انقطاع كهربائي يشل الحياة في بعض المحافظات

مؤشر الثلاثاء ٠٦/سبتمبر/٢٠٢٢ ٠٩:١٥ ص
انقطاع كهربائي يشل الحياة في بعض المحافظات

مسقط - الشبيبة 

انقطعت الكهرباء امس الاثنين عن العاصمة مسقط بالكامل إضافة إلى أجزاء من محافظة جنوب الباطنة، وشمال وجنوب الشرقية، ومحافظة الداخلية.

وأعلنت هيئة تنظيم الخدمات العامة بأن المعلومات الأولية المتوفرة لديها من خلال متابعة حادثة انقطاع الكهرباء تشير إلى أن تسلسل الأحداث بدأ من خلال عطل فني في خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت (الخط الرئيسي والخط الاحتياطي) والذي يربط بين محطة عبري ومحطة نهيدة الرئيستين.. وقد نتج عن هذا الحادث سلسلة من الانقطاعات المتتالية في أجزاء واسعة من شبكة نقل الكهرباء ومحطات التوليد.

يذكر أن محافظات مسقط ، الوسطى ، الداخلية ، محافظات جنوب وشمال الشرقية ، ولاية السويق في محافظة شمال الباطنة ، ومحافظة جنوب الباطنة، جميعها تأثر بأنقطاع الكهرباء حوالي الساعة 1:30 ظهر يوم الاثنين استمر لعدة ساعات معظمها في وقت متأخر من الليل .

صعوبة عودة التيار بشكل لحظي

قال ابراهيم بن محمد الحارثي مدير عام التنظيم الفني بهيئة تنظيم الخدمات العامة: إن عملية استعادة التيار الكهربائي لا يمكن أن تتم بشكل لحظي لأسباب فنية وهذا جزء من طبيعة التعقيد في شبكات الكهرباء، يذكر ان هيئة تنظيم الخدمات العامة قد أكدت يوم امس في أكثر من مناسبة بأن عودة التيار الكهربائي ستكون بعد 4 ساعات تقريبا من انقطاعه، إلا أن الانقطاع دام يوم امس لأكثر عن 11 ساعة في بعض المناطق.

تأثر مختلف القطاعات بانقطاع الكهرباء

أدى انقطاع الكهرباء يوم امس إلى تأثر قطاعات كثيرة من بينها مطارات عمان والتي ذكرت في بيان إن العمليات في مطار مسقط الدولي تتأثر بشكل محدود جراء هذا العطل.

وأضافت «يتعامل الفريق المختص في مطار مسقط الدولي حاليا مع انقطاع كلي في التيار الكهربائي تتأثر به المنطقة المجاورة للمطار».

وأشار البيان إلى أن جميع الفرق في المطار والفرق المساندة تعمل بكامل طاقتها لضمان سير العمليات حسب جداول الرحلات المعتمدة ليوم امس الاثنين.

تعليق الدراسة

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تعليق الدراسة في المدارس الحكومية والخاصة المتضررة من انقطاع التيار الكهربائي اليوم الثلاثاء، وللمديريات التعليمية العامة في محافظات سلطنة عمان صلاحية تحديد تلك المدارس بالتنسيق مع إداراتها حسب تقييمها لأوضاع مدارسها.

الصحة

أكد مركز إدارة الحالات الطارئة بوزارة الصحة بأن المؤسسات الصحية في المحافظات المتأثرة بانقطاع الكهرباء لم تتأثر، وتعمل بكفاءتها الاعتيادية لوجود المولّدات الاحتياطية.

تأمين الحركة المرورية

عملت شرطة عمان السلطانية على تأمين الحركة المرورية في الطرق والتقاطعات التي تعمل بالإشارات المرورية لتسهيل انسيابيتها وتنظيم العبور الآمن لمستخدمي الطريق، وقد أكد الرائد محمد الهشامي في تصريح لـ «الشبيبة»: بأن خلال الفترة الأولى من انقطاع الكهرباء سجلت حوادث بسيطة، مضيفا أن الازدحام المروري كان في فترة خروج الموظفين من أماكن عملهم وبعدها كانت الحركة انسيابية.

«كهرباء مجان»

وعلى صعيد متصل أكد مسؤول من شركة كهرباء مجان بولاية صحار لـ «الشبيبة» أن المناطق التي تشرف عليها الشركة لم تتعرض إلى انقطاع الكهرباء فيها ، مؤكدا :هناك 4 محافظات تشرف عليها شركة كهرباء مجان وهي محافظة شمال الباطنة ( ولايات الخابورة وصحم وصحار ولوى وشناص )، محافظة الظاهرة ، محافظة البريمي ، محافظة مسندم .»

معاناة المواطنين جراء انقطاع الكهرباء

سعيد العامري من ولاية السيب في محافظة مسقط قال: «كنت متوجها الى الجامعة، شاهدت ازدحاما غير مسبوق على احدى اشارات المرور، اعتقدت انه حادث، ساعات طويلة والشارع متوقف، صوت ابواق السيارات من كل مكان، تزاحم السيارات، ترجلت من مركبتي لأرى ما هي المشكلة، واذ اجد أن اشارات المرور منطفئة، حالة من الاضطراب، وعلى احد ارصفة الشارع سيارة للشرطة تعاين حادث اصطدام بين مركبين بسبب انطفاء الاشارات المرورية.»

يكمل العامري:» توقعت ان الكهرباء فقط منقطعة عن اشارة المرور هذه، وانا في سيارتي بسبب حرارة الشمس، اتصفح هاتفي لأجد أن كل محافظة مسقط تعاني من انقطاع الكهرباء، حالات اضطراب في الطرقات، ازدحام مروري، حوادث، اشاهد احدهم يترجل من سيارته يحاول فتح الطريق بسبب وجود حالة مرضية برفقته.. لم اشاهد مثل هذا الاضطراب في حياتي، كانت فترة عصيبة للجميع.»

نصرى الهنائية من ولاية بوشر بمحافظة مسقط تحدثت ايضا عن معاناتها في انقطاع الكهرباء:» خرجت من العمل كعادتي حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ازدحام مروري على جميع التقاطعات واشارات المرور، حوادث مرورية، سيارات الشرطة في كل مكان تحاول تنظيم السير، وقفت طويلا في احدى اشارات المرور، الوقت يداهمني وانا على عجلة من امري لأذهب الى مدرسة ابني البالغ من العمر 7 سنوات لأقله الى المنزل، افكر في ابني أنه لا توجد كهرباء في المدرسة، كنت خائفة جدا على ابني من اصابته بحالة هلع او تأثير الحرارة عليه في المدرسة، او شعوره بالخوف وانا بعيده عنه، لقد اعتاد على وجودي معه في مثل هذه الحالات من انقطاع الكهرباء.»

تكمل نصرى:»رأيت احد المواطنين يترجل من سيارته متوجها الى مركز تقاطع اشارات المرور ويقوم بتنظيم حركة السير، تحركت جموع السيارات شيئا فشيئا، حتى خرجت من الازدحام، انني فخورة جدا بذالك الشاب الذي ساعد الجميع في تخفيف الازدحام وتسهيل حركة السير وهذا ما تعودناه من شباب الوطن.»

تؤكد نصرى:» وصلت الى مدرسة ابني وعندما رآني هرول نحو ليحتضنني ويقول كنت خائفا، كنت انتظر وصولك، اريد الذهاب الى المنزل.. فهدئت من روعه لنعود بعدها الى المنزل وانا ارى مدى اهمية الكهرباء لتسهيل وتنظيم السير في الطرقات.»

وليد الغساني من ولاية السيب بمحافظة مسقط ايضا تحدث عن معاناته:»ذهب لمقابلة احد الاصدقاء في احد كافيهات منطقة روي، ونحن نتحدث اذ انطفأت الكهرباء، اعتقدنا أن الكهرباء ستعود بعد دقائق معدوده، مرت نصف ساعة وبدأ تأثير الحرارة على المكان والكهرباء لم تعد بعد، قررنا مغادرة المكان انا وصديقي، خرجت متوجها الى منطقة سكني وفي الطريق وردني تنبيه لتعبئة الوقود بسيارتي فمررت مباشرة الى احدى المحطات لتعبئة الوقود، طابور طويل من السيارات، الجميع ينتظر دون حراك للسيارات، مرت اكثر من 20 دقيقة وانا انتظر وسيارتي سيتوقف محركها خلال دقائق قليلة قادمة بسبب نفاد كمية الوقود بسيارتي.»

الغساني يكمل:»شاهدت عمال المحطة يضعون لوائح توضح غلق المحطة، ترجلت من سيارتي لأسألهم عن السبب فقالوا لا توجد كهرباء وسيتسمر ذلك لساعات طويلة.. لم اعرف ماذا افعل، اتصلت بأخي ليأتي ليقلني الى المنزل لان كمية الوقود لسيارتي لا تكفي.. يؤكد الغساني:»ركنت سيارتي في احد مواقف المحطة وعدت برفقة اخي الى المنزل، لأجد ايضا منزلنا بدون كهرباء، حرارة الصيف، امي مريضة بالسكري والضغط وهي تحتاج الى هواء بارد، انها معاناة حقيقية عشنا لحظاتها بقلق وترقب لعودة الكهرباء.»

ناصر الوهيبي من ولاية مطرح في محافظة مسقط قال ايضا: كالعادة كل يوم اذهب الى احد المولات في محافظة مسقط القريب من منطقة سكني للتسوق، وبينما انا منهمك في اختيار السلع الغذائية، إذ تنطفأ الكهرباء، حالة من الصمت سادت المكان لعدة ثوان ثم فجأة سمعت صراخ احدهم في المصعد الكهربائي بسبب توقفه في المنتصف، رجال الامن يهرولون الى المصعد، كان المشهد مخيفا جدا، صراخ وهرولة الناس نحو المخارج، صوت بكاء الاطفال، لقد كانت فعلا لحظات عصيبة جدا».