بقلم :سالم العبدلي
تعتبر شجرة اللبان شجرة لها تاريخ عريق وهي قديمة قدم الانسان ولا توجد في شبه الجزيرة العربية الا في محافظة ظفار بسلطنة عمان كما إن لها قيمة اقتصادية كبيرة ويطلق عليها احيانا بالذهب الابيض لما لها من اهمية اقتصادية وتاريخية وطبية، وتتميز السلطنة بإنتاج أجود أنواع اللبان الذي تنتشر أشجاره في مناطق مختلفة من محافظة ظفار نظراً لتوفر المناخ المناسب والتربة الجيرية الكلسية الملائمة لنمو الشجرة.
الاسبوع الفائت نظمت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في مديريتها بمحافظة ظفار ندوة بعنوان (الثروة الحيوانية واللبان)على مدار يومين متتاليين ناقشت فيها عدداً من القضايا والتحديات التي تواجه هذين القطاعين المهمين وحضر الندوة عدد كبير من المهتمين بالشأن الزراعي واصحاب العلاقة من الجهات الرسمية، وقد تشرفت بالمشاركة في هذه الندوة مع عدد من الخبراء والمختصين وتقديم ورقة عمل حول الاهمية الاقتصادية لشجرة اللبان العماني - القيمة المضافة-.
أعطينا لمحة مختصرة عن شجرة اللبان وتحدثنا عن بعض المؤشرات والارقام حول اللبان واشرنا الى البحوث والدراسات التي قامت بها بعض الجامعات وشركات القطاع الخاص وركزنا على الاهمية الاقتصادية لهذه الشجرة المعمرة، وذكرنا في الورقة بأن جودة اللبان تقاس باللون النقي الصافي والخالي من الشوائب ويرتفع ثمنه طبقا لهذه الجودة وتقل كلما تغير لونه إلى الاحمرار أو اختلط بشوائب أخرى حيث ترتبط جودة الإنتاج بالنطاقات الجغرافية والعوامل المناخية المميزة لكل نطاق وكذلك خبرة ومهارة المشتغل على جني هذا المحصول وفترات ومواقيت الحصاد. وحسب البيانات المتوفرة والتي إستعرضناها في الورقة فإن سعر الكيلوجرام الواحد من اللبان يتراوح ما بين 3 و 30 ريالاعمانيا وقد يصل إلى أكثر من ذلك حسب جودته ودرجة نقاوته مثل اللبان الحوجري النقي والصافي المائل للأخضر وهذا يؤكد الاهمية الاقتصادية لهذا المنتج كما يبلغ معدل الانتاج التقريبي للبان من 3 - 4 كيلو جرامات وقد يصل حجم الإنتاج في بعض الأشجار إلى 8 كيلوغراماتوتقدرعدد الأشجار في محافظة ظفار بحوالي 6 - 7 ملايين شجرةتبدأ الأشجار في الإنتاج من عمر 6 سنوات.
يدخل اللبان في العديد من الصناعات فهو يدخل في صناعة العطور وفي الصناعات التجميلية ويعتبر من مكونات الادوية وعلاجاً لعدد من الاراض ويستخرج منه الزيوت كما إنه يدخل في صناعة البخور ويعتبر عسل اللبان من أفضل واجود أنواع الاعسال من هنا فإنه يمكن مضاعفة دور اللبان العماني من الناحية الاقتصادية خلال الفترة القادمة وجعله مورد اقتصادي يسهم في الناتج المحلي خصوصاً إذا ما توطنت عدد من الصناعات الدوائية في السلطنة من أجل الاستفادة من النبات في عملية التصنيع الدوائي علاوة على المستحضرات الطبية والتجميلية.
ومن أجل الاهتمام بهذه الشجرة ورعايتها والمحافظة عليها لابد من توحيد الجهود في عملية الإدارة والإشراف على مزارع اللبان في محافظة ظفار بالاضافة الى إنشاء وحدة متخصصة لإدارة قطاع اللبان والتوسع في زراعته خاصة وإنه لا يحتاج إلى ري كثير ولا إلى عناية كبيرة ، بالاضافة الى أهمية تشجيع ودعم البحوث والدراسات المتعلقة بشجرة اللبان وينبغي تشجيع شركات القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الإستثمار في صناعة اللبان، والندوة خرجت بتوصيات جيدة اغلبها تتركز في هذه النقاط والتي نأمل ان تتحقق على اراض الواقع قريبا.