العمانية - الشبيبة
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بأهمية تعليم الأطفال مهارات الاستقلال والمسؤولية وضرورة الانتباه للتغيرات المفاجئة في سلوكات الأطفال بالإضافة لحاجة الشباب للخبرات لتعزيز صحتهم العقلية.
فصحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية نشرت مقالًا بعنوان: "بناء المرونة لدى الأطفال من خلال تعليمهم الاستقلال والمسؤولية" بقلم الدكتورة "مريم ميكيل" وضحت فيه أن جائحة كورونا طرقت جرس إنذار للجميع، ولتحقيق الازدهار في العقود القادمة، يجب تعليم الأطفال المرونة للتعامل مع التغيّرات والتحديات.
وترى أن الانضباط الذاتي يساعد الأطفال على الاستمرار في التركيز على الأهداف على الرغم من العقبات والمشتتات وإدارة الوقت ومقاومة التسويف، حاثةً أولياء الأمور على تعليم أطفالهم المسؤولية والمساءلة منذ الصغر وتوفير الدعم لهم.
وقالت في هذا السياق: "غالبًا ما تعني مسؤولية التدريس التراجع وإيجاد فرص للسلوك المسؤول في المنزل ويعني أيضًا السماح للأطفال بالفشل بطرق بسيطة، لذا يجب على أولياء الأمور أن يحددوا عواقب انتهاك القواعد.
ويجب عليهم أيضًا أن يعلموا أطفالهم مهارات إدارة الأموال وتعريفهم بالتمويل الشخصي والميزانية والمدخرات والجمعيات الخيرية وغيرها من الأمور ذات الصلة".
وحول الاستقلال، تعتقد الكاتبة بأن الأطفال يحتاجون إلى تعلّم هذه المهارة، كما أن تحمل المسؤولية عن أفعالهم تعد فضيلة مهمة يجب أن يغرسها أولياء الأمور فيهم، مشيرةً إلى أن الاستقلال يعزز الاعتماد على الذات والثقة والمرونة والاحترام.
وأشارت في ختام مقالها لمجموعة من السمات الأخرى الرائعة التي يجب على أولياء الأمور غرسها في أطفالهم مثل العمل الجاد والإبداع والتسامح والمثابرة والفضول والطاعة والصبر والنزاهة والتميز والرحمة.
وفي سياق متصل، نشرت ذات الصحيفة مقالًا بعنوان: "ضرورة الانتباه للتغيرات المفاجئة في سلوكات الأطفال" للكاتب "الدكتور محمد شهيدان شهاري".
وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أن حالات الإساءة في معاملة الأطفال تقدر بالآلاف سنويا في بعض الدول وقد ارتفع معدل هذه الحالات خصوصا في سنة 2020 مع انتشار جائحة كورونا.
ويرى الكاتب أن ارتفاع هذه الحالات يعزى إلى عوامل عديدة مثل زيادة نسب الطلاق وكثرة البطالة وانتشار الفقر؛ وعلى وجه الخصوص فإن حالات الطلاق تؤدي إلى منح حضانة الطفل إلى أحد الأبوين وهو ما يزيد من صعوبة التوفيق بين أعمالهم والاهتمام بالأطفال فتزداد حالات إهمال تقديم الرعاية الضرورية.
وأكد على أن إساءة معاملة الأطفال قد تكون لها آثار طويلة المدى، بما فيها التعرض إلى الاكتئاب وهذا بدوره قد ينعكس سلبا على العملية التعليمية لدى الأطفال في المدرسة.
واستند الكاتب لدراسة تفيد بأن الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة والعنف هم أكثر عرضة بنسبة 13 بالمائة إلى ترك الدراسة؛ ومن الممكن أن يؤدي سوء المعاملة لتغيرات مفاجئة لدى سلوك الأطفال.
وأضاف أن الأطفال الذين كانوا يتمتعون بحالة مزاجية مرحة يفضلون العزلة بسبب صدمتهم وخوفهم من التواصل مع الأصدقاء في حال تعرضهم للإساءة ومن الممكن أن يقلّ احترامهم لذواتهم وأن تضعف ثقتهم بأنفسهم لذا يجب التنبه لمثل هذه السلوكات.
كما نوه إلى ضرورة التنبه لوجود كدمات أو إصابات على جسم الطفل قد تنبئ عن سوء معاملة تعرّض لها فيستوجب إبلاغ السلطات المختصة بهذا الشأن.
وأشار الكاتب في ختام مقاله إ لى دراسات أخرى وجدت أن سوء المعاملة يمكن أن يؤدي لمشاكل صحية على المدى الطويل مثل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى إمكانية تفاقم العلل الاجتماعية مثل إدمان المخدرات وارتكاب الجرائم، مشددًا على أهمية عدم تأجيل علاج مثل هذه المشكلة لأن تكلفة العلاج قد ترتفع مع الوقت ويجب أيضا أن يتحلى الجميع بالمسؤولية وذلك بإبلاغ السلطات عن حدوث مثل هذه الانتهاكات.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ذا نيتشر" البريطانية مقالا بعنوان "يحتاج الشباب إلى خبرات تعزّز صحتهم العقلية" بقلم كل من "أندرو فولجيني" و "أدريانا جالفان".
واستهل الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أن ثلاثة عقود من البحث في علم الأعصاب وعلم النفس التنموي تشير إلى إمكانية إيجاد طريقة أفضل لمساعدة الشباب من التركيز على تفسيرات ذات سبب واحد لمشاكل صحتهم العقلية وضمان تعرضهم لظروف وتجارب تساعد المراهقين على التطور والتألق.
وشدّدا على أهمية دور صانعي السياسات والأطباء والآباء والمعلمين وعلماء النفس وأطباء الأطفال في اعتماد المزيد من الأبحاث التي توضح كيف يمكن دعم المراهقة كنافذة تنموية رئيسة للاستكشاف والاكتشاف.
ولتفسير ذلك بشكل واضح، وضح الكاتبان أنهذا يعني تزويد الشباب بطرق آمنة لتجربة أشياء جديدة ومنحهم فرصًا للإسهام في حياة الآخرين ومساعدتهم على إقامة علاقات صحية مع الوالدين وغيرهم من الراشدين. كما يعني أيضًا مساعدة الشباب في الحصول على قسط كافٍ من النوم لتمكين الاكتشاف والتعلم الذي يشكل أهمية بالغة في هذه الفترة العمرية من الحياة.
ويشير العديد من الدراسات، أشار الكاتبان إليها في مقالهما، إلى أن نمو الدماغ خلال فترة المراهقة يدعم فترة حاسمة من التعلم والاكتشاف تتضمن المزيد من المخاطرة على نحو يناسب قدراتهم، وحساسية أكبر تجاه بعض الإشارات الخارجية.
واقترحا بعض الطرق لإشراك المراهقين في أنشطة وفعاليات تتمثل في حاجة الشباب إلى طرق صحية لتوجيه دوافعهم لاستكشاف عالمهم. ويمكن أن تكون هذه الأنشطة في البيئة المدرسية وغير مرتبطة بالمنهج التقليدي، أو النوادي ذات الاهتمامات الخاصة بالرياضة أو الأنشطة المجتمعية مثل التطوع في مؤسسات المجتمع المدني.
وفي الختام، أكد الكاتبان على أن شباب اليوم هم قادة المستقبل وهم المبدعون والمواطنون الذين سيواجهون قضايا صعبة للغاية مثل تغير المناخ وزيادة التفاوتات الاجتماعية. وبالتالي، فمن الأهمية بمكان مساعدتهم على إدارة صحتهم العقلية بمجرد تعرضهم لأزمة، وتمكين المراهقين من اكتشاف مكانهم في هذا العالم الشاسع يبدأ من المختصين بتقدير أفضل نقاط القوة الفريدة لدى الشباب، ودعم قدرتهم على التطور والتألق.