قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأربعاء ١٤/سبتمبر/٢٠٢٢ ١٠:٠٣ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العمانية - الشبيبة 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بأزمة نقص الطاقة في إفريقيا والاقتصاد العالمي في ظلّ العصر الجديد للأمن القومي بالإضافة لدور الأطعمة المائية في الأمن الغذائي.

فصحيفة "ذا ستاندرد" الكينية نشرت مقالًا بعنوان: "يجب أن تخرج إفريقيا من الخدع والأوهام المتعلقة بالوقود الأحفوري" بقلم الكاتب "لاينت أوتينو" الذي أوضح فيه أن نقص الطاقة يعد أحد التحديات الرئيسة التي تواجه إفريقيا.

وقال الكاتب إن هناك ما لا يقل عن 600 مليون شخص يفتقرون إلى الكهرباء، بينما لا يزال 900 مليون شخص يعتمدون على مصادر الطاقة غير النظيفة للطهي.

ويرى الكاتب أنه إلى جانب تلويث الهواء، فإن مصادر الطاقة مثل الفحم النباتي ووقود الحطب والكيروسين مسؤولة عن التلوث الداخلي وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي. والنبأ السيء في رأي الكاتب هو أن الاتحاد الإفريقي غير متسق في مسائل الانتقال إلى الطاقة المتجددة، ففي قمة الاتحاد الإفريقي، كانت الدعوة الواضحة هي العمل المناخي، ولكن في الخارج لا تزال شهية القادة للوقود الأحفوري حية.

وأشار الكاتب إلى أن الهدف رقم "7" من أهداف التنمية المستدامة العالمية المدعومة من الأمم المتحدة يتمثل في "ضمان الوصول إلى طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة للجميع" بحلول عام 2030. وبيّن أنه لتحقيق هذا الهدف ومعالجة فجوة الطاقة، ينظر العديد من قادة الدول الفقيرة في الاتجاه الخاطئ إذ إنهم في الأسبوع الماضي خلال مؤتمر للنفط والغاز والطاقة لإفريقيا قرروا استغلال 620 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لتنمية الاقتصاد ومعالجة عجز الطاقة وهذا يعني أن القارة ستظل تسهم بما لا يزيد عن 3.5 في المائة من انبعاثات الكربون على مستوى العالم.

وأكد الكاتب على أهمية معالجة فقر الطاقة في أقرب وقت ممكن، مشددًا في الوقت نفسه على ألا يكون الغاز الطبيعي خيارًا لإفريقيا لتقليل انبعاثات الكربون، وقال في هذا السياق: "على الرغم من أن التلوث الذي يتسبب به الغاز الطبيعي أقل مما يخلفانه الفحم والنفط، إلا أنه لا يزال غير متجدد ولا يعد من مصادر الطاقة النظيفة. يحتاج الاتحاد الإفريقي إلى القيادة في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالحصول على الطاقة. كما يمكن للبلدان التي لديها المزيد من أشعة الشمس أو الرياح أو مياه الأمطار أكثر من غيرها أو لديها مصادر متعددة للطاقة المتجددة، تصدير الطاقة إلى البلدان المحتاجة".

من جانبها، نشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكيت" مقالًا بعنوان "الاقتصاد العالمي في ظلّ العصر الجديد للأمن القومي" بقلم الكاتب "رباح أرزقي" قال فيه إن الاقتصاد العالمي دخل عصرًا جديدًا من الأمن القومي، حيث سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الضعف الناجم عن الاعتماد المفرط على سلاسل التوريد العالمية وفشل التنسيق في معالجة المخاطر الصحية العالمية.

وأضاف الكاتب أن الأزمة الروسية الأوكرانية أسهمت في كبح نمو الاقتصاد العالمي وتسببت في حالة من الانقسامات بين الكتل الجيوسياسية الغربية والشرقية.

وأكد الكاتب على أهمية النظر في هذه التطورات على أنها توابع للاستقطاب المتزايد للاقتصاد العالمي مدعومًا بعدم تناسق الأنظمة السياسية للقوى الكبرى في العالم. وأوضح أنه ليس من قبيل المُصادفة أن العديد من الصراعات الغابرة قد أصبحت نشطة مؤخرًا وأن العديد من القوى متوسطة الحجم والقوى الإقليمية تتصرف بشكل أكثر حزمًا نظرًا إلى التطورات آنفة الذكر.

وأشار إلى أن القرار الذي اتخذته العديد من الدول النامية في مارس الماضي بالامتناع عن التصويت على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تدين الحرب على أوكرانيا قد فاجأ المسؤولين في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

ولفت الكاتب إلى أن الانقسام الجيوسياسي والاقتصادي المتزايد بين القوى العظمى يجب أن يؤدي إلى تحول شامل في التفكير الاقتصادي. وأنه لطالما عدَّ الاقتصاديون الأمن القومي مجالًا منفصلًا للدراسة مع القليل من الأهمية لتحليلهم للأسواق، ولسبب وجيه ازدهرت مهنتهم، كما كان الحال في الاقتصاد العالمي وسط الاستقرار النسبي لحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن الاستقطاب الجيوسياسي الحالي يهدد بتجزئة الاقتصاد العالمي بطرق متعددة.

وشدد الكاتب في ختام مقاله على أهمية معالجة المصادر الأساسية للانقسام الحاصل وإيجاد حلول ناجعة لمعالجة الزيادة في التفتت الاقتصادي والحد من تكاليفه، ولن يتأتى ذلك إلا ببناء الثقة بين القوى العظمى وحلفائها حول العالم.

من جانب آخر، تحدث الكاتب "نيتين سانجوان" عن دور الأطعمة المائية في الأمن الغذائي، لافتًا إلى أنّ مصايد الأسماك واحدة من أسرع القطاعات نموًّا في العالم وتقوم بدورٍ مهم في التنمية الاقتصادية وفي تسهيل الأمن الغذائي.

وقال الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة "ذا تيليجراف إنديا" الهنديّة بعنوان "قوة الحوت" إن تربية الأحياء المائية توفر سبل العيش لأكثر من 10 بالمائة من سكان العالم. وحذر من أنّ تحديات الغذاء والبروتين لا تزال قائمة مع الزيادة المطردة في عدد سكان العالم، مشيرًا إلى استطلاع أجري في الهند عام 2017 حول "استهلاك البروتين في النظام الغذائي للهنود البالغين" والذي خلص إلى أن 73 بالمائة من الهنود يستهلكون نظامًا غذائيًّا يفتقر إلى البروتين.

ويرى الكاتب أنه مع تقلص حيازات الأراضي وتشبع إنتاجية المزارع، تقدم تربية الأحياء المائية حلًّا واعدًا لأن الخزانات والأنهار والقنوات وموارد تربية الأحياء المائية الداخلية في العديد من الدول غير مستغلة بشكل كبير ولديها إمكانات إنتاجية ضخمة.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنّ المسار المستقبلي للقطاع يعتمد بشكل كبير على تبنّي التكنولوجيا من خلال تطبيق تقنيات جديدة، مثل الاستزراع في الأقفاص لكل من الخزانات الداخلية والمناطق البحرية بنظام الاستزراع المائي المُعاد تدويره ونظام إعادة استعمال الأحياء الدقيقة في الماء.