الشاب الذي قلب الصورة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٥/سبتمبر/٢٠٢٢ ٠٩:١٢ ص
الشاب الذي قلب الصورة

بقلم : محمد بن علي البلوشي

لم تغب السعودية يوماً عن الأخبار، فالبلد محط أنظار العالم وتأثيره وثقله بكل مستوياته ينبع من كونه يحتضن البقاع المقدسة التي هي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ثم إلى ثقله الإقتصادي العالمي وتأثيره السياسي في المنطقة والإقليم والعالم.

وإن كانت الأنباء في الماضي معروف محتواها وماذا كانت تصور السعودية كبلد مغلق نصف طاقة مجتمعه معطلة ويتغلغل المتشددون في أوصال الدولة والمجتمع وتناول بعض الصور النمطية السائدة في ذلك الوقت باعتبارات كالخصوصية بمجتمع بفسيفساء مختلفة ومعقدة فإن تلك الأنباء ستصبح يوما من الأيام من الماضي..لتعود المملكة العربية السعودية لتتصدر الصفحات والشاشات الإقليمية والعالمية عبر مشهد جديد رسمه شاب ذكي حازم ويعرف ماذا يريد ولايؤمن بالتردد أو بالخسارة ويتميز بالهدوء والتروي لكن الأهداف التي يثق بتحقيقها يقول عنها»أنا في عجلة من أمري لتحقيقها» وهاهي الاحداث والوقائع والأرقام على الأرض السعودية تثبت ذلك.. ليست عبر وسائل الدعاية الوطنية بل تتناولها الأنباء العالمية حيث أبهر ولي العهد العالم بمشروعه الجديد.

قلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صفحة كانت جامدة ولاتتحرك في هذا البلد الكبير..صفحة عطلت دوره ومساره وجمدت إمكانياته ومكانته ووضعتها في مكانها غير الصحيح في وقت ينبغي أن يكون فيه لاعبا حكيما على مستوى المنطقة والعالم لايسعى للدور بل يأتي إليه الدور ..لكن الزمن لايثبت على حال فالأمير السعودي وهو مدفوع بثقة وتأييد أبناء شعبه وكذلك الأسرة الملكية السعودية فتح النوافذ المغلقة يوم وصفها احد الكتاب السعوديين المخضرمين بأنه ليس من السهولة فتح النوافذ في هذا البلد...لكن الامير الجديد فتح النوافذ واحدة تلو الأخرى واعاد للمملكة العربية السعودية ألقها كمنارة تحديث وتقدم وتتطلع للمستقبل بعد أن قضى على الأسباب التي دفعت بإغلاق النوافذ مستغلة خطابا إيديولوجيا بنوايا ضيقة هدفها عرقلة النمو والحفاظ على مصالح تلك التيارات التي اختطفت المجتمعات..في كثير من الأحيان فإن البناء الإجتماعي هو الذي يرسم توجهات البناء السياسي..لكن التغيير الإيجابي والمدروس والمحكم جاء من أعلى الهرم السياسي في هذا البلد الشقيق.فقد قرأ ولي العهد مجتمعه..امانيه وتطلعاته بعد أن ضاق ذرعا بما كان عليه حينما يرى الإقليم يتقدم بينما توقفت عجلات قطار بلاده حيث تتسارع قطارات النمو والتحديث في المنطقة على الأقل.سلم المجتمع بأنه حان وقت التغيير ولابد من قائد تقدمي قادر على أخذ المبادرة وركن المرجفين في زاوية ضيقة بشجاعة وبتأييد شعبي من جيل شاب يتطلع إلى المستقبل.

لقد أعاد الامير للسعودية مكانتها في سلم الأرقام والتحديث والتقدم والنمو واليوم لايمكن لمتابع واقعي ومحايد أن يصف التغييرات التي أحدثها ولي العهد السعودي سوى أنها أشبه بثورة ناعمة على كل الجمود الذي وقع فيه هذا البلد لعقود فأخرت صدارته وموقعه الإقليمي والعالمي..اليوم تتحرك السعودية على وقع مجتمع متعطش للتحديث يقوده السكان الذين في غالبيتهم من جيل الشباب..فيعودون إلى مقاعد التعليم بتفاؤل منقطع النظير وتطلع للمستقبل ليسهموا في بناء وطنهم عن حب ويقين بمشروع القيادة السياسية في بلادهم..لايمكن حصر المنجزات والتغييرات والتحديث الذي قام به ولي العهد السعودي في بلاده في سطور عابرة لكن أهمها هو أنه أزاح الظلاميين والمتطرفين وخاطفي المجتمع والبلد باسم الدين -وهو براء منهم- إلى أقصى ركن ضيق في التاريخ الحديث.فهاهي المرأة السعودية تعيش عصرها الذهبي وتشارك في كل مجالات الحياة العملية لتصنع نهضة جديدة..سيرى الجيل السعودي بشبابه وشاباته بأنهم جزء من حركة الحضارة العالمية الحديثة وليسوا بمعزل عن المجتمعات الحضارية الأخرى وانهم جزء من العالم وهم يتلقون المعارف والعلوم في المدارس ويتصدرون وتتصدر بلادهم المراكز المتقدمة في الأرقام العالمية.

أزال ولي العهد السعودي التخشب الذي فرضته تيارات ذات أجندة إيديولوجيه على أية قراءة نصية لكتب التراث وحينما يتحدث ولي العهد السعودي عن ذلك فإنه يدرك أن تلك القراءات كانت لأجل السيطرة على المجتمع والدولة خدمة لأجنداتها الخاصة والتي جمدت بلداً كبيراً ذا امكانيات هائلة في محيطه الإقليمي والدولي.

ومع العهد السعودي الجديد باتت دول الإقليم أكثر ثقة في تحديث مشاريعها التقدمية والنهضوية فلايمكن أن ننكر مدى التأثير الجديد للسعودية بنهضتها الحالية على المنطقة التي ينبغي أن تواصل مشاريعها وان تنفض الغبار عما تخشاه من التيارات المؤدلجة التي كانت يوما تختطف الأجيال بكل سهولة ويسر بعدما توفرت لها المنابر والاماكن على مسمع الجميع.وأقول دائما إن تقدم المشروع السعودي سيحفز الجميع على مواصلة التقدم والتنمية واهمها بناء الإنسان بالعلم والمعرفة ونبذ كل الإيديولوجيات المتطرفة التي أعمت العقول وجمدت المجتمعات وفرضت عليها الوصاية بأوهام كاذبة.

واليوم منحت السعودية أبناءها وبناتها الثقة وها هم يصنعون مجد ونهضة بلادهم الجديدة.