مسقط - حمدي عيسى عبد الله
سجلت اسعار النفط على مدار الايام الفائتة ارتفاعا متواصلا مما رسم حالة من التفاؤل في الاسواق و قد اكد عدد من المختصين ان اسعار النفط مرشحة للمزيد من الارتفاع مع توقعات بعضهم ن يكون إغلاق العام بحدود 63 دولار أمريكي وقد عزا المختصون تفاؤلهم الى عدة اسباب منها إرتفاع الطلب على النفط نتيجة تحسن الوضع الإقتصادي لدى عدد من الدول المستوردة للنفط مع إنخفاض كبير من إنتاج النفط الصخري كما ان التفاهم بين الدول الكبرى والأجواء الإيجابية تساهم في تحفيز الأسواق وتشكل رسالة مهمة للسوق النفطي. ولذلك يستمر النفط في مساره الطبيعي صعوداً مع النمو العادي (غير الاستثنائي) للطلب مؤكدين ان البلدان التي تشكل فيها موارد النفط جل دخلها القومي عليها ان تجد لها بدائل اخرى وان تضع الخطط المدروسة والهادفة و القابلة للتنفيذ لتنويع مصار دخلها
عوامل تساعد على الإرتفاع
نائب المدير العام للاستثمار والتطوير ببنك عمان االعربي لؤي البطاينة صرح قائلا :" أتوقع أن تشهد أسعار النفط إستقراراً (على أقل تقدير) مع وجود عدد من العوامل التي مما سيساعدها على الإرتفاع ومنها وجود العديد من المؤشرات إلأى قرب الإتفاق على إتفاق قريب في الإجتماع القادم في روسيا. اضافة الى إرتفاع الطلب نتيجة تحسن الوضع الإقتصادي لدى عدد من الدول المستوردة للنفط ومنها الصين والهند
في مستويات 55-60
مضيفا :" ومن الاسباب التي تجعلنا نتوقع تسجيل اسعار النفط للمزيد من الارتفاع إنخفاض كبير من إنتاج النفط الصخري وإنخفاض أعداد الحفارات طبقاً لعدد من المؤشرات والإحصائيات العالمية مما يعني إغلاق عدد من الآبار اضافة الى عدم قدرة بعض من الدول المُنتجة للنفط بالعودة إلى مستويات الإنتاج السابقة نتيجة عدد من الظروف والعوامل الفنية مما يعني ثبات الإنتاج الحالي لديها."
البطاينة اختتمة حديثه قائلا :" أتوقع أن يكون أسعار النفط في الربع الأخير من هذا العام في مستويات 55-60 دولار وشخصياً أتوقع أن يكون إغلاق العام بحدود 63 دولار أمريكي."
امر يصعب التكهن به
رئيس مجلس ادارة شركة فالكون الشيخ سالم السيابي صرح من جانبه قائلا :" التخمة النفطية تعود لأسباب عديدة أهمها ضعف الأداء الاقتصادي في الدول الناشئة وذات الحجم السكاني الضخم. الصين والهند على سبيل المثال وثانيا بروز بدائل اخرئ للطاقة منها الطاقة المتجددة والبترول الصخري والاستخدام المرشد في كافة الوسائل التي تعتمد على البترول وأخيرا كثرة المعروض والحرب الاقتصادية غير المعلنة بين الدول المنتجة الرئيسية من داخل اوبك وخارجها وحتى تتهي الظروف وتهدأ حالة التنافس الضار فان مسالة ارتفاع أسعار الوقود الى المستوى المعقول والمقبول امر يصعب التكهن به
ان تجد لها بدائل اخرى
السيابي اختتم حديثه قائلا :" بصرف النظر عما يمكن ان تؤول اليه مستوى الأسعار على البلدان التي تشكل فيها موارد النفط جل دخلها القومي ان تجد لها بدائل اخرى وان تضع الخطط المدروسة والهادفة اليوم وليس غداًوان تكون هذه الخطط قابلة للتنفيذ وليست من قبيل التمني والطموح او بالحديث الإعلامي الرنان الذي يستهدف تهدئة الرأي العام المحلي لان الخارجي يرى بمرآة خالية من العواطف يراها ويزينها بميزان العقل لتنويع مصار دخلها ومن ثم تكون قرارته اكثر واقعية ولذا يتطلب من هذه البلدان التعرف على مكامن القوة والضعف لديها ولن يخيب او يظل من يدرك الخطاء ويصححه اذا ان الاعتراف بالخطأ فضيلة
يستمر في مساره الطبيعي صعوداً
الخبير النفطي الجزائري عبد الرحمن عية صرح قائلا :" كثيرة هي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع اسعار النفط إلى حدود 48 دولاراً للبرميل الخام رغم عدم الاتفاق على تجميد الانتاج في اتفاق الدوحة الذي وصل إلى حائط مسدود. وأهم تلك الأسباب الاسعار حاليا لم تعد تتاثر بالتغيرات الجيوسياسية، إذ بات واضحاً أن الآفاق التصعيد محدودة ولن تؤثر على إمدادات النفط، غير أن التفاهم بين الدول الكبرى والأجواء الإيجابية تساهم في تحفيز الأسواق وتشكل رسالة مهمة للسوق النفطي. ولذلك يستمر النفط في مساره الطبيعي صعوداً مع النمو العادي (غير الاستثنائي) للطلب. وبحسب معدلات النمو المتوقعة فإن النفط سيكون عند مستوى ما بين 45 الى 55 دولاراُ، لكن هذا لا يمنع إمكانية أن تنخفض الأسعار بشكل ظرفي مع إعلان بعض الدول عزمها لرفع إنتاجها، لكن هذا الانخفاض سيكون محدوداً"
الطلب سيزداد في الأشهر المقبلة
مختتما حديثه :" يمكن أن نلاحظ خلال الأسبوع الفائت هبوط بسيط في الأسعار مع إعلان السعودية انها سترفع انتاجها فضلاً عن إعلان العراق عن زيادة إنتاجه، ما قد يساهم في ارتفاع المعروض النفطي فتتراجع الاسعار مجددا استجابة للقاعدة السوق العكسية بين ارتفاع العرض والسعر. لكن مع التوقعات ببدء تعافي الاقتصاد الصيني والأوروبي فإن الطلب سيزداد في الأشهر المقبلة، ومن المتوقع أن يتساوى العرض في السوق الذي يعاني من فائض، مع الطلب لتتعافى الأسعار ونبدأ مرحلة الاستقرار النفطي."
جاء أكثر مما يلزم
أولي هانسين هو رئيس قسم استراتيجيات السلع في ساكسو بنك قرا المشهد من جانبه وقال :" أدى الطلب القوي من جانب المستثمرين وضعف الدولار وتوقعات انخفاض الإنتاج إلى اندفاع النفط الخام إلى ذروة جديدة لعام 2016. ففي حين كسر خام غرب تكساس المتوسط حاجز 45 دولاراً للبرميل، فقد أصبح خام برنت قريباً جداً منه عند 50 دولاراً للبرميل.
مضيفا :" نحن نتوقع ارتفاع تداول النفط مع نهاية العام ولكننا قلقون بشكل متزايد من أن الارتفاع الحالي جاء أكثر مما يلزم في وقت مبكر أكثر مما يلزم حيث أن آخر ارتفاع في الأسعار ناتجة في الغالب على التجار المضاربين أكثر من الأساسيات. ومع اقترابنا من سعر 50 دولاراً للبرميل، فسوف نبدأ بسماع قصص عن عودة منتجي النفط عالي التكلفة إلى الحياة وقد يؤدي ذلك، مقروناً بوجود مخزون عالمي يزيد عن مليار برميل من النفط، إلى تأخير عملية إعادة التوازن. وبخلاف حدوث انخفاض أسبوعي آخر في الإنتاج الأمريكي، فإن تقرير الإنتاج الأمريكي الأسبوعي لم يشتمل على الكثير من الدعم. ولكن، وكشهادة تُحسب لصالح القوة والزخم الحاليين، فقد اختتمت أسعار النفط اليوم بارتفاع بعد الانخفاض السابق.
الصعود لا يزال مستمراً
مختتما حديثه :" ولا ننسى أن النمط السائد هو أفضل نصيحة يمكن إعطاؤها حالياً ونحن نقول لكل من يبحث عن رد فعل لما يحصل أن يستخدم عقود الخيارات في هذه المرحلة. وقد أصبح النفط الخام في موقع أفضل حالياً، ولكن الصعود لا يزال مستمراً وسوف تزداد المخاوف من أن طول هذا الصعود قد يؤدي إلى الإضرار به. كما يشكل صعود المضاربة على النفط خطراً على صحة الإقبال لأنه يتركه مكشوفاً أمام التعرض لانقلاب حاد إذا ما تحول التركيز أو التوقع الأساسي. وقد وصل مجموع صافي العقود طويلة الأجل لخام برنت والعقود الآجلة لخام غرب تكساس المتوسط إلى 655 مليون برميل. وكانت الذروة السابقة عند 626 مليون برميل قد حدثت في شهر يونيو 2014 قبل بداية انخفاض الأسعار.