بقلم : محمد بن علي البلوشي
مضت شهور على فرحنا بارتفاع أسعار النفط وتنفس الجميع الصعداء فرحاً واستبشاراً بهذه الأسعار التي تؤثر على الدخل الوطني وعلى إنفاق الحكومة على المشاريع والمتطلبات الإجتماعية والخدمية والتنموية الاخرى..لكن ذلك لا يعني أن تخدرنا الأسعار الحالية وننسى ماذا يدور حاليا في أروقة الاقتصاد العالمي..نحن نقطة صغيرة وعابرة فيه لكننا نتأثر كليا به إن لم تكن مصداتنا على استعداد لامتصاص صدماته.
كل الأخبار القادمة لنا من الاقتصادات الكبرى المسيطرة بمؤسساتها المحلية والإقليمية وسيطرتها على المؤسسات الدولية الاقتصادية تنشر الذعر والخوف في عموم الكرة الأرضية..فبعد أن خرجنا من وطأة كورونا وآثاره التدميرية هاهي الأنباء تمطر علينا بتحذير من موجة كاسحة من الركود العالمي والتضخم.البسطاء في الماضي كانوا يشعرون بالتضخم حينما ترتفع اسعار البضائع القادمة من الهند كالأرز والقمح والتوابل والزيوت..فالغلاء يضرب معيشة الناس ويتسبب في تآكل مدخراتهم وبخاصة أولئك الذين قد يقعون في تصنيف الضمان الإجتماعي وذوي الدخل المحدود وما تحت الطبقة الوسطى..وحينما كان الركود يضرب الولايات المتحدة فإنه يرتد على العالم..واليوم ليست الولايات المتحدة هي من يقود الركود العالمي فقط..هذه المرة يصحو التنين النائم فيضع العالم قلبه في سلة واحدة بانتظار ماذا سيقول..بعد أن شهدنا من رفع تدريجي لليوان لكي تكون المنافسة على البضائع مع الغرب في أسواق العالم عادلة.وبعد كانت 100 دولار تصرف في صرافات بكين وشينغهاي بـ 800 إلى 850 يوانا وصل إلى نحو 600 يوان..فارتفعت أسعار السلع الصينية لتستطيع السلع الغربية والأمريكية المنافسة مع السلع الصينية..ومع ذلك يبقى الصيني متفوقا فتدخل مجمعا تجاريا لتبحث عن ملابس أو كماليات وغيرها في أمريكا فتكتشف كل البضاعة من الصين..فماذا فعل العالم لتصنع له الصين هذا الطوفان من السلع والاقتصاد. حاليا الانباء تقول إن الركود يعصف بالصين..إنتاج المصانع صغيرة أو كبيرة يتباطأ والمصانع تقلص من خطوط الإنتاج..فلا أحد يشتري السلع والمستهلكون لن يستطيعوا اقتناء مايحتاجون إلا الضروري..وسيقل الطلب الصيني على استيراد النفط من الدول المنتجة له وربما نحن منهم.
مع الازمة الاوكرانية ارتفتع اسعار النفط لكن هناك مرضاً يحيط بالصين بسبب الاغلاقات المستمرة وتراجع القدرة الاستهلاكية والتضخم في العالم إلى أن يصل أثره إلى سلعتنا اليتيمة التي تمدنا بالاموال وترفع معنويات الموظفين بتحسين حقوقهم الوظيفية كالترقيات المتأخرة إلى قدرة الشركات والقطاع الخاص الذي يترقب في كل مرة حزمة تحفيزية وهو المنهك أساسا لتنعش الدورة الاقتصادية لكن ذلك لن يتم طالما الاقتصاد الصيني يترنح والطلب على النفط يتقلص.فاليوم حينما تعطس الصين يزكم العالم.
هذه مداخلة ترمي إلى أن ننتبه من المخاطر التي تحيط بنا..نترقب ماذا سيحدث بعد نحو 3 شهور على الاقتصاد العالمي وعلى اقتصادنا المتواضع والصغير والذي أساسه البترول والصين أكبر مشتر له فيما سيبيع الروس نفطهم كذلك بأثمان بخسة ربما هذا إن تعافى اقتصاد الصين..الحل في هذه الاوقات الصعبة أن «تدخر قرشك الأبيض ليومك الأسود» نرى حاليا مشاريع بملايين الريالات فمن الأهمية تصنيف الأولويات ووضع خارطة فيما لو تراجعت أو هوت اسعار النفط إلى النصف..هل نستطيع أن نصمد بمواردنا المتاحة أم العودة إلى إلى المربع الاول وهو الاقتراض الذي مابرحنا نقلصه بعد أن كان يقضم وضعنا وتصنيفنا المالي أمام المؤسسات النقدية العالمية.نحتاج إلى علاج مثالي متشدد كأولوية كالإنفاق الضروري على العاجل من الأمور كالطرق المتأثرة بالانواء المناخية وتوجيه الموارد المالية نحو تحريك عجلة الاقتصاد والتدريب والتأهيل للشباب للعمل..وتأجيل بقية الاشياء وقلتها سابقاً كالمشاريع الترفيهية ينبغي أن تؤجل فلسنا في عجلة من امرنا.دعونا نفكر بالخبز قبل الحديقة.