القاهرة: "مفاوضات" سد النهضة لم تعلق

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٤ م
القاهرة: "مفاوضات" سد النهضة لم تعلق

القاهرة – الخرطوم – ش – وكالات

قال وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمد عبد العاطي إن ملف مفاوضات سد النهضة “لم يغلق”، وإنهم يعملون في إطار مسار المفاوضات بما يحقق الإيجابية في الملف، مشيرًا إلى أن مصر تكثف علاقاتها مع دول حوض النيل بالمفهوم الشامل للتنمية وليس طبقاً لمفهوم تنمية الموارد المائية، أو التعاون المائي فقط.
وأضاف عبد العاطي – في تصريحات صحفية، أنه تم عقد اجتماع للجنة الثلاثية الوطنية المعنية بسد النهضة الإثيوبي التي تضم خبراء وطنيين من مصر والسودان وإثيوبيا بأديس أبابا على مدار يومي (2-3) مايو الجاري بهدف التوصل إلى توافق حول النقاط العالقة بشأن الدراسات الخاصة بسد النهضة.
وأوضح أن الاجتماع أثمر عن تقارب ملحوظ في وجهات النظر للوفود التفاوضية للدول الثلاث مما يمهد لاستئناف الدراسات الفنية لتقييم تأثيرات سد النهضة. وأضاف عبد العاطي إن مشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط سيكون ممرًا جديداً للتنمية وشرياناً لنقل التجارة والعمالة من الجنوب إلى الشمال والعكس، مشيرا إلى أنه سيكون نقلة كبيرة في العلاقات بين دول حوض النيل.
وأكد على أن مستقبل مصر في تلبية احتياجاتها من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، وخاصة القمح والمحاصيل الزيتية، حيثما وجدت المياه في أعالي النيل وأن بلاده تستورد ما يقرب من 40 مليار متر مكعب من المياه في صورة منتجات غذائية فمن الأولى أن يتم استيرادها من دول حوض النيل وخاصة زراعة القمح في دول حوض النيل ونقلها إلى مصر، مشيراً إلى أن ذلك يحقق المنفعة والمصالح المشتركة حيث تحقق دول حوض النيل التنمية وتستفيد منه في تغطية احتياجاتنا من القمح الذي يعد المحصول الاستراتيجي الهام.
وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال إن قضية سد النهضة تشغل الرأي العام المصري وهناك اهتمام كبير بها، مشيرًا إلى أن ارتباط مصر بالنيل أزلي، ولهذا كان الحفاظ على الحقوق المائية أهم الأولويات في التفاوض مع إثيوبيا والسودان، وألا يكون هناك مصالح منفردة بين الدول الثلاث، مؤكدًا أن مصر لا تمانع في أن يكون لإثيوبيا حق في الحصول على التنمية، وفي المقابل عدم الإضرار بالحقوق المائية للدولة المصرية.
تابع "شكري": " هناك تطور دائم في أزمة سد النهضة، وتم التوصل لدرجة من التفاهم من قبل إثيوببيا والسودان لم تكن موجودة من قبل، من خلال إقرار احتياجات مصر، والتأخر في الانتهاء من الدراسات الفنية، يرجع لأنه أمر معقد من الناحية الفنية، وعلينا تحمل بعض التأخير لتحقيق المصالح"، مشددًا: " السد سوف يبنى، ولا يوجد شك في ذلك، ولكننا سنراعي مصلحتنا في المقام الأول، وبيان حجم المخاطر التي قد تلحق بمصر، لاسيما وأننا لدينا وسائلنا الفعالة للتعامل مع تلك المخاطر، وحماية مصالحنا".
جاء ذلك في رده على سؤال طارق الخولي، أمين سر لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، بشأن موقف الدولة المصرية حول أزمة سد النهضة، وكذلك آخر المستجدات بشأنه، وذلك خلال اجتماع لوزير الخارجية المصري سامح شكرى مع 3 رؤساء لجان بمقر البرلمان.
من جانبه؛ قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير نبيل فهمي، إن "اللجنة الفنية لدراسة سد النهضة بدأت عملها متأخرًا" وأضاف «فهمي»، خلال حواره في برنامج «كلام تاني»، مع الإعلامية رشا نبيل، على قناة «دريم»، أنه لا يوجد موقف إثيوبي رسمي حتى الآن يعكس تحول إيجابي، قائلا: اعتقد أنهم يثقوا في الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد وزير الخارجية الأسبق، أنه يشعر بالقلق رغم قناعته التامة أن القضية تمثل أمن قومي وكافة الخيارات مفتوحة، مضيفا: «إثيوبيا مصممة على بناء السد، رغم عدم دراسة أمان السد والتأثير البيئي للسد، ومعدلات ملئ الخزان».

*-*

نبيل فهمي: فوجئت بتوقيع اتفاقية "تيران وصنافير"
علَّق وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير نبيل فهمي على توقيع الرئيس المصري عبدالسيسي اتفاقية جزيرتي «صنافير» و«تيران» للمملكة العربية السعودية، خلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى القاهرة، من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، قالئلا إنه فوجئ بتوقيع اتفاقية جزيتي تيران وصنافير، موضحًا أنه كان من الضروري وجود تهيئة للرأي العام قبل توقيع مثل تلك الاتفاقيات.
وتابع: "يجب إحضار أول خريطة تم تصميمها عام 1906 ثم النظر على الخريطة في عام 1922 عام استقلال مصر، والخريطة التي تم تصميمها وقت إنشاء الدولة السعودية، ووضع كل تلك الوثائق أمام مجلس النواب ويطلعوا على كل الوثائق". وتابع :«هناك اختلاف بين مصر والسعودية في بعض القضايا ولكن لا يوجد خلاف».
وفي الأثناء؛ قال فهمي، إنه ليس موافقًا على تعديل الدستور حاليًا، ولكن في الوقت ذاته لا يرى أن تعديله جريمة واتهام من يطالبون بتعديله بالتخوين. وأضاف أنه كان هناك تفاؤل كبير بعد الثورتين التي قام بهما الشعب المصري العظيم، ولكن التفاؤل كان زيادة عن اللزوم، قائلًا :«أنا شخصيا كنت متفائلًا زيادة عن اللزوم بعد الثورتين». وأكد وزير الخارجية الأسبق، أنه «يجب أن تكون هناك ممارسات سياسية، ولا تعني انتخابات فقط ولكن تعني الحوار والحديث عن السياسيات واقناع الناس بكل هذا، وشرح عدم الموافقة على اقتراح معين».