إطعام الطيور في الساحات العامة ممارسة غير قانونية وتسبب بؤر لتكاثر نواقل الأمراض

بلادنا الأربعاء ٠٢/نوفمبر/٢٠٢٢ ١١:٢١ ص
إطعام الطيور في الساحات العامة ممارسة غير قانونية وتسبب بؤر لتكاثر نواقل الأمراض

مسقط - الشبيبة 

تحرص بلدية مسقط على الحد من الظواهر التي تؤثر سلبًا على سكان المناطق والأحياء من النواحي الصحية والبيئية والمظهر الجمالي العام ؛ وذلك من أجل توفير بيئة صحية آمنة ونظيفة، كما تعمل من خلال أدوارها التوعوية على تحقيق أهدافها؛ ومنها رفع سقف التوعية الفردية وتنمية السلوكيات المجتمعية الداعمة لجهودها الحضرية، والتي تعمل جنبًا إلى جنب مع جهود البلدية في وقف الظواهر السلبية، وتجنب تزايد بعض الظواهر التي تعاني منها. إلا أن بعض الظواهر لاتزال نشطة وسط أحياء محافظة مسقط النابضة بالحيوية والتعايش ، ومنها ظاهرة إطعام الطيور في الساحات والميادين العامة، مما يؤدي إلى ظهور عدة تحديات غير صحية ولا محمودة لهذه الظاهرة.

روائح مُنفرة:

تُخَلِّفُ ظاهرة إطعام الطيور في الساحات العامة تراكمًا لبقايا الحبوب والأطعمة في المواقف والساحات المفتوحة، ومع الوقت تنبعث روائح ناتجة عن هذه البقايا، إلى جانب الروائح التي تخلفها فضلات هذه الطيور، مما تتسبب في انزعاج المارين بالقرب من هذه المناطق، وتعذر استخدام بعض الساحات والمماشي المهيأة لممارسة الرياضات البدنية.

من جانب متصل فإن بقايا الطعام الملقى على الطيور يمكنه أن يؤدي لاحتمالية تلوث الغذاء؛ إما لكونه عبارة عن فضلات غذائية بالأصل، أو لبقاء هذا الطعام فترة طويلة وهو معرض للظروف الخارجية، بحيث يمكن أن يكون مصدرًا لانتقال المرض من الطيور التي تعود ثانيةً لتقتات منه، ومن ثم انتقاله منها إلى الإنسان.

بؤرٌ للأوبئة:

ويشكل إلقاء الحبوب وبقايا الطعام على الممرات وأرصفة الشوارع- بغرض إطعام الطيور - بيئة جاذبة لتكاثر الحشرات والديدان والطفيليات، الأمر الذي يعمل في المقابل بتكبد الجهات الخدمية العاملة في قطاع نقل وإدارة النفايات أو بقطاع المكافحة جهدًا متكررًا في التعامل مع هذا النوع من النفايات والحشرات، مما يصعب في كل مرة التعامل معها؛ إما لتكيفها مع ظروف الطبيعة أو لانتقالها لمساحات أوسع، وبالتالي انتقال الضرر إلى الساكنين بالمنطقة أو بالقرب منها، وكل هذا ناتج عن التخلص الخاطئ للأطعمة أو التعمد في ذلك؛ لقلة الوعي بامتداد مخاطره البيئية والصحية.

هجرة من المباني:

تؤثر ظاهرة إطعام الطيور في بعض المواقع القريبة من المساكن أو المباني المتعددة الأدوار في اتخاذ هذه الطيور مأوى لها في الشرفات والردهات الخارجية للأبنية أو فتحات أجهزة المكيفات والاتصالات ، الأمر الذي يطال هذه الأبنية بالضرر؛ وذلك لوصول الروائح الكريهة للأبنية، ووجود بقايا الفضلات على هذه المساكن أو بالقرب منها، أو حتى انقطاع بعض الخدمات من الأسلاك الموصلة أو المارة بأسطح البنايات مما يشكل خطورة في التسبب باندلاع الحرائق أو الصقعات الكهربائية، وقد تنفر هذه الظاهرة المستأجرين من البقاء في الأبنية القريبة من أماكن وجود الطيور وتكاثرها، الأمر الذي يؤدي إلى استياء القاطنين و الهجرة من المباني السكنية ، حيث تسبب السلوكيات الفردية لإطعام الطيور أو تربيتها في أماكن معينة إلى تكاثرها وعدم القدرة على السيطرة على تجمعها في هذه الساحات الواقعة في المناطق السكنية أو التجارية أو غيرها؛ مما تسببه في خسائر مادية على ملاك المباني وآثار سلبية على المستأجرين وانخفاض نشاط السوق العقاري .

رفع الضرر:

وفي هذا الإطار تدعو بلدية مسقط لرفع الضرر الحاصل بتجنب هذه الممارسات، كما تشير بضرورة اتخاذ المؤجرين وملاك الأبنية والعقارات كافة الإجراءات المطلوبة ، لمنع تجمع الطيور وتربيتها، والتشديد على الممارسين لهذا السلوك إن كانوا من الساكنين بالجوار أو القاصدين لهذه الأماكن بتجنب مثل هذه الممارسات غير القانونية والمنافية للضوابط الصحية التي تقتضيها البيئة المجتمعية، كما أن على أفراد المجتمع سواءً من المواطنين أو المقيمين دورًا في تجنب هذه الأفعال، بل والعمل على اتباع الطرق التي تمنع تجمع هذه الطيور أو تربيتها أو اقتنائها على الأسطح.

 وسائل وحلول :

تدعو بلدية مسقط إلى التكاتف والتعاون من أجل تجنب تكاثر الطيور في بعض المواقع، فإلى جانب توعيتها بخطورة الظاهرة وأبعادها فهي تعول على سكان أو أصحاب المباني السكنية أو التجارية ممن يمتلكون أراضٍ خلاء لمواقف السيارات وتتبع بنايتهم المؤجرة لتوجيه إنذارات للمؤجرين بعدم إطعام الطيور وإسكانها، إلى جانب وضع لوائح ارشادية في هذه المواقع بتجنب هذه السلوكيات التي تضر بمصلحة المؤجر وتشوه المنطقة.

وتشير البلدية إلى دورها في الرقابة وفقًا للأوامر المحلية والقوانين البلدية ومنها الأمر المحلي الخاص بوقاية الصحة العامة، وكذلك إلى تنسيقها مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ الإجراءات القانونية في من يتسبب بالضرر لغيره وحرمانه الانتفاع من ممتلكاته أو الإضرار بمصالحه عن تعمد أو لقلة وعي منه، أو تجاه من يتسبب بمثل هذه التصرفات التي من شأنها تشويه المظهر العام، والتسبب في بيئة طاردة للسكان وبعيدة عن مقومات البيئة الصحية النظيفة.