مرحلة جديدة من الاقتصاد الوطني تنطلق في الدقم غداً

مؤشر الثلاثاء ١٨/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
مرحلة جديدة من الاقتصاد الوطني تنطلق في الدقم غداً

مسقط - فريد قمر

تحتفل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم غداً بوضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الصينية العمانية في المنطقة برعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد. ويعتبر وضع حجر الأساس انطلاقة فعلية لمرحلة جديدة من الاقتصاد الوطني التي تضع الدقم على خارطة التجارة الدولية نظراً لموقعها الجغرافي والتاريخي في قلب طريق الحرير البحري الذي تنوي الصين إعادة إحيائه تحت المشروع الذي يعرف بـ«حزام واحد، طريق واحد». وتقول الخبيرة الاقتصادية في مكتب نائب رئيس الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات نسرين جعفر: «إن الدقم تشكل منطقة واعدة، ومن الممكن أن تشكل نموذجاً يحتذى بالنسبة للمناطق الأخرى».

وتعتبر في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن المنطقة الاقتصادية في الدقم تقدم نموذجاً متكاملاً يختلف عن النماذج المتبعة في المناطق الاقتصادية الأخرى ونأمل أن تحقق نقلة نوعية في الترويج للسلطنة كبيئة جاذبة ومحفزة للاستثمار.
وعن دور الدقم في مشروع «طريق الحرير البحري» الذي تعيد الصين إحياءه، تعتبر نسرين أن ذلك شكّل دافعاً حقيقياً للصين «فكانت لنا مشاركة مع رئيس مجلس الشورى وأصحاب السعادة في زيارة البرلمان الصيني، في كل الاجتماعات واللقاءات في البرنامج، كان هناك تشديد على أهمية إعادة إحياء طريق الحرير، والسلطنة طبعاً من الدول الأوائل في هذا الطريق منذ عهود، والسياسة الاقتصادية الصينية هي بالطبع مدفوعة برؤية القيادة في إحياء طريق الحرير، وهذا يعود بالنفع على الطرفين، الصيني والعماني».
وعن الحوافز التي قدمتها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تقول إنها موجودة في المناطق الحرة المختلفة، لكن النموذج في الدقم مختلف لأنها منطقة خام من ناحية البنية الأساسية والتشريعات وتم التجهيز لها قبل الترويج ما جعلها جذابة وصديقة للمستثمر». وتعتبر أن أهمية المشروع أيضاً هو في قدرته تحقيق فرص وظيفية كبيرة.

استثمار كبير

وستوقع خلال الاحتفال تسع اتفاقيات مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ مشاريع متنوعة في المدينة من بينها الميثانول والسولار وصناعة أنابيب الحفر وإنشاء محطة كهرباء ومشروع المجمع سياحي.

وتعتبر شركة «وان فانج عمان» المستثمر الرئيسي في المدينة الصناعية إذ ستمكن الاتفاقية الموقعة معها في مايو 2016 من تطوير حوالي 1172 هكتاراً من أراضي المنطقة الاقتصادية وإدارتها وتسويقها وتوطين الاستثمارات الصينية المباشرة عليها في قطاعات الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وتكرير النفط، والبتروكيماويات والخدمات اللوجستية، والتخزين، والنقل، والتوزيع، والمنتجعات السياحية، والتطوير العقاري، والخدمات التعليمية، والصحية، والعلاجية، إذ تقوم الشركة حسب اتفاقية التعاون وحق الانتفاع والتطوير التي تمتد 50 عاماً باستثمار 370 مليون دولار أمريكي في إنشاء البنية الأساسية للمدينة، ويبلغ إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها حتى العام 2022 حوالي 10.7 بليون دولار، وأن يتولد عن ذلك 12 ألف فرصة عمل دائمة جديدة و22 مليون طن من البضائع التي سوف يتم تناولها عبر ميناء الدقم.

مشاريع ضخمة

ويبلغ عدد المشاريع التي سيتم تنفيذها بالمدينة حوالي 35 مشروعاً من بينها 12 مشروعاً في مجال الصناعات الثقيلة تتضمن إنتاج الخرسانات التجارية، ومواد البناء والصناعات المرتبطة بها، وإنتاج الزجاج المصقول وإنتاج الميثانول ومواد كيميائية أخرى، ومعالجة صهر الصلب، وإنتاج الألمنيوم، وإنتاج إطارات السيارات، ومشروع مواد البناء للحماية من المياه والتآكل، واستخراج المغنيسيوم من مياه البحر، ومشاريع كيميائية عطرية وغيرها.

وفي منطقة الصناعات الخفيفة سيتم تنفيذ 12 مشروعاً تتضمن إنتاج 1 جيجا واط من وحدات الطاقة الشمسية و1جيجا واط من البطاريات، وتجهيز 10 آلاف من سيارات الدفع الرباعي الخاصة، وإنتاج أدوات وأنابيب النفط والغاز والحفر، وإنتاج نصف مليون طن من الألواح الملونة، وتجميع الدراجات، وإنتاج الملابس، وإنتاج الألعاب، بالإضافة إلى مشروعات أخرى متنوعة، كما سيتم تنفيذ 8 مشاريع في المناطق متعددة الاستخدامات من بينها مركز تدريب، ومدرسة ومستشفى ومكاتب ومركز رياضي، وفي المنطقة السياحية سيتم إنشاء فندق من فئة الـ 5 نجوم، هذا بالإضافة إلى مصفاة النفط ومشروعات الصناعات البتروكيماوية.

تنويع اقتصادي

واستقطبت المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم خلال العام 2016 المزيد من الاستثمارات المحلية والعالمية، وتشير الإحصائيات التي أعلنتها هيئة المنطقة إلى أن إجمالي الاستثمارات الجديدة بلغ حوالي 13 بليون دولار أمريكي من بينها 10.7 بليون دولار استثمارات المدينة الصناعية الصينية العمانية بالدقم وحوالي 900 مليون ريال عماني استثمارات متنوعة في قطاعات الصناعة والسياحة والتجارة والتطوير العقاري والتعليم والخدمات اللوجستية وغيرها، مما يعكس المناخ الاستثماري التي تتميز به السلطنة والجهود التي بذلتها هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لاستقطاب الشركات المحلية والعالمية للاستثمار في المنطقة.