بقلم: عيسى المسعودي
ما أكثر هي الأمور التي اصبحت تهدد حياتنا ، وبين فترة واخرى نكتشف اننا في هذا العالم الذي يوصف بانه قرية صغيرة تواجهنا الاخطار والتحديات من كل مكان ويتضح من خلال الدراسات والتقارير المختلفة والتي تقوم باعدادها مؤسسات متخصصة على مستوى العالم اننا امام خطر حقيقي وتفشٍ لأمراض متعددة اسبابها مختلفة تهدد حياتنا جميعا وللاسف وبسبب احياناً عدم معرفتنا بهذه المستجدات والتطورات او تجاهلنا للبحث عن المعرفة والوعي بمختلف الامور التي تدور من حولنا نجد انفسنا امام هذه التهديدات الخطيرة ، ومن بين الاخطار الحقيقية التي نواجهها حالياً وسنواجهها مستقبلاً يتربع البلاستيك في مقدمة هذه الاخطار التي تدمر حياتنا دون ان نتحمل المسؤولية في مواجهة هذا الخطر ودون ان نحمي انفسنا من هذه الافة الخطيرة والتي تهدد المجالات البيئية وتهدد الانسان والحيوان والنبات والاسماك وله تأثير خطير على كثير من مجالات الحياة بشكل عام ، نعم علينا ان لانستهين بتأثير البلاستيك على حياتنا وعلينا ان نأخذ الموضوع بجدية أكبر فالمؤشرات والتقارير صادمة جداً وعلينا ان نحد من خطورته قبل فوات الاوان حيث يدخل البلاستيك في كثير من الاستعمالات المعروفة مثل الاكياس البلاستيكية او العبوات او الاطباق وغيرها مروراً الى ان البلاستيك يدخل ايضا في صناعة النفط وغيرها من الصناعات ناهيك على ان البلاستيك يحتوي على مركبات كيميائية خطيرة ومواد سامة مسرطنة تتفاعل مع كل مايوضع بداخل هذه الاكياس والعبوات البلاستيكية وهي الاكثر شهرة مع وجود تقلبات الطقس مثل درجات الحرارة المرتفعة وغيرها كل هذه الامور والظروف تساهم في جعل البلاستيك خطرا حقيقيا على صحتنا ويؤدي لظهور العديد من الامراض من بينها السرطان بكل انواعه ويؤثر كذلك على بعض اجهزة الانسان لذلك علينا التصدي له وبكل حزم سواء من قبل الافراد او الحكومات او المؤسسات المتخصصة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية وعلى الجميع التعاون لوقف هذا الوحش الذي لانراه وانما نلمس ونشاهد تأثيره في كل مكان.
تابعت مؤخراً حلقة خاصة وتقريرا مفصلا في احدى القنوات العربية ولقد انصدمت من الارقام والمؤشرات والتأثيرات السلبية التي يسببها البلاستيك في حياتنا وهي تأثيرات خطيرة جداً وعلينا جميعاً ان نتصدى لهذا الخطر من خلال قوانين صارمة يتم تنفيذها وحتى نقترب من هذا الخطر اكثر علينا ان نعلم مثلاً ان انتاج العالم من البلاستيك يصل الي أكثر من 380 الف طن سنوياً حسب احصائيات عام 2020 وان من هذه الكمية توجد حوالي 15 % في دول الخليج وللاسف الشديد هذه الارقام سنوياً في ارتفاع وتجد صناعة البلاستيك تدخل في كثير من المنتجات والادوات التي نتعامل معها بشكل يومي بحيث لا يوجد بيت بدون بلاستيك واصبحنا نعتمد عليه كثيراً فيمكن لنا تخيل اثناء التسوق على سبيل المثال نرجع الي البيت بكميات من اكياس البلاستيك ونحتفظ بها ونعيد استخدامها لمرات عديدة ونضع فيها الاطعمة لفترات طويلة ونغلق عليها مما يشكل خطراً على صحتنا وظهور امراض عديدة لعلها كما ذكرت في بداية المقال امراض السرطان وتأثيرات خطيرة على الجسم وكذلك وهذه ملاحظة اخرى خطيرة يجب التوقف عنها وهي اننا عندما نتخلص من هذه الاكياس او العبوات البلاستيكية او المواد الاخرى التي تدخل فيها صناعة البلاستيك لاتتحلل هذه المخلفات بسرعة وتبقى في البيئة من حولنا حيث تشير الدراسات ان مادة البلاستيك تحتاج الي تقريباً 1000 سنة حتى تتحلل ورغم هذه الفترة الطويلة ايضا تبقى مادة البلاستيك موجودة ويمكن ان نتصور هذه المخلفات البلاستيكية ترمى في البحار وفي المسطحات الخضراء ونجد مخلفاتها في كل مكان وهذا تعدي كبير وخطير على البيئة الحيوانية والنباتية والسمكية وبالتالي تتأثر وبشكل كبير هذه الحيوانات والاسماك التي تتغذى من هذه المخلفات الخطيرة وتصاب بالامراض ونحن كما يعلم الجميع نعيش عليها ومعها وهذا له تأثير اكبر سلبي على صحتنا ومن هنا تظهر الامراض الخطيرة التي تهدد حياتنا اضافة الي ذلك مجموعة من السلوكيات الخاطئة في التعامل مع مادة البلاستيك مثل التخلص منها بطريقة غير صحيحة وايضا استخدامها في اشكال متنوعة وخطيرة لدرجة ان البعض اصبح يضع فيها اكلات ساخنة وهنا يحدث التفاعل الكيميائي الخطير الذي يؤثر على صحة الانسان حيث كما ذكرنا ان مادة البلاستيك يدخل في مكوناتها وصناعتها مادة سامة مسرطنة تتفاعل مع كل مايوضع بداخل هذه الاكياس او العبوات كذلك التخلص من مخلفات البلاستيك التي اصبحت بالاطنان بشكل غير علمي او صحيح يتسبب في كارثة كبرى مثل القيام بحرق مخلفاتها وتلويث البيئة من حولنا وتأثير ذلك على التربة والمياه والصحة وغيرها من الامور حيث اشارت بعض الدراسات الي خطورة مثل هذه التصرفات وطالبت باحترام المعايير البيئية والتوقف وبشكل مباشر عن هذه التصرفات الخطيرة.
إن صناعة البلاستيك والتي كما ذكرنا تشهد سنوياً نمواً كبيراً وعلينا كمؤسسات وافراد ان يكون لدينا وعي من خطورة استخدامنا لهذه المادة وكيفية التعامل معها وعلى المؤسسات الحكومية اتخاذ القرارات والاجراءات الكفيلة بالتصدي لهذه الاستخدمات الخطيرة وايضا الاستمرار في تنظيم الحملات التوعوية على كافة المستويات وطوال العام كما يتطلب علينا ايجاد البدائل واستخدامها بدل التركيز على البلاستيك ولقد لاحظنا مثلا في بعض المحلات والمولات استخدام اكياس من القماش او الورق وهذه مبادرة ايجابية يجب تشجيعها بين افراد المجتمع ولكن من وجهة نظري ان الدور المؤسسي من قبل الجهات الحكومية والخاصة سيكون له تأثير أكبر خاصة فيما يتعلق بسن القوانين واتخاذ القرارات الصحيحة التي تحد من استخدام مادة البلاستيك في حياتنا ، علينا جميعاً مسؤولية مشتركة في هذا الخصوص وعدم التهاون للمحافظة على سلامتنا وسلامة بيئتنا المتنوعة وان نحمي انفسنا ومن حولنا والاجيال القادمة من هذا الخطر الحقيقي ومن هذا الوحش الذي لايرى.