القاهرة- خالد البحيري
احتفى التلفزيون المصري بالسلطنة في أولى حلقات برنامجه "هذه ليلتي" والذي يذاع مساء الجمعة على قناة النيل الثقافية عبر استضافة عدد من الشخصيات العمانية والمصرية، على مدى ثلاثة ساعات كاملة، تحدث خلالها الضيوف عن عمان، ونهضتها، وقائدها، ومكوناتها البيئية والجغرافية، والثقافية، وما تذخر به من فنون، وسياحة، وفرص حضارية على كافة الأصعدة.
وتم استقبال الوفد العماني على أنغام المزمار البلدي والفنون الشعبية المصرية، كما تم اهداء كتاب "الشعر العامي في مصر" للشيخ سالم الربيع الوزير المفوض، والمستشار السياسي بسفارة السلطنة بالقاهرة.
"الشبيبة" رصدت فعاليات هذه الليلة الاستثنائية، وسجلت الاستقبال الحافل الذي حظي به المشاركون العمانيون، فقد كان في طليعة المستقبلين على باب التلفزيون المصري رئيس قناة القاهرة د.خالد فتح الله، ورئيس قناة النيل الثقافية أشرف الغزالي، وضم الوفد من العمانيين كلا من: الوزير المفوض ومستشار الشؤون السياسية بسفارة السلطنة بالقاهرة الشيخ سالم الربيع، والمستشار بجامعة الدول العربية د.خالد الكثيري، والشاعر والإعلامي عمر محروس والشاعرة والإعلامية عزيزة راشد والمخرج والسيناريست حميد العامري، والصحفي الرياضي حميد الربيعي.
وشارك من المصريين كل من: الناقد والشاعر د.أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، ود.مجدي العفيفي الكاتب الصحفي ورئيس تحرير أخبار الأدب سابقا، ود. حسين البنهاوي الخبير الإعلامي بوزارة البيئة العمانية سابقا.
وفي بداية الأمسية التلفزيونية قدم د.أحمد درويش شهادته متناولا الجوانب الثقافية المضيئة، التراثي منها والمعاصر، والجوانب التنموية، وقص جانبا من مشاعره، وذكرياته في عمان، وأهم المشاريع الثقافية التي شارك فيها.
وأكد أن العلاقات بين مصر والسلطنة تضرب بجذورها في التاريخ، وتنوعت هذه العلاقات ما بين السياسية والاقتصادية والثقافية، ولا يمكن لمصر أن تنسى مواقف صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه- تجاه مصر.
كما تحدث الشيخ سالم الربيع عن العلاقات المصرية العمانية والتي تتجاوز العلاقات الرسمية إلى علاقات تنبض بالحياة بين شعبين عريقين، ومتانة هذه العلاقات رغم ما يمر به المشهد العربي من تقلبات.
وشدد على أن الحب بين الشعبين متبادل، وكلاهما يشعر بالامتنان للآخر، كما تجمعهما الأخوة الصادقة والمشاعر النبيلة، وتزداد متانة بأولئك المخلصين من البلدين الذين يدفعون باتجاه تأصيل العلاقات، ودعمها دبلوماسيا، وثقافيا، وسياسيا.
وقال إن عمان شهدت نهضة غير مسبوقة في التاريخ الحديث بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس، وما اتبعه من خطط تنموية وازنت بين الإنسان والعمران وراعت الأصالة مع المعاصرة والحداثة.
وأوضح أن عمان تشجع السياحة وتوفر البنية اللازمة لهذا، مع المحافظة الكاملة على العادات والتقاليد العمانية، فهي سياحة ثقافية بيئية، تتميز بكونها جاذبة للأسرة العربية والخليجية، وتمثل وجهة مهمة للأوروبيين في فصل الشتاء نظرا لما تتمتع به السلطنة من جو معتدل يميل إلى الدفء في هذا الفصل من العام.
وتحدثت الإعلامية والشاعرة عزيزة راشد عن فخرها بكونها عمانية، ولدت في رحاب النهضة المباركة، وأنها وغيرها من العمانيات يجنين ثمار إيمان جلالته -حفظه الله ورعاه- بالمرأة وإفساح الطريق أمامها تنهل من منابع العلم والمعرفة، وتشق طريقها نحو التميز والإبداع، فوصلت إلى أعلى المناصب، وأصبحت وزيرة ودبلوماسية، وطبيبة، وإعلامية، وشاعرة، وأدبية، تشارك بجد واجتهاد في بناء بلدها جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل.
وبعثت برسالة شكر وتقدير عميق لصاحب الجلالة، الذي لولاه لظلت المرأة على حالها مثلما كانت قبل انطلاق قطار النهضة المباركة، وتعهدت بان تواصل هي وأخواتها من العمانيات الطريق، من أجل استكمال طريق التحديث والبناء.
ونوهت إلى متانة علاقتها ببلدها الثاني مصر، وحرصها على التفاعل مع المشهد الثقافي المصري، ومتابعة ما يرشح عنه من أفكار ونظريات، وإبداعات أدبية متنوعة بين القصة، والرواية ودواوين الشعر، وأنها تشعر بالسعادة حينما ترى هذا التمازج والتقارب الثقافي بين القاهرة ومسقط.
وتحدث الشاعر والإعلامي عمر محروس عن المشهد الأدبي في السلطنة موضحا أنه ثري متنوع، يموج بأجيال متتالية من المبدعين في شتى مجالات الكتابة الذين هم جزء من المشهد الأدبي العربي، سواء بالتواجد الكثيف في الدوريات العربية الكبرى بإصداراتهم المتميزة في الشعر والقصة والنقد الأدبي، أو بحضورهم اللافت في المهرجانات والمؤتمرات الأدبية في دول الوطن العربي المختلفة، وعلى خريطة المهرجانات العالمية.
وقال إن السلطنة تشارك في صناعة المشهد الأدبي العربي سواء عبر الصفحات المتخصصة في صحافتها، أو عبر مجلاتها الأدبية. وقد ازداد هذا الدور الأدبي المتنوع للسلطنة في السنوات الأخيرة بشكلٍ لافت للنظر مما سمح بربط الحركة الأدبية بالسلطنة بمثيلاتها في الوطن العربي.
وأضاف: نحن في الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، سواء في هذه الإدارة أو الإدارات التي سبقتها، نعمل بكل ما أوتينا من قوة، من أجل أن يظل الوهج الأدبي في عُمان مشتعلاً، والمتابع لنشاطاتنا الثقافية خلال هذا العام والذي سبقه، يدرك ذلك ويجد العديد من اتفاقيات التعاون مع المؤسسات النظيرة في دول عربية وغير عربية، ومن ذلك أيضاً إقامة أيام ثقافية في العديد من العواصم الثقافية، وقد تعاونت الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب والاتحادات والروابط النظيرة بالإضافة إلى سفارات السلطنة في هذه الدول معنا في ذلك.
ومن جانبه عرج السيناريست والمخرج حميد العامري على تطور المشهد السينمائي في السلطنة بقوله: المشهد السينمائي العماني يبشر بالخير رغم قلة التجارب وعدد شركات الإنتاج، إلا أن الشباب العماني يسعى جاهدا لأن يحجز لنفسه موطئ قدم بين صناع السينما في المنطقة، بما نملكه من كفاءات، تدرس فنون السينما، وتعمل على تطوير أدواتها بشكل مستمر.