تظاهرات متفرقة في بغداد بعيداً عن ساحة التحرير

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٦ ص
تظاهرات متفرقة في بغداد بعيداً عن ساحة التحرير

بغداد – – وكالات

تظاهر المئات غالبيتهم من أنصار التيار الصدري في أماكن متفرقة بعد صلاة الجمعة في بغداد بعيدا عن وسط المدينة مؤكدين مطالبهم بالإصلاحات ومحاربة الفساد. وقد تظاهر الآلاف مرارا خلال الأسابيع الفائتة للضغط على الحكومة من أجل تعيين وزراء تكنوقراط مستقلين بدلا من موالين لأحزاب سياسية.

وكانت ساحة التحرير والمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب، كلاهما في وسط بغداد، الموقع الرئيسي لتجمع المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء. وقال مصدر في مكتب الصدر في النجف أمس الجمعة لفرانس برس إن «التظاهرات الغاضبة ستنطلق في أماكن إقامة صلوات الجمعة في كل محافظة احتجاجا على عدم تصويت البرلمان على حكومة التكنوقراط وممارسة التسويف والمماطلة».

وأكد إبراهيم الجابري مسؤول مكتب التيار الصدري في الجانب الشرقي من بغداد أن «التظاهرات مستمرة في كل مكان حيث تقام صلاة الجمعة في بغداد والمحافظات ضد الفساد والمفسدين». وأضاف «نحن بانتظار جلسة البرلمان وهذه فرصة أعطيناها للحكومة».
من جانبها، اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة شملت قطع طرق وجسور رئيسية تؤدي إلى المنطقة الخضراء، بحواجز كونكريتية إضافة إلى انتشار مكثف لقوات الأمن. وقال الجابري: «يعلمون بأننا لن نخرج للتظاهر، وقاموا بهذا كأنه من موقع القوة لكن القوة عند الشعب وليس عند الطغاة» مؤكدا أن «تظاهرة خرجت في مدينة الصدر، والتظاهرات مستمرة ولن تتوقف».
ويطالب المتظاهرون وغالبيتهم من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، بإصلاحات ومحاربة الفساد في معظم المؤسسات الحكومية. وفشل مجلس النواب بالتصويت على أسماء مرشحين تكنوقراط، قدمهم رئيس الوزراء حيدر العبادي بسبب تجاذبات سياسية.
ويسعى العبادي إلى تشكيل حكومة من وزراء مستقلين لكنه يواجه معارضة من قبل الأحزاب الكبيرة التي تتمسك بسيطرتها على مقدرات البلاد.
وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «أن السلطات العراقية أغلقت أربعة جسور على نهر دجلة تربط جانبي بغداد وشوارع رئيسية وفرعية بالكتل الإسمنتية لمنع تدفق آلاف من المتظاهرين إلى ساحة التحرير قادمين من مناطق متفرقة من بغداد للخروج في مظاهرات شعبية حاشدة للمطالبة بإجراء إصلاحات في الحكومة العراقية».
وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي القائد العام للقوات المسلحة أجرى تغييرات في قيادة حماية المنطقة الخضراء وإبعاد ضباط كبار واستبدالهم باخرين ونشر قوات لحماية الابنية الحكومية والوزارات والمصارف الحكومية والأهلية لمنع أية عمليات سلب ونهب وتخريب. وعلى صعيد آخر؛ دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، إلى ضرورة إجراء «استفتاء من أجل الاستقلال» لتقرير مصير الإقليم. وقال الحزب، في بيان صحفي، إن «المجلس الرئاسي ناقش الإجراءات المتعلقة باستفتاء استقلال الإقليم، والتطورات السياسية في بغداد، بالإضافة إلى ملف الحرب ضد تنظيم داعش».
وطالب الحزب بـ»ضرورة اتخاذ خطوات سريعة فيما يتعلق بمسألة الاستفتاء الذي سيقرر مصير الإقليم». واكد أن «الأطراف المشاركة في الاجتماع على قناعة بأن الوقت قد حان لاتخاذ قرار فيما يتعلق ببقاء شعب الإقليم ضمن العراق، أو العيش بشكل مستقل عنه، على المستويين الدولي والإقليمي».
وشدّد البيان على أنه «يجب على الشعب الكردستاني أن يتمكن بعد اليوم من اتخاذ القرارات الخاصة بتقرير مصيره، لذلك ينبغي إجراء كافة الاستعدادات والتسهيلات اللازمة من أجل تحقيق هذا الأمر». يشار إلى مسعود بارزاني، أكد في تصريح سابق «يجب على الإقليم أن يجري استفتاءً غير ملزم على الاستقلال»، مشيراً إلى أن «الوقت حان للشعب الكردي لكي يتخذ قرار حول تحديد مصيره من خلال استفتاء».