المعـــــــــــارك تهدد هدنة حلب

الحدث السبت ٠٧/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٥ ص
المعـــــــــــارك

تهدد هدنة حلب

موسكو – – وكالات

سيطرت فصائل من المعارضة السورية على بلدة خان طومان وقرية أبو رويل وخربة حج عزو وتلتي مسطاوي ودليش بريف حلب الجنوبي، بعد معارك دامية مع الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى يوم أمس الجمعة 6 مايو، إثر هجوم واسع نفذه مسلحو المعارضة منذ الخميس الفائت، على منطقة، خان طومان، الأمر الذي يهدد الهدنة في حلب، علاوة على إعلان موسكو شرطها لدعم الهدنة، عبر استمرار قواتها الجوية في شن حرب على الإرهاب في سوريا، إذ دعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى دعم الهدنة في حلب شريطة الاستمرار في محاربة الإرهاب. وناشد بيسكوف كل الأطراف في سوريا باتباع نهج مسؤول وحذر تجاه عملية التسوية في سوريا، بحسب وكالة انترفاكس الروسية.

وأعرب عن تأييد الكرملين لاستمرار الهجوم على الإرهابيين في سوريا مع الحفاظ على الهدنة. وذكر أن الاتصالات التي تجريها روسيا مع القيادة السورية تتناول دائما ضرورة المحافظة على نظام وقف إطلاق النار، واستطرد إن روسيا وقواتها الجوية في سوريا تتخذ موقفا في غاية المسؤولية حتى لا يتم الإضرار بالهدنة الهشة.

وجاءت تصريحاته تعقيبا على خبر صحفي ذكر أن مخيما للنازحين في محافظة أدلب في شمال سوريا تعرض إلى هجمة جوية. وأعلنت الأمم المتحدة عن مقتل 30 شخصا على الأقل في ضربات جوية على مخيمين للاجئين في سوريا في أدلب قرب الحدود التركية.

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار أمس الجمعة إلى مقتل 13 شخصاً جراء قصف جوي استهدف قرية أم الكراميل بريف حلب الجنوبي ليل أمس الأول، وأمس الجمعة. وذكر المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أيضا أن المعارك العنيفة لا تزال مستمرة في محيط بلدة خان طومان، بريف حلب الجنوبي، التي تمكنت جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجند الأقصى وحركة أحرار الشام وفصائل مقاتلة أخرى من انتزاع السيطرة عليها بشكل كامل قبل ساعات من القوات الحكومية.
من جانبها؛ أدانت الحكومة الألمانية بشدة الهجوم الذي استهدف مخيما للاجئين في سوريا أمس الأول وأسفر عن مقتل حوالي 30 شخصا. وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية أمس الجمعة في برلين: «من يتصرف بهذه الطريقة يعرض كافة أسس الحل السلمي للنزاع للخطر».
وذكر المتحدث أنه بعد اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على هدنة في حلب، تلقت برلين خبر الهجوم على المخيم الخميس «بصدمة أكبر»، مضيفا أن الحكومة الألمانية تدين «بأشد درجة» هذا الهجوم.
وطالب المتحدث كافة الأطراف بالإيفاء بالتزاماتهم في حلب «دون قيد أو شرط»، مضيفا أن حلب الواقعة شمالي سوريا صارت رمزا للأوضاع في كافة سورية، وقال: «نأمل بشدة أن يسود التعقل وأن يتم تمديد الهدنة في حلب لما بعد اليوم».
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، من الممكن أن تكون الغارة الجوية على مخيم للاجئين في المنطقة التي يسيطر عليها متمردون شمالي سوريا جريمة حرب، حال تبين أنه تم استهدافها عن عمد.
وفي المقابل؛ نفت قيادة الجيش السوري أمس الجمعة استهداف سلاح الجو مخيما للنازحين في شمال غرب البلاد، غداة مقتل 30 مدنيا في قصف جوي قرب الحدود التركية، متهمة مجموعات «إرهابية» بتعمد ضرب «أهداف مدنية»، وفق ما أعلنت في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن «لا صحة للأنباء» حول «استهداف سلاح الجو السوري مخيما للنازحين في ريف أدلب»، مضيفا أن «بعض المجموعات الإرهابية بدأت في الآونة الأخيرة وبتوجيه من جهات خارجية معروفة بضرب أهداف مدنية بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الخسائر في صفوف المدنيين واتهام الجيش العربي السوري».
ويأوي المخيم العشرات من العائلات النازحة من محافظة حلب (شمال) المجاورة. ولم يشر المرصد إلى الجهة المسؤولة عن هذه الغارات، علما أن كلا من طيران النظام السوري والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ينفذ غارات في سوريا.
لكن ناشطين معارضين اتهموا قوات النظام باستهداف المخيم ومحيطه بأربعة صواريخ. وتسيطر جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) والفصائل الإسلامية المتحالفة معها في إطار «جيش الفتح» على كامل محافظة أدلب.
ونفت دمشق في وقت سابق تنفيذ ضربات جوية على مستشفى القدس في مدينة حلب تسببت الأسبوع الفائت بمقتل نحو ثلاثين مدنيا، في عملية أثارت تنديدا واسعا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 270 ألف شخص، وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

واشنطن – – وكالات: - يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع المقبل باريس ثم لندن، لإجراء مباحثات تتناول بصورة أساسية سبل التوصل إلى تسوية دبلوماسية للنزاع الدائر في سوريا وفق ما أعلنت الخارجية الأمريكية الخميس. وأوضحت الوزارة أن كيري سيجري خلال زيارته إلى باريس يومي الاثنين والثلاثاء «مباحثات ثنائية» مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولوت حول «عدة قضايا منها سوريا وأوكرانيا». لكن المتحدث باسم الخارجية مارك تونر رفض تأكيد ما إذا كان كيري سيحضر الاثنين اجتماعا دعا إليه نظيره الفرنسي كلا من وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر وتركيا لبحث وقف الأعمال القتالية في سوريا. إلا أن مسؤولين أمريكيين يعملون من أجل تنظيم اجتماع جديد للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تتشارك واشنطن وموسكو رئاستها. وقال تونر: «ندعم كافة الجهود وخصوصا جهود شركائنا وحلفائنا، بشأن سوريا» لكن «نعتقد أن المجموعة الدولية لدعم سوريا ما زالت تلعب دورا أساسيا» في هذا الصدد. ولم يتمكن تونر من تأكيد مشاركة كيري في اجتماع ينوي آيرولت عقده في 30 مايو لاستئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وقال: «ما زلنا نناقش ذلك (...) وأنا واثق من أنهم سيبحثون في الأمر في باريس الأسبوع المقبل».

وبعد باريس، سيمضي كيري يومين في بريطانيا، الأول في قمة لمكافحة الفساد في لندن والثاني في زيارة جامعة أكسفورد في 12 مايو. وترأس روسيا والولايات المتحدة هذه المجموعة التي تأسست خريف 2015 في فيينا وتضم 17 دولة وثلاث منظمات متعددة الأطراف.