قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأربعاء ٢١/سبتمبر/٢٠٢٢ ١١:١٥ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بضرورة إحداث تغير جذري لتوفير الغذاء والتمويل، وخطر وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون يشكّل مصدر أمل في مجابهة التحديات العالمية.

فصحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية نشرت مقالًا بعنوان: "حان الوقت لإحداث تغير جذري لتوفير الغذاء والتمويل" بقلم الكاتبتين "جارسا ميشيل" و"ماري روبنسون" استهلتاه بالإشارة إلى أن قادة العالم يستعدون للسفر إلى نيويورك لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما تتفاقم المخاطر والتحديات المختلفة حول العالم.

وقالتا إن تغير المناخ والأزمة الروسية الأوكرانية وما ترتب عليها من ارتفاع الأسعار، أبرز ما تسبب في أزمة مجاعة خطيرة في مناطق كثيرة حول العالم، فالكثير من الأطفال والعائلات يذهبون إلى النوم وهم جائعين، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. هذه هي أزمة الغذاء العالمية، بحسب وصف الكاتبتين.

ففي القرن الأفريقي، أشارت الكاتبتان إلى أنه يموت شخص من الجوع كل 48 ثانية، وأن الجوع في هذه البقعة الجغرافية من العالم يبدو واضحًا للعيان ويسبب الألم العميق والخوف من المجهول.

ووضّحتا بأنه كما هو الحال دائمًا، فإن النساء والأطفال هم أكثر عُرضة لهذه المعاناة، فالأمهات هُن من يتحملن مهمة توفير القوت والاطمئنان على الأطفال المرضى، بالرغم من افتقارهن لأبسط الاحتياجات وسط هذه الظروف الصعبة.

وأضافت الكاتبتان أن حوالي 828 مليون شخص حول العالم على الأقل لا يملكون ما يكفي من الطعام، وأنه بالنسبة للكثير من الناس في البلدان الغنية والفقيرة على حد سواء، فإن الإمداد المستمر بالطعام المُغذي أصبح بعيد المنال.

وأشارتا إلى أن الأزمة الأوكرانية أدت إلى تفاقم هذه المشكلات، فالحقيقة تكمن في أن سلاسل الإمداد لنظامنا الغذائي مُعطلة حاليًّا، حتى قبل الأحداث آنفة الذكر.

وذكرت الكاتبتان أنه يوجد ما يقارب من ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي، بينما في الوقت نفسه، يُهدر حوالي ثلث جميع الأغذية المنتجة على مستوى العالم.

وأضافت الكاتبتان أن تغير المناخ هو الآخر يتسبب في إحداث دمار في المحاصيل ويعرض سُبل العيش للخطر، وحتى إنتاج الغذاء نفسه يتسبب في حوالي ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والمحرك الأساس لفقدان التنوع البيولوجي.

ولمعالجة كل هذه التحديات، اقترحت الكاتبتان خطة سياسية ينبغي على القادة تقديمها في نيويورك هذا الأسبوع، تتمثل في سد فجوة قدرها 33 مليار دولار للمساعدات الإنسانية الأكثر إلحاحًا.

واختتمت الكاتبتان مقالهما بالتأكيد على أهمية دور المانحين الدوليين بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تقديم تمويل استراتيجي طويل الأجل للبلدان الأكثر تضررًا من أزمات الغذاء والمناخ حتى تتمكن تلك الدول من بناء قدرتها على الصمود أمام الصدمات الحالية والمستقبلية.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية مقالًا بعنوان: "خطر وسائل التواصل الاجتماعي" بقلم الكاتب "محمد ماجد"، بيّن فيه أن الجانب المظلم للإنترنت يعد آفة تُهدد أخلاق الناس وصحتهم العقلية.

وأضاف الكاتب أن التوسع المطرد في استخدام الإنترنت على مدار العشرين عامًا الماضية، أسهم في سهولة التصفح والحصول على كم هائل من المعلومات والمعرفة وتوفير سبل الاتصال وبرامج الترفيه المختلفة.

ووضّح أن الإنترنت يُعد منجم ذهب للمعرفة ومساحة للناس للتعبير عن آرائهم والتواصل عبر هذا الفضاء الإلكتروني الشاسع، لكن هذه التقنية تصاحبها مخاطر متعددة تتمثل في المعلومات المُضللة والاستغلال والإغراءات المُنافية للأخلاق والآداب العامة.

وأضاف الكاتب أن الكثير من الدول حول العالم لديها قوانين ولوائح تنظم استخدام الإنترنت ووسائل الإعلام بهدف تحقيق الاستفادة من توفر هذه التقنية لمختلف الشرائح في المجتمع.

واقترح بعض الحلول لمعالجة الجانب الضار من هذه التقنية المتجددة باستمرار، تتمثل في وجود نظام مراقبة فاعل للتصدي للجرائم الإلكترونية وإصدار عقوبات رادعة للمخالفين.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أهمية الإنترنت كضرورة للعالم الحديث إذ إنه يعد أداة يستحيل العيش دونها، ولكنها أيضًا سلاح ذو حدين يهدد أسس المجتمع الأخلاقي.

من جانبها، نشرت صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية مقالًا للكاتب "بورج بريند" بعنوان: "التعاون يشكّل مصدر أمل في مواجهة التحديات العالمية".

استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العالم يشهد اضطرابات كثيرة مثل الأزمة الأوكرانية-الروسية والتقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة والآثار الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة حول العالم وتواتر موجات الجفاف، بالإضافة إلى جائحة كوفيد 19 التي أحدثت آثارًا نفسية وصحية على ملايين البشر وعصفت باقتصاديات العالم، علاوة على التضخم الذي أثقل كاهل المستهلكين والشركات والحكومات على حد سواء حول العالم.

ويرى الكاتب أن الحل لهذه التحديات يكمن في تعزيز التعاون على الصعيد العالمي، وأنه يجب أن يحظى هذا التعاون بثلاثة عوامل رئيسة هي "الحاجة الملحة" و"مجال تعاون محدد" و"فوائد واضحة وملموسة".

وأشار الكاتب إلى أن المُناخ يعد من أهم الموضوعات المُلحة التي يجب معالجتها؛ إذ تتسبب ظواهر المناخ المتطرفة مثل الفيضانات العارمة بإحداث فوضى هائلة وهو أمر يتسبب بمعاناة اقتصادية وإنسانية كبيرة لفئات واسعة من الناس حول العالم.

وأضاف الكاتب أن خطر التغير المناخي هو ما دعا الأمم المتحدة لدق ناقوس الخطر في تقريرها الأخير، حيث أشارت إلى أنه لتجنب الاحترار العالمي الكارثي فإنه يجب اتخاذ خطوات متسارعة حالًا.

وبيّن أن الكثير من قادة العالم قاموا بوضع معايير مرجعية للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل جهود خفض انبعاثات الغازات المتسببة بالاحتباس الحراري على المستوى العالمي بنسبة 45 بالمائة بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050؛ لكن النقطة الأهم التي يجب أن توضع دائمًا في الحسبان مفادها أن الوصول لأهداف المناخ لن يتأتى دون تعاون وثيق لمختلف الأطراف.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن المرحلة الحالية يتحتم عليها إطلاق العنان لمزايا التكنولوجيا الجديدة بهدف تعزيز الاقتصاد العالمي، والسعي لإيجاد شراكات حقيقية تشمل مختلف الحكومات والمنظمات المدنية.