بقلم: سالم بن سيف العبدلي
التكنولوجيا مصطلح قديم يشير إلى علم الحرفة، وهي كلمة إغريقية في الأصل تعني التقنية والفن والمهارة ويعرفها بعض الخبراءعلى أنها :»مجموع التقنيات و المهارات و الأساليب والعمليات المستخدمة في الإنتاج من السلع أو الخدمات لتحقيق الأهداف المرجوة من خلال البحث العلمي والابتكار» كما تعرف ايضا بالتقنيات أو العمليات ويمكن تضمينها في الآلات والمعدات للسماح بالتشغيل دون معرفة تفصيلية بأعمالها. تغير استخدام مصطلح التكنولوجيا تدريجياً على مر العصور والازمان خاصة خلال السنوات الاخيرة وقبل القرن العشرين كان هذا المصطلح غير شائع في اللغة العربية، وان كان العرب والمسلمين كان لهم دور كبير في اختراع بعض الاجهزة وتطوير التكنولوجيا خصوصا أيام الدولة العثمانية ، وقد أخترعوا العديد من الاجهزة في علوم الفلك والملاحة وغيرها وأستخدم المصطلح إما للإشارة إلى وصف أو دراسة الفنون المفيدة أو للإشارة إلى التعليم الفني. برز مصطلح التكنولوجيا في القرن العشرين فيما يتعلق بالثورة الصناعية الثانية وتغيرت معاني المصطلح في أوائل القرن العشرين عندما قام علماء الاجتماع الأمريكيون، بترجمة الأفكار من المفهوم الألماني، بحلول الثلاثينيات من القرن الفائت ولم تشر التكنولوجيا إلى دراسة الفنون الصناعية فحسب بل أيضا ركزت على الفنيين الصناعيين أنفسهم. وتطورت العلوم على مر السنين لتواكب مقتضيات العصر وعندما ننظرالى الألات والمعدات والاجهزة بمختلف انواعها نجد انها مرت بسلسلة من التغييرات والاضافة والتطوير فعلى سبيل المثال اجهزة الهواتف شهدت قفزة سريعة فمن التليغراف الى الرسائل المشفرة ومن الفاكس أو ما يسمى بالناسخ الى الهاتف الثابت ومن ثم الهاتف المحمول والذي شهد تطور كبير خلال العشر السنوات الاخيرة فكل يوم يظهر لنا جيل جديد من هذه الاجهزة وبمواصفات أعلى كذلك الحال بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي هي الاخرى شهدت نقلة نوعية وخلال زمن قياسي ، كما إن أجهزة ومعدات الطاقة فقد تعددت انواعها ووسائلها. تتاسبق الدول خاصة المتقدمة منها في ابتكار العديد من المنتجات والسلع ، وتخترع منتجات جديدة نافعة ومفيدة وهذه المنتجات والسلع التي نستخدمها ونستهلكها لم تأتي من فراغ وانما جاءت بعد بحوث وتجارب ودراسات كثيرة أستمرت لسنوات عديدة ، وبعضها يتم انتاجها لتكون صالحة للاستخدام في بيئة معينة وتحت ظروف محددة. من هنا ينبغي التركيز على توطين التكنولوجيا وتطويعها لتناسب البيئة التي تعمل بها ، أما نقلها مثلما هي ومحاولة تشغيلها والاستفادة منها دون تعديل فإن ذلك يسبب خسارة فادحة على الشركات المحلية نتيجة الاعطال التي قد تحصل أثناء التشغيل بالإضافة الى قصر عمرها الافتراضي. بعض المستثمرين وأصحاب المشاريع يقومون بنقل هذه التقنيات الى بلدانهم لاستخدامها كما هي دون اي تعديل وبالتالي تحصل مشاكل كثيرة عند التشغيل مما يؤثرعلى عمرها الافتراضي وعلى جودة أدائها والملاحظ بأن العديد من المشاريع التي تستخدم تقنيات متطورة مصنعة في دول اخرى تفشل ولا تستطيع المنافسة او التطوير. من هنا ينبغي توطين التكنولوجيا وليس نقلها بمعنى عند استقدام الالات والمعدات والاجهزة من الدول المصنعة الى الدول المستهلكة لابد أولا من فحصها واجراء اختبار عليها ومن ثم يتم تعديلها وتهيئتها لكي تتناسب مع الظروف البيئية للمنطقة من خلال الاستعانة بالمختصين والفنيين الذين لديهم الخبرة الكافية وبالتالي نستطيع ان نستفيد من هذه المعدات واستخدامها بكفاءة عالية.