كوريا الشمالية تهدد بتعزيز«الردع النووي»

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٨ ص
كوريا الشمالية تهدد بتعزيز«الردع النووي»

سول – بيونج يانج – – وكالات

حذرت كوريا الشمالية أمس الجمعة بأنها ستعزز قدرتها للردع النووي طالما أن الولايات المتحدة تحافظ على سياستها العدوانية الحالية تجاه الدولة الشيوعية.

وأوردت وكالة أنباء كورية جنوبية بيان صادر عن لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا – الذي يتعامل مع العلاقات بين الكوريتين -أوضح ادعاء بيونج يانج أن واشنطن قدمت السبب لتحريك الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وجاء تصريح اللجنة خلال افتتاح كوريا الشمالية المؤتمر النادر لحزب العمال الحاكم، ويعتبر ادعاء اللجنة الأخير هو ذات الموقف الذي حافظت عليه كوريا الشمالية منذ أن أعلنت عن وضعها كدولة مسلحة نوويا ومع ذلك فإن بقية دول العالم، أوضحت بجلاء أنها لن تقبل كوريا الشمالية كدولة نووية وحثتها على التخلي عن جهودها في هذا الخصوص وقال البيان إنه مع امتلاك كوريا الشمالية بالفعل للقنبلة الهيدروجينية فإن وضعها كقوة نووية سيبقى بدون تغيير.

مؤتمر الحزب الحاكم

وفي الأثناء؛ افتتح حزب عمال كوريا الحاكم في بيونج يانج أول مؤتمر سياسي عام له منذ نحو أربعين عاما يفترض أن يكرس حكم زعيم الحزب والبلاد كيم جونج أون و»عظمة ومكانة» البلاد كقوة نووية.
وشارك آلاف المندوبين الذين تم انتقاؤهم بدقة من جميع أنحاء كوريا الشمالية، في هذا التجمع الاستثنائي في قصر 25 أبريل الكبير في بيونج يانج.
ولم يكن كيم جونج أون (33 عاما) قد ولد عندما عقد المؤتمر السابق من هذا النوع في 1980. وسيلقي خطابا سيحظى باهتمام المراقبين الباحثين عن أي مؤشرات إلى تغيير محتمل في السياسة وصعود ممكن لجيل جديد من الكوادر الذين يتم اختيارهم عادة بسبب ولائهم.
وبمناسبة هذا الاجتماع، رحبت وسائل الإعلام الرسمية بآخر تجربة نووية أجريت في السادس من يناير، مشيرة إلى «عظمة ومكانة» كوريا الشمالية «كدولة نووية».
ودانت لجنة إعادة التوحيد السلمية لكوريا معارضة الأسرة الدولية للبرنامج النووي الكوري الشمالي. وقالت «سواء تم الاعتراف بذلك أو لم يتم، وضعنا كدولة نووية تمتلك قنبلة هيدروجينية لن يتغير».
وكان المؤتمر السابق اختار في 1980 كيم جونغ-ايل، والد الزعيم الكوري الشمالي الحالي، وريثا لكيم ايل-سونغ، مؤسس هذا النظام المستمر منذ حوالي سبعين عاما.

الصحفيون خارج المبنى

ولم يسمح لنحو 130 صحافيا أجنبيا دعوا إلى تغطية المؤتمر، بدخول المبنى الذي زينت واجهته بصور عملاقة للرئيسين الراحلين كيم ايل سونج ومن بعده ابنه كيم جونج إيل. كما أبقي المصورون ومصورو الفيديو على بعد مئتي متر من المكان.
ولم تقم محطة التلفزيون الكورية الشمالية بتغطية مباشرة للمؤتمر، وقامت ببث أفلام وثائقية عن إنجازات الحزب الحاكم وأناشيد وطنية.
ولم يعرف جدول أعمال المؤتمر ولا مدته، لكن هدفه الرئيسي هو ترسيخ سلطة كيم جونج أون بصفته قائدا أعلى لكوريا الشمالية والوريث الشرعي لوالده ومن قبله جده.
ويفترض أن يكرس المؤتمر أيضا كعقيدة للحزب، استراتيجية كيم جونج أون التي تقضي بالعمل على التنمية الاقتصادية وتطوير البرنامجين النووي والبالستي بشكل متزامن أو ما يسمى بـ»بيونجين».
ودلالة على الفتور بين البلدين، لم تتم دعوة وفد صيني - ولا من أي بلد آخر - إلى المؤتمر وفق صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية الوحيدة التي تطرقت إلى انعقاد المؤتمر، رغم أن الصين تعتبر حليفة رئيسية لبيونج يانج. في 1980، أرسلت الصين وفدا كبيرا برئاسة لي شيان نيان الذي أصبح في ما بعد رئيسا للدولة، لحضور المؤتمر آنذاك.

التزام الصمت

والتزمت وسائل الإعلام الصينية الصمت تقريبا حول افتتاح المؤتمر. فلم يتصدر الخبر الصفحة الأولى لأي من الصحف أو حتى يحظى بخبر صغير.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية التعليق على غياب الصين، لكنه قال إن بكين تأمل في أن تحقق كوريا الشمالية «تنميتها الوطنية وأن تأخذ في الاعتبار نداءات المجتمع الدولي للعمل معنا من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا».
ولا تزال الصين الحليف الوحيد للنظام الكوري الشمالي، وقد قدمت مساعدات اقتصادية مهمة له، لكنها أيدت العقوبات الأخيرة التي تبناها مجلس الأمن الدولي ضد برنامج بيونج يانج النووي والبالستي.
ورفعت أعلام حزب العمال الكوري وكوريا الشمالية على جانبي الجادات الرئيسية في بيونج يانج. كما رفعت لافتات كتب عليها «الرفيقان العظيمان كيم ايل-سونج وكيم جونغ-ايل دائما معنا».

وحشدت البلاد كل طاقاتها لتنظيم المؤتمر خلال سبعين يوما في حملة دانتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، معتبرة أنها عمل قسري. ويرافق الصحافيون الأجانب «حراس» بينما التزم المارة الذين قبلوا الرد على أسئلة الصحافيين، بالخطاب الرسمي.

دفاع ذاتي

وقال كيم هيانج (26 عاما) الذي يعمل موظفا في شركة ان الترسانة النووية الكورية الشمالية هي النتيجة الحتمية للعدوان الامريكي. وقال «نحتاج إلى اسلحة نووية لان الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون خنقنا».
واضاف «انهم يهددون الشمال بالاسلحة النووية، لذلك اذا اردنا الدفاع عن سيادتنا والسلام والامن فعلينا امتلاك السلاح النووي». ومنذ وصول الزعيم الشاب إلى السلطة في ديسمبر 2011 بعد وفاة والده، اجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وتجربتي اطلاق صواريخ ادرجتا في خانة تجربتي اطلاق صواريخ بالستية.
وبينما كانت الأسرة الدولية ترد بالإدانة المرفقة بعقوبات، واصل كيم جونج أون بتصميم جهوده لإقامة ردع نووي يتمتع بالصدقية، عبر تجارب صواريخ وتجارب تقنية إضافية.
ولم يبد كيم أي رحمة حيال الذين اعتبرهم غير موالين داخل الحزب والحكومة والجيش. وقد أمر بإعدام عمه وراعيه السابق جانج سونج-ثايك.
ومؤخرا، تزايدت التكهنات حول استعداد بيونج يانج لإجراء تجربة نووية خامسة تتزامن مع انعقاد المؤتمر.

وقال الخبراء في المعهد الأمريكي الكوري في جامعة جون هوبكينز استنادا إلى صور التقطت بالأقمار الاصطناعية للموقع الكوري الشمالية الرئيسي للتجارب النووية في بونجي-ري، إن لا شيء يسمح بتأكيد أو عدم تأكيد إمكانية إجراء تجربة وشيكة.