صادق خان ... ابن سائق الحافلات المسلم اصبح رئيسا لبلدية لندن

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ١٥:٢٧ م
صادق خان ... ابن سائق الحافلات المسلم اصبح رئيسا لبلدية لندن

(أ ف ب) - فاز النائب من المعارضة العمالية البريطانية صادق خان برئاسة بلدية لندن ليصبح بذلك اول مسلم يتبوأ منصب رئيس بلدية عاصمة غربية كبرى. وفاز صادق خان (45 عاما)، ابن مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة، على خصمه الرئيسي المحافظ زاك غولدسميث (41 عاما) ابن الملياردير جيمي غولدسميث، بحصوله على 1310143 صوتا تمثل 57% من الاصوات، مقابل 994614 صوتا لغولدسميث، بحسب النتائج النهائية التي اعلنت رسميا ليل الجمعة السبت. وفاز صادق خان المحامي السابق المتخصص في حقوق الانسان، في الانتخابات في ختام حملة شديدة اتهمه خلالها خصومه وحتى رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، بالارتباط بمتطرفين ارهابيين ، وهو ما نفاه. وعلى وقع تصفيق انصاره وهتافاتهم، قال خان بعد اعلان النتائج في مقر بلدية العاصمة البريطانية ان "هذه الانتخابات لم تجر بدون سجال، وانا فخور بأن ارى ان لندن اختارت اليوم الامل بدلا من الخوف والوحدة بدلا من الانقسام"" واضاف "آمل ان لا نوضع مجددا امام خيار صعب الى هذه الدرجة. الخوف لا يجلب لنا امنا اكثر، انه يجعلنا اضعف، وسياسة الخوف ليست موضع ترحيب في مدينتنا". وفيما كان يلقي كلمته وخلفه المرشحون الاخرون واقفون في صف، ادار له مرشح حزب "بريطانيا اولا" اليميني المتطرف بول غولدينغ ظهره

. واشاد زعيم حزب العمال جيريمي كوربين بانتخاب المرشح العمالي وكتب على توتير "التهاني لصادق خان. اتطلع للعمل معك لجعل لندن مدينة عادلة للجميع!". ويخلف خان، النائب عن حي توتينغ الشعبي في جنوب لندن، المحافظ بوريس جونسون المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والذي يقول البعض انه يطمح للوصول الى رئاسة الحكومة. وتعهد خان الوزير السابق والاب لفتاتين، بمعالجة المشكلات الاكثر الحاحا في العاصمة التي ازداد عدد سكانها بحوالى 900 الف نسمة خلال ثمانية اعوام ليصل الى 8,6 ملايين، وفي مقدمها، ارتفاع اسعار المساكن ووسائل النقل المكتظة والتلوث. وراى الخبير توني ترافرز من معهد "لندن سكول اوف ايكونوميكس" ان انتخابه هو "مؤشر ملفت الى الطابع الكوني" للندن التي وصفها بانها "مدينة عالم" حيث 30% من السكان من غير البيض. - "مسرورون وفخورون" - وفي توتينغ اثار اعلان فوز خان ببلدية العاصمة ردود فعل شديدة الحماس بين العديد من السكان. وقال مالك احمد (32 عاما) الموظف في مطعم "لاهور كاراهي" الذي يرتاده خان، متحدثا لوكالة فرانس برس "اننا مسرورون وفخورون". وفي الخارج، رحب عدة رؤساء بلديات مدن كبرى بانتخابه وعبروا عن رغبة في العمل معه في اسرع وقت ممكن. وكتبت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو في تغريدة على تويتر "تهاني لصادق خان الذي انتخب رئيس بلدية لندن! ان انسانيته وتقدميته سيفيدان اللندنيين". كما كتب رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو على توتير "التهاني لرئيس بلدية لندن الجديد ورفيق السلاح في مسالة المساكن المعتدلة الثمن". واعلنت الجمعة ايضا نتائج عدة انتخابات محلية جرت الخميس وشكلت اختبارا لحزب العمال، حزب المعارضة الرئيسي لحكومة كاميرون المحافظة. - العماليون ينهارون في اسكتلندا - وفي اسكتلندا، فاز الحزب القومي الاسكتلندي المؤيد للاستقلال في الانتخابات البرلمانية، الا ان فوزه اتى هذه المرة محدودا اذ خسر الاكثرية المطلقة التي كان يتمتع بها في البرلمان السابق (69 مقعدا) واقتصر فوزه هذه المرة على 63 مقعدا من اصل 129 في البرلمان المحلي. وبالتالي لن يكون بوسع الحزب القومي تشكيل حكومة ذات غالبية بمفرده، في مواجهة المحافظين الذين فازوا بـ31 مقعدا، بزيادة 16 مقعدا عن انتخابات 2011. وهذا التراجع الطفيف قد يحمل القوميين على خفض نبرة مطالبهم الاستقلالية، ما لم يصوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي خلال استفتاء حول هذه المسألة في 23 حزيران/يونيو. واعلنت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورجن بهذا الصدد ان حزبها "سيواصل الدفاع عن قضيته بحماسة، انما ايضا بصبر واحترام" مؤكدة ان هدفها هو "الاقناع وليس التقسيم". وخسر حزب العمال الاسكتلندي 13 مقعدا ولم يوصل سوى 24 نائبا، غير ان نتائجه كانت افضل في ويلز حيث حصل على 29 مقعدا من اصل 60، وهي نتيجة كافية لبقائه في السلطة. وقال ايان بيغ من "لندن سكول اوف ايكونوميكس" ان حزب العمال لم يكن اداؤه "بالمستوى الذي كان يجدر ان يحققه بعد عام على الانتخابات" التشريعية في ايار/مايو 2015. اما "حزب الاستقلال" (يوكيب) الداعي للخروج من الاتحاد الاوروبي، ففاز باول مقعد له في البرلمان الاسكتلندي، وبمقعدين في لندن. وستكون نتائج هذه الانتخابات موضع تدقيق عن كثب من قبل شريحة من حزب العمال تبحث عن فرصة للطعن في سلطة جيريمي كوربين، وهي لم تتقبل انتخابه على راس الحزب في ايلول/سبتمبر وتعتبره عاجزا عن قيادة العماليين الى النصر في الانتخابات التشريعية عام 2020.