بقلم: عيسى المسعودي
لايختلف اثنان على أن العلاقات العمانية الاماراتية تاريخية ومميزة وتمثل نموذجاً يحتذى به في مسيرة العلاقات الخليجية والعربية حيث يجمع البلدين العديد من المجالات المشتركة وعلى كافة المستويات ولعل من أهم هذه العلاقات المشتركة هي العلاقة الاستثنائية والمحبة الصادقة التي تجمع شعبي البلدين والتي أسس لها وأسهم في تعزيزها وتنميتها المغفور لهما السلطان قابوس بن سعيد والشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراهما من خلال العديد من الخطوات والاجراءات التي أيضا أسهمت خلال السنوات الفائتة في تطوير الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما اعطى دفعة قوية لحكومة البلدين في استثمار هذه الأجواء والعلاقات الاخوية في تنظيم مجموعة كبيرة من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الدولتين وانشاء العديد من اللجان المشتركة لعل من اهمها اللجنة العمانية الاماراتية المشتركة التي تنظر في مختلف الأمور والمجالات التي تسهم في تحقيق التقدم والنجاح لهذه العلاقات وكذلك من بين الخطوات المهمة انشاء مجلس الاعمال العماني الاماراتي حيث أسهمت هذه الخطوات وغيرها في في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين وقيام مؤسسات وشركات ومشاريع استثمارية مشتركة مدفوعا بدعم وارادة سياسية ورغبة اكيدة وصادقة للمشاركة في نجاح وتقدم مسيرة البلدين الشقيقين وفي مختلف المجالات وليس فقط في المجال الاقتصادي والتجاري رغم النجاحات والانجازات التي تحققت في هذا الجانب والتي تعد من المجالات المميزة في العلاقات الاخوية القائمة بين البلدين. اليوم وسلطنة عمان تستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ، ضيفاً كبيراً وعزيزاً على حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ، حفظه الله ورعاه ، وعلى الشعب العماني فإننا كعمانيين واماراتيين نتطلع الى مرحلة جديدة في العلاقات العمانية الاماراتية وتفاؤل كبير نحو مستقبل مشرق بين البلدين نحقق من خلاله العديد من النجاحات والانجازات المستقبلية والتي تسهم في تنمية وتطوير مختلف مجالات الحياة في البلدين طالما هناك ارادة سامية من القيادة الحكيمة يتم ترجمتها على ارض الوقع ، ولعل التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات المختلفة وفي مجالات متعددة ومهمة فإن ذلك يؤكد على نهج جديد في تعزيز العلاقات المشتركة بحيث ستسهم هذه الاتفاقيات وخاصة بعد تنفيذها في فتح آفاق جديدة من التعاون الاستثماري والاقتصادي سينعكس ايجابياً على مستقبل البلدين المشرق كما ان هذه الاتفاقية توضح على حرص البلدين على استثمار علاقاتهم المتميزة والتاريخية في تحقيق نتائج ايجابية على مختلف المستويات والمجالات فالطموحات والتطلعات كبيرة بين شعبي البلدين وعلينا العمل والتعاون بشكل أكبر لتحقيق هذه التطلعات والاهداف وترجمة الارادة السياسية في البلدين جميعاً فالمقومات الاقتصادية والفرص التجارية معروفة وموجودة في البلدين نحتاج فقط الي استغلالها واستثمارها وفي مختلف المجالات وخاصة في قطاعات النفط والغاز والسياحة والعقارات والصناعة والتعليم والصحة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والطرق والاتصالات والامن الغذائي وغيرها من المجالات وعلينا الاستفادة من تبادل الخبرات والمعلومات وتقديم المزيد من التسهيلات والخدمات والمزايا للشركات وللمستثمرين الراغبين في استثمار هذه الفرص المشتركة اضافة الي اكتشاف الفرص الجديدة المتعلقة بالمشاريع والاستثمارات المبنية على التكنولوجيا وتقنية المعلومات ، وكما ذكرنا فان توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم ابرامها تزامناً مع هذه الزيارة التاريخية لسمو الشيخ محمد بن زايد جاءت بعد دراسة وتعاون مشترك بين حكومتي البلدين ومن المتوقع ان تمثل نقلة نوعية لما يمكن ان يكون في المستقبل القريب خاصة اذا تم تنفيذها بالشكل المتفق عليه وحققت الاهداف المرجوة كما انها ستمثل القاعدة المتينة والصلبة لقيام مشاريع وشركات استثمارية مشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة فهناك العديد من المقومات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية المشتركة التي يمكن استثمارها بين الجانبين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين . منذ بدأ الاعلان عن هذه الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للسلطنة والحديث لايتوقف في المجالس وفي اللقاءات والاتصالات عن اهمية المرحلة المقبلة في تاريخ العلاقات المشتركة بين سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة وان نشهد بالفعل مشاريع مشتركة في مختلف المجالات والقطاعات وان نشهد حركة تجارية واستثمارية نشطة بين البلدين وتعزيز العمل المشترك الذي يخدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ولذلك فإننا ومع هذه المؤشرات الايجابية واللقاءات المتبادلة بين القيادتين نتطلع ونأمل بالفعل ان تكون مرحلة جديدة تحمل لنا جميعاً السعادة وتحقق المزيد من النجاحات والانجازات في مسيرة العمل المشترك بين البلدين وذلك من خلال تفعيل وترجمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها وظهور مشاريع جديدة وتوقيع المزيد من الاتفاقيات في مجالات اخرى تخدم التقدم والنمو في اقتصاد البلدين وتسهم في تعزيز العلاقات المشتركة التي ستحظى بلاشك باهتمام ورعاية سامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم واخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظهما الله ورعاهما.