حقيبة الطالب والتعليم الإلكتروني

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٤/أكتوبر/٢٠٢٢ ٠٩:٥٥ ص
حقيبة الطالب والتعليم الإلكتروني

بقلم : سالم العبدلي

عبء حقيبة الطالب وتأثيرها على ابنائنا الطلبة على المدى البعيد تطغى دائما على نقاشات اولياء الامور مع بداية كل عام دراسي فالحديث عن هذا الموضوع يتجدد دائما ويخمد بمرور الوقت فالكل يتحدث عن تأثير حمل الحقيبة المدرسية على صحة الطالب وعلى إنحناء ظهره خاصة بالنسبة لطلبة الصفوف الدنيا ففي بعض الاحيان يتجاوز وزن الحقيبة 15 كيلوجرام.

ورغم ان هذه المعانة مستمرة منذ سنوات عديدة الا إن وزارة التربية والتعليم حتى الان لم تستطيع إيجاد الحلول الناجعة لها ، بعض المدارس إبتكرت فكرة عمل صناديق خشبية بها أدراج في الفصل لكل طالب درج خاص به بحيث يضع فيه حقيبته و كتبه الدراسية ولا يأخذها معه الى البيت حتى نهاية الفصل الدراسي هذه الفكرة رغم انها تخف من معانة الطالب في حمل الحقيبة جيئة وذهابا الا أن من عيوبها ان الطالب لايستطيع ان يذاكر او يحل واجباته بعد عودته الى المنزل ولا يستطيع ولي الامر متابعة أداء إبنه ومعرفة الدروس التي يأخذها.

العالم حاليا يتحدث عن ثورة المعلومات وعن استخدام التقنيات والوسائل الحديثة وعن المعلومات الضخمة المتراكمة والتي تسخر لخدمة البشرية في مختلف مناحي الحياة والتي ينبغي على الجميع التهيؤ والاستعداد لها بادوات ووسائل تكنولوجية والاكترونية تختلف كليا عن الوسائل التقليدية الحالية ولا يتأتى ذلك الا من خلال ايجاد جيل واعي ومثقف يستطيع ان يتكيف مع هذا التحول الكبير والمتسارع.

لفت انتباهي خبر نشر في الصحف المحلية حول قيام مؤسسة خاصة بتدشين مشروع حقائب «ايزي ستيم»Esay Stem، لـ 100 مدرسة في محافظة جنوب الشرقية ، بدعم من شركة دليل للنفط بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة ،وحسب الخبر فإن «برق» قامت بتطوير منهجية «ايزي ستيم» لتعليم الطلبة في المراحل السنية المبكرة أساسيات الهندسة الإلكترونية والأتمتة والتحكم والبرمجة بشكل مبسط جدا وتفاعلي، حيث تم تصنيعها خصيصا لتعليمية جنوب الشرقية، بالمشاركة مع المصنع العالمي «Keystudio». رغم عدم معرفتنا بتفاصيل هذا المشروع الا انه يبدوا انه يركز على توفير منهج الاكتروني للطلبة يغينهم عن حمل الحقيبة المدرسية.

وحسب مؤسسة «برق للتكنولوجيا المتقدمة»: فإن محافظة جنوب الشرقية تتقدم بخطوة ثابتة نحو تعزيز موقعها كأول محافظة على مستوى سلطنة عمان، واحدة من الرواد على مستوى الوطن العربي في إدماج منهج «الإلكترونيات والتحكم» ضمن مناهجها التعليمية، وكما جاء في الخبر فإن المؤسسة التي قامت بتصميم البرنامج أعدت منهج تدريبي يشمل المعلمين والطلبة خلال المرحلة المقبلة يضمن جاهزية الكادر التعليمي والمواهب الطلابية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المنهجية الجديدة».

حقيبة منهجية «ايزي ستيم» صنعت كما ذكر لتواكب رؤية عمان 2040، وتفعيل منهج سلاسل العلوم والرياضيات لمناهج كامبردج ووفق برنامج تدريبي ممنهج للطلبة والمعلمين، وتتكون الحقيبة من لوحة التحكم الأساسية و25 مستشعرا مختلفا وكابلات التوصيل وبرنامج التشغيل على الكمبيوتر بواجهة برمجية مبسطة جدا وتفاعلية.

حقيقة اذا كان هذه المنافع يمكن ان يوفرها هذا النظام المبتكر فلما لا يتم تعيمه على المدارس في مختلف المحافظات السلطنة ، ومن المعلوم بأن هناك دول فعلا قامت بتحويل المناهج الدراسية من الورقيHard Copy الى الاكتروني Soft Copy فيما يسمى بأتمتة المناهج ونجزم بأن هذا النظام سوف يحقق العديد من المزايا الاقتصادية والصحية حيث سوف يوفرتكاليف طباعة الكتب والتي احيانا تتاخر وفي بعض الاحيان يوجد بها اخطاء.

كل ما في الامر هو شراء أجهزة لوحية لكل طالب ولا داعي لاستبدال الجهاز كل سنة فيمكن للطالب ان يستخدم نفس الجهاز لمدة ست سنوات مثلا ويكون عهدة لدى ولي الامر في حالة الضياع او الفقدان و يتم تنصيب المنهج حسب السنة التي يكون فيها الطالب ، ويتطلب ذلك وجود فريق فني متخصص في شبكة المعلومات في كل مدرسة وبعض المدارس يوجد بها مختبرات للحاسب الالي يمكن استغلاها لهذا الغرض.