بقلم : علي المطاعني
الباحثة والمبتكرة العُمانية سمية بنت سعيد السيابية تقف الآن بين قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز علمي عُماني عالمي غير مسبوق ، وإن كان المرحلة أو القمة التي تقف عليها السيابية الآن تعد في حد ذاتها إنجاز تاريخي علمي وحضاري له مدلولات عميقة الجذور ويشير إلى أن المنظومة التعليمية العُمانية كانت أبدا تسير في الإتجاه الصحيح ومنذا إنطلاقتها من تحت ظل شجرة مع بدايات النهضة العُمانية .
ذلك أن برنامج (نجوم العلوم) الذي تقدمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وفي موسمه الرابع عشر قد شهد منافسة حامية الوطيس بين المبتكرين والمبدعين ، واستطاعت سمية الوصول للمراحل النهائية حيث ستشهد يوم الجمعة القادمة 14 أكتوبر الجاري الإعلان عن نجم البرنامج في هذه الدورة الأشهر.
الفكرة الخاصة باختيار النجم تنقسم إلى مرحلتين الأولى من خلال التصويت المباشر من قبل الجمهور على الرابط الخاص بالتصويت وعبر تويتر www.starsofscience.com/voting/voting .
وبنسبة 50% ، فيما النسبة المتبقية خاضعة للمعايير التي تتوصل إليها لجنة أو لجان البرنامج ، بطبيعة الحال فإن الجمهور العُماني المتابع لهذا الإنجاز بل وكل المواطنين قد إصطفوا الآن خلف السيابية والتصويت لها إلكترونيا عبر الرابط المشار إليه ، وإذا كانت السلطنة بل وكل العالم مهتم بهذه النسخة من البرنامج فذلك يعود لسبب واحد بسيط وخطير في ذات الوقت ، ذلك أن الزخم كله يعود لمشروع السيابية والذي يُعد بكل المقاييس فتحا علميا خطيرا سيعود ريعه لصالح البشرية جمعيها ، وإذ هو يتمحور حول مادة (البلاستيك) وجميعنا يعلم بان هذه المادة قد أعيت كل علماء العالم بسبب أنها عصية على التحلل ، وبالتالي تعتبر العدو الأول للبيئة.
وجميعنا يذكر قبل أيام عندما أعلنت الجهات المختصة عن إيقاف إستيراد أكياس البلاستيك ، وأن مصانعنا المحلية ستعمد لإنتاج أكياس صديقة للبيئة بعد النأي عن البلاستيك ، كما إنه يعد أحد أسباب الإصابة بالسرطان من خلال مادة الديوكسين التي يفرزها عند وضع المواد الغذائية السائلة والساخنة على أكياس بلاستيكية.
اختراع السيايبة يتصدى وبقوة لهذه الكارثة البيئية وذلك بتحليل المواد البلاستيكة الدقيقة خلال فترة زمنية قصيرة إختصار لمئات أو آلاف السنين التي يحتاجها البلاستيك للتحلل ، كما يمنع المشروع تراكم جزئياته الصغيرة في البيئة البحرية ، وبذلك فإن السيابية قدمت للبشرية أعظم إختراع وأعظم فكرة وأسمى حل لهذا الأمر الجلل ، من هنا كان الإهتمام العالمي غير المسبوق بهذه النسخة من البرنامج ومنذ إنطلاقة منذ 14 عاما.
السيابية الآن وبإختراعها وضعت السلطنة وبكل تاريخا وألقها كتفا بكتف في منصات الدول المتقدمة علميا والتي أضافت للبشرية فتحا علميا خارقا ستظل تتحدث عنه الأجيال على مر الأعوام والحقب المقبلة بحول الله .
بلاشك أن تعزيز البحوث والإبتكار في العالم لمواجهة الكوارث التي يخلفها البلاستيك أمرا يفرض علينا بقوة التعاطي مع هذ القضية التي تشغل الإنسانية جمعاء ، ولعل المبتكرة العُمانية سمية السيابية ببحثها المعمق لمواجة مشكلة تحلل البلاستيك يعد إنجاز لايقل أهمية عن كل نظريات نيوتن ، وسيتم البناء عليه بالطبع من قبل كل العلماء في العالم وصولا لكوكب خال تماما من المهددات التي فرضها البلاستيك على حياتنا وأحالها إلى أخطار وأمراض لاتنتهي.. نامل أن يغدو هذا المشروع ملهما لكل شبابنا للمضي قدما على ذات الطريق الذي رسمته السيابية ، وأن نسمع في الأعوام القادمة المزيد من الإبحاث والإنجازات العُمانية الخارقة في تأكيد لا ينقصه الوضوح بأننا نسير في الإتجاه الصحيح ، وأن الدولة وعبر برامجها وخططها التنموية والتعلمية قد أفلحت بتوفيق الله في تحقيق هذه الإنجازات العلمية.