الارتباط بالمرأة العاملة من أجل المساندة في أعباء الحياة أم بهدف استغلالها؟

7 أيام الجمعة ٠٦/مايو/٢٠١٦ ١٨:٢٢ م
الارتباط بالمرأة العاملة من أجل المساندة في أعباء الحياة أم بهدف استغلالها؟

7/‏أيام- ليلى بنت حمد العامرية

رغم انتشار العنوسة بشكل لافت في مجتمعنا نجد أن هناك فئة كبيرة من الفتيات العاملات أيضا غير مرتبطات إلا أن أكثرهن من غير العاملات أو من لا يعملن في أي وظيفة في سوق العمل.والواقع يقول إن معظم الشباب الراغبين في الارتباط يبحثون عن الزوجة العاملة بهدف المساعدة والمساندة في أمور الحياة وتكاليفها. وبين من يبحث عن فتاة عاملة من أجل التحرر من مسؤوليات الإنفاق والتكاليف المادية المترتبة على الإنفاق على البيت والأبناء، وبين من يبحث عنها عاملة من أجل المساندة في أعباء الحياة، نستطلع في الموضوع التالي آراء بعض الأشخاص حول القضية.

تتمثل رغبة الفتاة في تحقيق حلمها بمواصلة تعليمها ومن ثم انصرافها إلى المجتمع للعمل فيه وانخراطها به غاية سامية، بحيث أصبحت المرأة جزءا لا يتجزأ في منظومة العمل في المجتمع، إلا أن بعض الفتيات العاملات يقعن ضحايا مطامع الشباب حيث يفرض بعضهم مطلبا خاصا عند الارتباط والبحث عن شريكة الحياة يكمن في أن تكون موظفة ولديها دخل جيد.

وحول ذلك تعلق أمجاد بنت عيسى النوفلية قائلة: في الواقع ربما أصبح أغلب الشبان الراغبين في الارتباط يبحثون عن الفتاة المتعلمة والتي لديها وظيفة جيدة ومرموقة والسبب يعود إلى شخصية الشاب نفسه، فالبعض منهم يرغب في أن يعتمد عليها من الناحية المادية وأن تكون المساعد له على أعباء الحياة.
فصعوبة الحياة وارتفاع تكاليفها يوما بعد يوم أوجد صعوبة للشاب في تحمل كافة تبعات وتكاليف الحياة من الناحية المادية، فهو علاوة على أنه يجب أن ينفق على نفسه وزوجته وأبنائه يجب أن يوفر لهم أيضا سبل الراحة والكماليات فالحياة لم تعد متطلبات أولوية فقط بل أيضا متطلبات رفاهية.
في المقابل تقول أم بسمة وهي موظفة في القطاع الحكومي: قبل الزواج كنت أحب عملي فلم يكن لدي أي التزام مادي وكنت أتقاضى مرتبي بالكامل وكنت سعيدة لأنني أستطيع أن أشتري كل ما أريد وأدخر أيضا جزءا كبيرا منه لكن بعد الزواج تغير الوضع خاصة بعد أن أخذت قرضا كبيرا من البنك من أجل المساهمة وزوجي في شراء أرض وبناء منزل عليها ومع الوقت أصبح ما يتبقى من مرتبي لا يكفي لسداد بعض من ديون أستلفها نهاية الشهر قبل استلام المرتب وأيضا لنفقات بنزين السيارة وفاتورة هاتفي النقال فأصبح المرتب الذي أستلمه موزعا من قبل أن يصل حسابي البنكي لذا أصبحت أشعر بأنني أكره عملي وأصبحت أتأفف من نهوضي كل صباح من سريري للذهاب إلى العمل.

أما منال فتقول: في الواقع بالنسبة لي تزوجت شخصا أنانيا بمعنى الكلمة فهو على الأرجح ارتبط بي من أجل وظيفتي ومستواي المهني ومن أجل المرتب أولا، فأنا أشعر وبعد خمسة أعوام على ارتباطي به بالقهر لأنني وثقت به، فزوجي دفعني إلى أخذ مبلغ كبير من البنك بحجة أنه يريد الدخول في عالم التجارة وأراد كما يقول أن أشاركه إلا أنه أخبرني بأن المشروع خسر والمشروع إلى اليوم لم أعلم ما هو وأين تم تأسيسه وكيف!
وأضافت: كل ما أعلمه أنني أخذت القرض من البنك وفوق ذلك اشتريت له سيارة بالأقساط منذ أعوام وأنا أدفع تكاليفها وقبل مدة أخبرني بأنه يريد مني مبلغا معينا لأساعده على أخذ والدته للعلاج في الخارج بالرغم من أن زوجي لديه الكثير من الأخوة والأخوات وجميعهم يعملون في مهن مختلفة ومرتباتهم جيدة إلا أن مطامعه لا تنتهي وهو يستغلني ماديا بكل الطرق مما جعل حياتي تعيسة ومهددة معه.

دراسة اجتماعية
في الوقت الذي تسعى فيه المرأة لإيجاد مكانة لها في المجتمع من خلال عملها لمختلف المهن والأعمال إلا أن النساء في مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص أصبحن معرضات للاستغلال المادي من قبل الآباء أو الأزواج حيث أشارت دراسة اجتماعية متخصصة في السعودية إلى أن 60 % من الأزواج يمارسون عملية الاستنزاف المادي، واستغلال مفهوم القوامة على المرأة.

وتشير الدراسة إلى أن فرض الثقافة المذكورة على الزوجة الموظفة، تقودها للرضوخ إلى الضغوط صاغرة، خوفا من الطلاق، وسعيا خلف كسب جزء من الحرية الإنسانية، وبهذا تقدم ما تتقاضاه شهريا من راتب إلى زوجها أو ولي أمرها، حتى تتمكن من توفير الاستقرار الأسري، وتسهيل أمور الحياة البعيدة عن توفير متطلباتها الشخصية، على الرغم من أحقيتها في ذلك شرعا وقانونا.

وهناك الكثير من الدراسات العالمية التي خرجت مؤخرا والتي أخذت تتحدث عن مدى الاستغلال المادي الذي يلحق المرأة العاملة في الكثير من المجتمعات.
من هنا يجب أن نقف لنطرح السؤال الآتي:
هل عمل المرأة في المجتمع ضروريا أم من باب المساواة فقط؟ وهل يحتاج المجتمع إلى وجود المرأة في الأعمال والمهن المختلفة به أم هو باب فتح لهن خاصة بعد الثورة الاقتصادية في أوروبا والتي انطلقت منها النساء في أوروبا للعمل ومنها إلى دول العالم.

والإجابة هي: إن وجود النساء في مختلف المهن والأعمال المجتمعية ضرورة حتمية فعمل المرأة مكملا للأعمال المختلفة التي يشغلها الرجال في المجتمع وبالتالي فإن وجود المرأة في سوق العمل مطلب أساسي لتنويع مصدر الدخل بالنسبة للأسرة وبالنسبة للدولة وهي بالطبع تساهم في رفع الاقتصاد الوطني وبالتالي في الازدهار والتقدم الذي تطمح إليه الحضارات.

استغلال دبلوماسي
منال الهادية طالبة جامعية تقول: في الزمن الماضي كان الرجل يقوم بتلبية متطلبات الأسرة من الألف إلى الياء وكانت المرأة تجلس في بيتها لتربية أبنائها والاهتمام بالأعمال المنزلية، لكننا في العصر الحديث اختلف الكثير من القيم والمفاهيم، فخروج المرأة إلى العمل ساهم بشكل كبير في إثراء وارتقاء المجتمع ودخول المرأة سوق العمل أدى إلى توسع الجانب الاقتصادي في الدول لكن في المقابل برزت بعض الصعوبات التي واجهت المرأة العاملة بدءًا من المنزل وحتى في حدود المجتمع وأول تلك التحديات هي استغلالها ماديا من قبل الزوج خاصة وحتى إن لم تكن عاملة فهناك بعض النساء يمتلكن الأموال وبعد الزواج يصبح الزوج متسلطا وفارضا لسيطرته الكاملة ومنها في الناحية المادية فيأخذ كل ما تملكه الزوجة.
وأضافت: لكن بالنسبة للمرأة العاملة فهو أصعب حيث تعمل وتشقى وفي المقابل يأخذ الزوج مالها بكل بساطة وهناك بعض الرجال من يستغل زوجته بطريقة دبلوماسية حيث يترك لها مسألة الإنفاق والمصاريف المادية فيتركها تدفع وتشتري كل شيء لها ولأبنائها وللمنزل أيضا ومن هنا تصبح الأعباء النفسية أكبر بكثير على المرأة فتصبح هي الأم والأب في وقت واحد.