بقلم : سالم العبدلي
منذ عقود طويلة لم نشهد إنقطاع للتيارالكهربائي بشكل كامل عن اغلب محافظات السلطنة ولفترة امتدت الى اكثر من 10 ساعات في بعض المناطق فحتى في اوقات الازمات والكوراث الطبيعية التي مرت بها السلطنة مثل اعصاير جوفو وفيت و شاهين وغيرها لم ينقطع التيار الكهربائي الا لفترات محدودة وفي المناطق المتأثرة بالإعصار فقط . يوم الاثنين الفائت فقط فقد كان يوما استثنائيا فمنذ حوالي الساعه الواحدة والنصف ظهرا وحتى الساعه الثانية عشر بعد منتصف الليل عاشت اغلب محافظات وولايات السلطنة بدون كهرباء مما ادى الى تعطل الكثير من الاجهزة وتوقف عمل اشارات المرور مما ادى الى حصول زحمة وارتباك في بعض الطرق خاصة في محافظة مسقط كما توقف العمل في اغلب محطات الوقود واغلقت العديد من المركز والمحلات التجارية حتى مطار مسقط لم يسلم من هذا الانقطاع مما إدى الى حصول بعض الارتباك في حركة الطيران كما إن شبكة الاتصالات تأثرت بهذا الانقطاع ومن ناحيتها أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تعليق الدراسة في اليوم التالي في المحافظات المتأثرة بهذا الانقطاع . هذا الموضوع الحساس للغاية ينبغي أن لايمر هكذا دون إتخاذ قرار مناسب فلابد من الوقوف عليه ودراسته بشكل متعمق ودقيق ومعرفة أساببه لكي لا يحصل مرة اخرى ، هيئة تنظيم الخدمات العامة أكدت أنها تعمل على إجراء تحقيق فني لتقييم الاجراءات التي اتخذتها الشركة للتعامل مع الانقطاع من هنا نأمل ان يكون هذا التقييم شفافا وواضحا وان يتم عرض تفاصيل نتائجه على الجمهور ولابد من مسائلة أي موظف كان له دور في حصول هذا الحدث ، ونستطيع القول بأننا تعلمنا العديد من العبر والدروس من احداث الاثنين الفائت لعل اهمها مايلي:
نعمة الكهرباء هي احد اهم النعم التي انعم الله بها علينا وعندما انقطعت عنا لفترة شعرنا جميعا بأهمتها وقيمتها لانها هي المحرك الاساسي للنشاط البشري في كل وقت وحين فبدونها اصبحنا لانستطيع ان نقوم بواجباتنا اليومية لذا ينبغي ان نشكر الله عليها وأن نحافظ على عليها فهي عصب الحياة. اتضح بما لايدعوا مجالا للشك بأنه لاتوجد لدنيا خطة طورائ وطنية فعالة في مثل هذه المواقف ولا نستطيع ان ندير أزمة مثل هذه رغم وجود إستراتيجيات كثيرة وخطط نسمع عنها دائما الا انه يبدوا اننا غفلنا عن جانب مهم وهو وجود معدات واجهزة بديلة جاهزة في أي وقت تكون بديلا عن الشبكة الرئيسة في حالة حصول أي انقطاع خاصة واننا نتحدث عن قطاع حيوي مهم للغاية وهذا ايضا ينطبق على قطاع المياه والذي لابد أن يكون جاهزا لاي طارئي لاقدر الله من خلال وجود البدائل المناسبة لتستخدم عند الضرورة. أهمية مصادر الطاقة البديلة او الطاقة النظيفة كما يطلق عليها وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي تحدثنا عنهما كثيرا هذين المصدرين الطبيعيين والذين حبانا الله بهما ينبغي ان يستغلا استغلالا جيدا والاستفادة منهما في توليد الطاقة الكهربائية ، صحيح اننا بدأنا نستخدم هذه المصدرين الا انه لازال استخدمها محدود للغاية. المواطن العماني دائما وابدا سباق لفعل الخير وتقديم يد العون عند الحاجة والضرورة فقط شاهدنا بعض مقاطع الفيديو عبر شبكات سوائل التواصل الاجتماعي لشباب وبنات بادروا في تنظيم حركة السير في بعض الطرقات التي تعطلت فيها أشارات المرور بسبب انقطاع التيار الكهربائي فهذه المشاهد ليست بغريبة على شباب الوطن وهي تتكرر في كل موقف يستدعي ذلك فقد رأيناهم يهبون لسماعدة أخوانهم أثناء الانواء المناخية وفي حالات الغرق وغيرها من المواقف.