنامجه للسلاح النووي، فيما كشف خبراء عن مؤشرات تفيد عن قيام هذا البلد باستعدادات لتجربة نووية خامسة.
ويتابع المراقبون عن كثب وقائع المؤتمر الاستثنائي، بحثا عن مؤشرات محتملة الى تغيير في الخط السياسي او الاشخاص، في اطار الصعود المحتمل لجيل جديد من المسؤولين يتم اختيارهم بناء على ولائهم.
في الخطاب الذي افتتح به المؤتمر، هنأ كيم جونغ-اون علماء بلاده معلنا "اجرى جيشنا بنجاح اول تجربة على قنبلة هيدروجينية، ما شكل محطة تاريخية في تاريخ شعبنا الذي يعود الى خمسة الاف سنة".
وكان كيم جونغ-اون يتحدث امام الاف المندوبين الذين تم انتقاؤهم بدقة من جميع انحاء كوريا الشمالية، لحضور هذا التجمع الاستثنائي لحزب العمال الكوري في قصر 25 ابريل" الكبير في بيونجيانج.
وقال الزعيم الكوري الشمالي ايضا ان التجربة "اكدت للعالم اجمع روحنا التي لا تقهر وقوتنا غير المحدودة (...) ردا على الضغوط الحاقدة وعقوبات القوى المعادية".
والخطاب الذي نقله التلفزيون الرسمي مباشرة، قوطع مرارا بعاصفة من التصفيق، وفي ختامه هتف الحضور وقوفا.
ويشكك معظم الخبراء في ان تكون التجربة التي اجريت في كانون الثاني/يناير تجربة على قنبلة نووية، مشيرين الى ان تردداتها كانت ضعيفة جدا.
"الطريق الثوري"
ولم يكن كيم جونغ-اون (33 عاما) ولد عندما عقد المؤتمر السابق في العام 1980، وكان الهدف منه تعيين والده كيم جونغ-ايل وريثا لوالده كيم ايل-سونغ، مؤسس هذا النظام المستمر منذ حوالى سبعين عاما.
واكد كيم جونغ-اون ان هذا المؤتمر يشكل "محطة مهمة" على "طريقنا الثوري".
ولم يسمح لنحو 130 صحافيا اجنبيا وجهت اليهم دعوات لتغطية المؤتمر، بدخول قصر "25 ابريل" الذي زينت واجهته بصور عملاقة للرئيسين الراحلين كيم ايل سونغ وابنه كيم جونغ-ايل. وأبقي المصورون الصحافيون ومصورو الفيديو على بعد 200 متر من القصر.
ولم يعرف جدول اعمال المؤتمر ولا مدته، لكن هدفه الرئيسي هو ترسيخ سلطة كيم جونغ-اون بصفته قائدا اعلى لكوريا الشمالية والوريث الشرعي لوالده ومن قبله جده.
ويفترض ان يكرس المؤتمر ايضا كعقيدة للحزب، استراتيجية كيم جونغ-اون التي تعرف باستراتيجية "بيونغجين"، وهي تقضي بالعمل بصورة متزامنة على التنمية الاقتصادية وتطوير البرنامجين النووي والبالستي.
غياب الصين-
ولم تتمثل الصين في المؤتمر، ورأت وسائل الاعلام الصينية الرسمية في ذلك دلالة على الارجح الى فتور بين بيونغ يانغ وحليفها الوحيد الكبير.
في العام 1980، ارسلت الصين وفدا كبيرا برئاسة لي شيان نيان الذي اصبح في ما بعد رئيسا للدولة، لحضور المؤتمر آنذاك.
ورفعت اعلام حزب العمال الكوري والاعلام الوطنية على جانبي الجادات الرئيسية في بيونغ يانغ. كما رفعت لافتات كتب عليها "الرفيقان العظيمان كيم ايل-سونغ وكيم جونغ-ايل دائما معنا".
وتولى "حراس" مرافقة الصحافيين الاجانب بينما التزم المارة الذين قبلوا الرد على اسئلة الصحافيين، بالخطاب الرسمي.
ومنذ وصول الزعيم الشاب الى السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2011 بعد وفاة والده، اجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وتجربتين ناجحتين لاطلاق صواريخ اعتبرتا بمثابة تجربتين لصواريخ بالستية.
وبينما كانت الاسرة الدولية ترد بالادانات المرفقة بالعقوبات، واصل كيم جونغ-اون بتصميم جهوده لامتلاك ردع نووي يتمتع بالصدقية، عبر تجارب صواريخ وتجارب تقنية اضافية.
ولم يبد كيم اي رحمة حيال الذين اعتبرهم غير موالين داخل الحزب والحكومة والجيش. وقد امر باعدام زوج عمته وراعيه السابق جانغ سونغ-ثايك.
زيارة مثيرة للجدل
وزارت مجموعة من الشخصيات الحائزة على جوائز نوبل كوريا الشمالية خلال الأسبوع الماضي على الرغم من اعتراضات كوريا الجنوبية.وقالت تلك الشخصيات إنها تريد مد غصن زيتون من خلال استخدام الدبلوماسية الأكاديمية غير السياسية .
وكوريا الشمالية معزولة إلى حد كبير عن العالم الخارجي بسبب العقوبات الدولية الشاملة التي فُرضت عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وأجرت بيونجيانج اختبارا لرابع قنبلة نووية في يناير كانون الثاني.
وتفرض الحكومة الكورية الشمالية التي تخشى من التأثير الخارجي قبضة صارمة على ما يعرفه شعبها عن العالم الخارجي وتفاعله مع الأجانب.
ووصلت الشخصيات الثلاث الحائزة على نوبل وهي أهارون تشيخانوفير وفين كيدلاند وريتشارد روبرتس في 29 ابريل نيسان في برنامج يغطي بشكل أساسي العلاقات الأكاديمية في نخبة من الجامعات الكورية الشمالية في بيونجيانج تحت إشراف مؤسسة السلام الدولية التي مقرها في فيينا.
وقال أوفي مورافيتز الرئيس المؤسس لمؤسسة السلام الدولية للصحفيين في بكين بعد العودة من بيونجيانج إنه قبل الذهاب إلى هناك التقى مع سفير كوريا الجنوبية في بانكوك حيث يوجد المكتب الآسيوي لمؤسسة السلام الدولية.
وأضاف "طلب منا السفير الكوري الجنوبي تأجيل زيارتنا إلى ما بعد مؤتمر الحزب ولكن لم يُطلب منا إلغاء الزيارة." مشيرا إلى أول مؤتمر لحزب العمال الكوري الشمالي الحاكم منذ 36 عاما والذي افتُتح يوم الجمعة.
وقال إن"المشكلة هي أن الحائزين على جائزة نوبل أشخاص مشغولون جدا ولا نستطيع تغيير موعد مناسبة تم التخطيط لها منذ عامين ونصف لموعد آخر هذا العام.
"ولذلك أوضحنا أننا سنمضي قدما في الزيارة ولكن الحكومة الأمريكية لم تتصل بنا قط."
ولم تلتق المجموعة خلال هذه الزيارة مع ساسة كوريين شماليين كبار وقال موارفيتز إنه التقى من قبل مع رئيس الدولة الاسمي كيم يونج نام ومن ثم عرف إنها تحظى بدعم على أعلى المستويات.
وقال إن المجموعة زارت كوريا الشمالية لمناقشة قضايا طبية واقتصادية وليس قضايا نووية.
وقال تشيخانوفير الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004 إنه طبيب ومن ثم فإنه لم يسئل عن أي شيء له صلة بالقضية النووية.
وقال"لم نأت لانتقادهم ولم نأت كي نسأل عن معني الديمقراطية في نظرهم.
"جئنا في حقيقة الأمر للتحدث وتبادل الحوار مع الطلاب."
وقال روبرتس الحائز على جائزة نوبل في الطب عام 1993 إنه دعا أحد الطلاب الذين التقى معهم لقضاء وقت في مكتبته بالولايات المتحدة.