بقلم : علي المطاعني
في ظل المتغيرات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا وتقنية المعلومات وإفرازاتها الحديثة وما أحدثته في مجالات الحياة المختلفة والمتشعبة ، فإن أهمية حفظ البيانات وسلامة وأمن تخزينها باتت من القضايا بالغة الخطورة والتي تؤرق كل دول العالم بدون إستثناء وفي إطار القرية الكونية الصغيرة التي قلصت كوكبنا إلى مقدار قبضة اليد الواحدة ، وفي ظل هذه التحديات المتعاظمة خطورة وأمنا وفي عام 2012 جاء تأسيس شركة :Oman Data Park (ODP) .
لتضطلع بهذه المسؤولية الجسيمة ولتغدو أكبر مركز بيانات في السلطنة على الإطلاق فهي تقدم خدمات الإستضافة وخدمات الأمن السيبراني والذي يُعد الهم الأكبر على مستوى العالم والذي توليه الدول أهمية عظمى بإعتباره حجر الزاوية في تحصين الدولة من الهجمات عابرة الحدود والقادرة على شل مفاصل أي دولة إذا ما تم الإختراق بنجاح لحوائطها النارية الإلكترونية ، كما تقدم الشركة الخدمات السحابة والإستضافة للعديد من الشركات العاملة في البلاد بكفاءة منقطعة النظير .
لذا فإن ما يثلج الصدر أن تتصدي ODP لهذه المسؤولية خلال العشر أعوام الفائتة وتعمد على توفير ملاذات آمنه لتخزين البيانات التي ترتكز عليها منظومة العمل والإنتاج لكافة الجهات الحكومية والخاصة ، وتعزيز وتأطير مفهوم الأمن السيبراني والعمل على ضرب السياجات والحوائط النارية شاهقة الحلو وشديدة الإشتعال منعا لأي محاولات للإختراق مهما كان مصدرها .
بالفعل هو أمر يبعث على الإرتياح للنجاحات التي حققتها هذه الشركة الفتية في فترة وجيرة من الزمن حيث إستطاعت بكفاءة عالية أحداث نقلة نوعية في أعمالها وليصل عدد المستفيدين من خدماتها الإلكترونية لـ 800 جهة حكومية وخاصة ما برحت تستفيد من خدماتها المتطورة التي تقودها كفاءات وطنية مؤهلة.
بلاشك أن الجهود التي بذلتها والحلول التي قدمتها طوال الأعوام الماضية أسهمت وبإيجابية في إدارة البيانات وتغليفها بإحكام واسست لوعي وطني عام بماهية الأمن السيبراني وأهميته الإستراتيجية علي كافة الأصعدة ، كذلك الإسهام في تنزيل وبسط التحول الرقمي في السلطنة بالكفاءة المطلوبة عبر تصديها لمسؤولية الإستضافة للخدمات الإلكترونية بالغة الحساسية وفي مجال الـ IT والخدمات السحابية المجاورة ، هذا فضلا عن تدشين مراكز اوراكل لبيانات البنية الأساسية للخدمات الساحبية فائقة الأداء والسرعة في سلطنة عُمان.
إن ماحققته ODP في حقل إدارة تكنولوجيا البيانات وافرازتها الإيجابية والسلبية ووضع الحلول لمعالجتها ومواجهة تحدياتها ، ومواكبة ومتابعة التطورات الحديثة فيها وجلبها للسلطنة تستحق الثناء في وقت كنا ولازلنا في أمس الحاجة لبناء هكذا منظومة نهضت في عقد واحد من الزمان بمسؤولياتها بهذا القدر العالي من الكفاءة ، وعالجت بنجاح الكثير من الإشكاليات التي واجهتها في القطاعين العام والخاص وإستطاعت وضع الحلول السحابية الملائمة وخفضت التكلفة على أجهزة الدولة والشركات بنسب كبيرة ، إشارة إلى ما تمثله البيانات والمعلومات من ثروة يجب الحفاظ عليها من إلاستغلال وكافة إشكال الهجمات.
اليوم فإن تعزيز ODP بإسناد الأعمال التقنية لها وتخزينها أصبح مسؤولية وطنية يجب أن تتعاطي معها كل الجهات والشركات من هذه المنطلقات آنفة الذكر وعبر توطين التقنيات الحديثة كجزء من الأمن الوطني قبل القيمة المضافة لمثل هذه المبادرات وأهمية دعم مثل هذه الإستثمارات الوطنية وبما يمكن من النهوض بهذا القطاع المهم في عالم اليوم والعمل على الإسهام الفاعل في إيجاد كافة السبل للإرتقاء بها من خلال إسناد أعمال التحول الرقمي وتخزين البيانات والأمن السيبراني لشركات وطنية تعمل بأداء عالمي المستوى.
ولعل نجاح ODP خارج السلطنة من خلال تكليفها بإدارة وتشغيل مراكز البيانات من قبل حكومة زنجبار يُعد أحد النجاحات المهمة لها ودليل على أن سمعتها الطيبة وكفاءتها منقطعة النظير قد تجاوزت حدود الوطن ولتطرق أبواب العالمية بكل إقتدار.
بالطبع التطور التقني يمضي بسرعة البرق ، ولابد من مواكبته بذات السرعة إذ لاوقت أصلا لإلتقاط الأنفاس وهذا لن يتأت إلا من خلال جهة تعرف تماما معنى المسؤولية في هذا الحقل الخطير للغاية.
نأمل أن تحقق ODP تطورات متلاحقة في مسيرتها التكنولوجية الظافرة والموفقة ، وأن تسعى دائما للألمام بالتطورات المتلاحقة على مدار اللحظة في هذا المجال ، ذلك إننا نعتــــــــد ونفخر بها ونراها حائط الأمان الأميـــــــــن الذي عهدنا إليه معلوماتنا وبياناتنا في عالم يمور بالإضطرابات التكنولوجيـــــة الصارخة.