بقلم : علي المطاعني
جاء تكريم المكرمة مريم بنت عيسي الزدجالية عضو مجلس الدولة ومؤسسة جمعية دار العطاء ورئيسة مجلس إدارتها ، بجائزة الشخصية الرائدة في العمل الإجتماعي في عام 2022 ، من جانب اللجنة الوزارية بالرياض في المملكة العربية السعودية ، تقديرا لمسيرتها الحافلة في مجال العمل الخيري والتطوعي في سلطنة عُمان ، من خلال دار العطاء التي تتدفق عطاءاتها سنويا للمجتمع ، ومساعدتها لآلاف الأسر والعوائل وقيادتها لحملات تطوعية فعالة لتخفيف العبء عن الكثيرين ممن تقطعت بهم السبل في شعاب الحياة ويواجهون تحديات معيشية وإجتماعية ومالية وتعليمية .
لقد كانت مريم الزدجالية منذ تأسيسها للجمعية من عشرين عاما إلي اليوم خير معين لهم عبر دارها التي تعد علامة فارقة في العمل التطوعي المستدام والمنظم والممنهج في التبرع والمنح على أسس علمية وإدارية حديثة تأخذ بالأسباب من خلال دراسات اجتماعية تقف خلالها على الحالات المتعسرة لتفك كربتها ، وتبلور برامج المساعدة التي تتواكب مع حاجة المجتمع .
الآن هناك إحصائيات يحق لنا التوقف عندها في هذا الصدد لبعض من مؤسسات المجتمع المدني الخيرية والتطوعية بالتحديد ، لنلقي نظرة موضوعية على إسهاماتها الطيبة في تخفيف وطاءة الحياة عن شرائح واسعة من المجتمع هي في أمس الحاجة إلى الدعم والمساعدة ، وتسهم إسهاما مقدرا من جميع الجهات الرسمية والمجتمع ، نظرا وتقديرا للفتات الإنسانية والإجتماعية التي تضطلع بها ، ولعل دار العطاء تقف في طليعة هذه المؤسسات التي يشار إليها بالبنان في العمل الخيري ، حيث أنفقت أكثر من 3 ملايين ريال في عدد من المجالات في عام 2021 ، توزعت على شريحة فك عسرة أو كربة بقيمة 1.305.310 ريال (مليون وثلاثمائة وخمسة ريالات وثلاثمائة وعشر بيسات) ، وبرنامج تمكين للأسر المعسرة بقيمة 101 ألف ريال ، وبرنامج مسكني مأمني بحوالي 449 الف ريال ، ورعاية الطلبة بمبلغ 159 ألف ريال تقريبا ، وبرنامج رعاية الأسر بمبلغ 351 ألف ريال ، وبرنامج الحملات والإغاثة من الكوارث بمبلغ 158 ألف ريال تقريبا ، وبرنامج القيم الإسلامية بمبلغ 172 ألف ريال تقريبا، فضلا عن مصروفات فريق سوا نبني بمبلغ 48.387 ألف ريال ، ومصروفات فريق إشراقة أمل بمبلغ 273.787 ألف ريال.
إن رحلة دار العطاء التي تأسست عام 2002 ، وأشهرت عام 2006 تشهد تطورا مستمرا عاما بعد الآخر بفضل الآرادة والإدارة السليمة بقيادة مريم الزدجالي التي تعمل على مدار الساعة للنهوض بها وتطويرها ، وكرسالة ناطقة بإسمها تؤكد عبرها تطلعها لأن تكون الأفضل ليس في السلطنة أو المنطقة فحسب وإنما في العالم بأسره ، وأنها تسعى وتعمل على رسم الإبتسامة على وجه كل محتاج للدعم والمساندة تحقيقا لرؤيتها التي تنص على (حياة أفضل لكل محتاج) ومن خلال إيمانها بالقيم والمبادئ التي تتكئ عليها والتي تنص على أن خدماتها للأفراد والمجتمع تمثل قيم وثقافة المجتمع التي ترتكز عليها منذ تأسيسها ، متخذة من التواصل والتراحم الذي حضنا عليه ديننا الحنيف ما يدفعها إلى مواصلة هذا المشوار ، ومتخذة من قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) إلهاما وسراجا منيرا ، ومرتهنة للمثالية الواقعية كمبدأ في التعامل مع المحتاجين ومؤمنة بالشفافية والمسؤولية كونها مؤسسة خيرية تدرك أهمية هذا العنصر في عملها ، وتعمل على بلورة خدمة مجتمعية تتصف بالتكاتف والشراكة بين جميع الأطراف ذات العلاقة في عملية العطاء.
كما تعمل عل ترجمة الشمولية والمساواة في أعمالها لمساعدة أكبر عدد ممكن من المحتاجين حسب ما يتوفر من إمكانيات بغض النظر عن التصنيفات الفئوية ، وتعمل كذلك على ترسيخ مكون التعليم والتثقيف على أساس أن نشر ثقافة العطاء هو ما يوفر الديمومة للعمل الخيري ومن هذا المنطلق كان عملها واضحا لدى الجميع ابتداء من مساكن مأمني الذي يسعى إلى توفير المساكن للأسر المحتاجة حيث تعكف الجمعية على بناء أكبر مجمع سكني (حي العطاء) للأسر المتضررة من اعصار شاهين وفق المعايير العالمية الحديثة من وبه مرافق أساسية بالإضافة إلي برامج اخري تتمير بالاستدامة و قياس اثرها علي تغير حياة الاسر.
ولم يقتصر العطاء علي المجتمع المحلي بل أصبحت الجمعية تحت ادارتها وجه إنسانية مشرفة لعمان من خلال مد يد العون والمساعدة للأخوة الاشقاء في الدول العربية والإسلامية والتي تتطلب وقفة إنسانية ليتجاوزوا الازمات وذلك بالتعاون مع الهيئة العمانية للأعمال الخيرية.
وبرنامج رعاية الأسرة بتوفير المستلزمات الضرورية ، وصيانة المساكن الذي يهدف إلى تحسين معيشة العديد من الأسر، و برنامج رعاية الطلاب في الدراسة بتوفير متطلباتهم الأساسية من أجهزة الحاسوب والقرطاسيات وغيرها والزي المدرسي وبرنامج تمكين الهادف إلى تمكين الأسر المعسرة على الإعتماد على الذات ، وبرنامج الإغاثة من الكوارث ، وبرنامج القيم الإسلامية ، فضلا عن البرامج والحملات مثل حملة شهر رمضان المبارك ، وإفطار صائم وتوفير الذبائح في الأعياد .
ما يثلج صدورنا جميعا أن النضج الذي وصلت إليه دار العطاء بفضل العزيمة والإرادة لدى مريم الزدجالي في العمل التطوعي ونهجها الواضح في هذا الجانب الإنساني يترسخ يوما بعد الاخر مؤكدا على المزيد من العطاء ، لذا فالتكريم على مستوى المنطقة يُعد تكريما في مكانه الصحيح ، ومكافاة مستحقة على هذا البذل الباذخ.
ومن اجل تجويد العمل الخير ساعت مريم الزدجالية تطبيق منهج اداري تتسم بالشفافية و المصداقية وحصلت الجمعية علي شهادتي الايزو في الإدارة و البيئة بجدارة ووضعت اول دليل عمل ارشادي تعد النموذج الرئد في العمل الخيري في سلطنة عمان بالإضافة.
وموكبه للتسارع التقني الحديث استطعت الاستفادة من المعطيات الحديثة من خلال انشاء اول تطبيق خيري في سلطنة عمان.
نامل ان تكلل جهود مريم بالنجاح ، وفي المضي قدما في العمل الخيري الذي ترسخ لديها كقيمة إنسانية رفيعة ، وكرسالة نبيلة في حياتها ، ولتبقى دار العطاء مستمرة أبدا في بذل العطاء الى ما شاء الله لتفتح آفاقا أوسع للخير المحمود في الأرض وفي السماء أمام كل الأسر المحتاجة.