العمانية - الشبيبة
يقدر حجم الاستثمارات في مدينة نزوى الصناعية بمحافظة الداخلية حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي بـ 470 مليون ريال عُماني، وبلغ عدد المشاريع الصناعية بنهاية الربع الثالث من هذا العام (154) مشروعًا، متوزعة على أنشطة مختلفة في عدة مجالات صناعية وخدمية وتجارية، حيث تعمل المدينة على القيام بدور محوري في تسريع التنمية في محافظة الداخلية والمحافظات المجاورة، خصوصا مع اكتمال البُنى الأساسية ببقية المحافظات.
من جانبه قال أحمد بن سالم الحجري مدير عام مدينة نزوى الصناعية: "إن المدينة الصناعية استقطبت العديد من المستثمرين من داخل وخارج سلطنة عمان؛ مما أوجد تنوعًا في الاستثمارات والمنتجات والفرص الوظيفية التي توفّرها تلك المشاريع للشباب، كما أن الاستثمارات الموجودة بها أضافت الكثير إلى الاقتصاد المحلي، سواء من خلال فرص العمل المباشرة، أو من خلال الفرص غير المباشرة، بما يقدم من خدمات للمستثمرين، إضافة إلى استغلال المواد الخام المحلية كمدخلات للإنتاج للمصانع ".
وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية: "أن من أهم الأنشطة الصناعية في المدينة الخدمات اللوجستية والدعم الفني لمشاريع النفط والغاز، وخدمات التموين للمواد الغذائية، وتقطيع وتشكيل الحديد، وصناعة الأثاث والخشب، والصناعات البلاستيكية (الأنابيب والخزانات)، ومواد البناء ومنتجات الغاز المُسال، وصناعة الزجاج وصناعة المواد الغذائية وغيرها.
وتبلغ مساحة مدينة نزوى الصناعية الكليّة حوالي 7 ملايين و213 ألفًا و788 متر مربع، مع نسبة أشغال تتجاوز 45%، وتتوزع تلك المساحة على قطع أراضٍ مختلفة المساحة حسب احتياج المشاريع، وأشار إلى أن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن) تعمل منذ إنشائها على إقامة المدن الصناعية في مختلف محافظات السلطنة التي تتوفر بها الخدمات اللازمة لإقامة المشاريع الصناعية، التي تعد رافدًا مهمًّا للاقتصاد الوطني، ومساهماً في التنمية الصناعية والاجتماعية المستدامة.
إلى جانب ذلك أوضح أن مدينة نزوى الصناعية أسهمت في توفير فرص عمل للكوادر الوطنية، حيث بلغ إجمالي عدد العاملين بمصانع المدينة حوالي 6000 عامل في مختلف التخصصات الإدارية والفنية، وبلغت نسبة التعمين 42 % من إجمالي العاملين في تلك المنشآت الصناعية من الجنسين.
وبيّن أن دور مدينة نزوى الصناعية لا يقتصر على توفير الموقع المثالي للمشروع وتوفير خدمات البنية الأساسية المختلفة فحسب، بل هي علاقة تواصل مستمرة تبدأ قبل توطين المشروع وتستمر بعد ذلك بهدف إيجاد بيئة عمل مثالية محسّنة وجاذبة تتيح للمستثمر تحقيق فرص النجاح والنمو، وذلك من خلال قيام "مدائن" بإنشاء مراكز مسار في جميع المدن الصناعية؛ وهو عبارة عن نافذة استثمارية بنظام موحد؛ لتيسير وتبسيط إجراءات حصول المستثمر على جميع الموافقات والتصاريح والتراخيص اللازمة لمشروعه الاستثماري في محطة واحدة وفترة زمنية محددة؛ سعيًا من "مدائن" لتشكيل منظومة من الخدمات المتكاملة التي يحتاجها المستثمر لتكوين وإيجاد قيمة مضافة لبيئة أعمال جاذبة للاستثمارات في السلطنة.
وفيما يتعلق بالاهتمام الذي توليه "مدائن" -ممثلة في مدينة نزوى الصناعية- بالجانب البيئي؛ أكد مدير عام مدينة نزوى الصناعية أن مدائن دأبت -منذ الوهلة الأولى لإنشائها- على الاهتمام بسلامة وصحة العاملين داخل هذه المدن والمساكن القريبة منها؛ وذلك من خلال طلب الدراسات البيئية ومعرفة التلوث الذي قد يصدر من المصانع والعمل على التفتيش الدوري لها أثناء فترة الإنتاج.
كما تطرق الحجري إلى الفرص الاستثمارية في المدينة قائلًا: "إن "مدائن" -إيمانًا منها بضرورة تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص- قامت المدينة الصناعية بطرح فرص استثمارية؛ أوّلها المنطقة التجارية، التي ستضم عددًا من المرافق مثل: مركز أعمال، وعدد من المحلات التجارية وغيرها، وكذلك سيتم عرض المدينة السكنية كفرصة استثمارية؛ وذلك لتوفير بيئة مريحة ومناسبة وقريبة من المدينة الصناعية؛ لتكون سكنًا للعاملين بالمصانع والشركات".
وأضاف إلى ذلك أن إدارة المدينة تعمل حاليًّا -بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة- على دعم احتياجات المصانع والمستثمرين بالمدينة الصناعية في مختلف المجالات ذات الصلة؛ لتسهيل الإجراءات الخاصة بالمصانع في حالة طُلب منها ذلك، كما تعمل لتحقيق الأهداف الوطنية لقطاع الصناعة من خلال المساهمة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار بسلطنة عُمان، وكذلك توطين رأس المال الوطني، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة، وإدخال التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، واكتساب العاملين المهارة الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم وإيجاد فرص عمل واستثمار جديدة.