الاحتلال يسحب آلياته من غزة

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
الاحتلال يسحب آلياته من غزة

غزة - علاء المشهراوي

سحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي، آلياتها المتوغلة داخل حدود القطاع وتراجعت الى خلف الجدار الحدودي، بعد تدخل مصري تمثل في اتصالات مكثفة اجرتها المخابرات المصرية مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل إحتواء التصعيد وخشية انزلاق الأمور إلى تدهور خطير.
وذكرت قالت مصادر مطلعة أن جهوداً مصرية مكثفة تواصلت خلال الساعات الماضية من اجل احتواء التصعيد على حدود القطاع واعادة الهدوء وتفاهمات التهدئة، و تركزت على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من داخل المناطق التي توغلت بها آليات الاحتلال غربي الجدار داخل حدود القطاع.
ميدانيا؛ شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، صباح أمس السبت، غارتين على أراض زراعية شرقي مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات. وطالت الغارة الأولى أرضا زراعية في حي الزنة شرقي خان يونس، بينما استهدفت الغارة الثانية منطقة زراعية في حي الفخاري شرقي المدينة.
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر إسرائيلية أن قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة سقطت في بلدة عسقلان المحاذية للقطاع. وقالت صحيفة هآرتس إن صافرات الإنذار دوت في عسقلان على الحدود مع غزة، كما تم إعلان حالة التأهب عقب سقوط قذيفة، دون وقوع أضرار.
ولم يصدر على الفور بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي بشأن الواقعة، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق القذيفة. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على قطاع غزة، أمس الأول، حيث قصفت موقعا لكتائب القسام جنوب القطاع، في وقت قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة جاءت ردا على إطلاق قذائف هاون من داخل القطاع.
واستهدفت الغارة نقطة رصد تابعة لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة المحاذية للحدود، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي أضاف أن المدفعية أطلقت عدة قذائف على منطقة مفتوحة شرقي مدينة خان يونس.
وشنت إسرائيل سلسلة غارات وقصفا مدفعيا على أهداف في قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، أسفرت أحداها عن مقتل مسنة فلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن قواته العاملة على الحدود مع غزة تعرضت إلى سقوط قذائف هاون 12 مرة، وذلك "بهدف منع الجيش من اكتشاف نفق حفرته حركة حماس".
وأكدت حركة حماس التي تسيطر على القطاع وجود اتصالات من وساطات عربية ودولية لتهدئة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة.
وفي غضون ذلك؛ كشف المراسل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، عن أن المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" سيجتمع قريبا لمناقشة بناء ميناء في قطاع غزة، وهو ما سيحدث لأول مرة إن تم بالفعل.
وبحسب بن دافيد الذي كتب تقريرا على موقع صحيفة معاريف، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي وبعض الوزراء منهم يسرائيل كاتس ويؤاف جالانت يدعمون بناء ميناء في غزة، فيما يعارض نتنياهو و موشيه يعلون مثل هذه الخطوة.
ووفقا للتقرير، فإن بناء الميناء هدفه التخفيف عن غزة وتعزيز موقف إسرائيل السياسي تجاه الفلسطينيين، مع فرض رقابة على منع دخول أي مواد قد تستخدم لحفر الأنفاق أو تصنيع الصواريخ وغيرها، مشيرا الى أن "سياسة ضبط النفس ومنح الفلسطينيين بعض الأمل" أثبتت نجاعتها بعد أشهر من موجة العمليات التي شهدتها الضفة الغربية .
وأوضح بن دافيد، أن التصعيد الأخير على جبهة غزة وإطلاق قذائف الهاون من قبل الجناح العسكري لحركة حماس لأول مرة يعود بالأساس لشعور قيادة القسام بأنها باتت يفقد ملايين الدولارات وجهد كبير بذله عناصرها في حفر هذه الأنفاق التي يتم اكتشافها باستمرار، وأنهم يدركون بأن ذلك لم يكن من قبيل الصدفة وأن الحل التكنولوجي الذي تتحدث عنه إسرائيل بات فعالا وموجودا.
ولفت إلى أن احتمال الدخول في مواجهة جديدة سيكون مطروحا باستمرار أمام الجانبين "حماس وإسرائيل"، على الرغم من عدم رغبتهما في ذلك، مبينا أن حماس لن تصمت طويلا تجاه ما يجري، "ولهذا تبحث إسرائيل في إقامة ميناء للتخفيف من حدة التوتر لدى جناح حماس العسكري وفتح آفاق أمامهم باستخدام سياسة ضبط النفس"، حسب قوله.

*-*
الحياة في غزة لم تعد ممكنة في ظل الحصار
غزة - ش
لقي ثلاثة أطفال اشقاء مصرعهم، وأصيب آخرون، في حريق اندلع بمنزل، في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة. وأفادت وزارة الصحة بأن الأطفال الضحايا هم: يسرى ابوهندي- 3 سنوات وشقيقتها رهف عامان، وشقيقهما ناصر (شهران)، فيما أصيب شقيقاهم مهند وعلي ووالدتهم بحروق خطيرة للغاية، نقلوا على إثرها لمستشفى الشفاء بغزة.
وقال جهاز الدفاع المدني إن طواقم التحقيق أفادت بوجود آثار شموع فوق غسالة، يعتقد أنها كانت السبب في اندلاع الحريق الذي أتى على المنزل بكامله أثناء نوم الاسرة، وبحسب أحد الجيران فإن "النار شبت بالمنزل بسبب شمعة كانت تضئ المنزل لأن التيار الكهربائي مقطوع كليا عن المنطقة في المخيم".
ويعاني قطاع غزة من أزمة في الكهرباء منذ 10 سنوات؛ بسبب الحصار "الإسرائيلي"، وتدهورت منذ تعرض محطة توليد الكهرباء الوحيدة للقصف الإسرائيلي في حرب نهاية 2008، وازدادت سوءا خلال الأشهر الماضية، بعد فرض السلطة الفلسطينية برام الله ضريبة على الوقود المورد لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة بغزة.
وكانت سلطة الطاقة في غزة قد دعت حكومة التوافق إلى إلغاء ضريبة البلو، والتي لا تزال تصر على فرضها مع علمها أنها تتسبب في تعميق الأزمة، رغم التدخلات الفصائلية والمطالبات الشعبية بذلك.
وبسبب أزمة الكهرباء المتفاقمة تكررت حوادث الحرائق في غزة بسبب استعمال الشموع للإنارة والتي أسفرت عن وقوع ضحايا مرات عدة، وفق الدفاع المدني، حيث يتوفر التيار الكهربائي 6 ساعات مقابل قطعها 12 ساعة يوميا.