بقلم: عيسى المسعودي
كما كان متوقعا شهدت محافظة ظفار ومنذ الشهر الفائت وفي كل ولاياتها ومواقعها التاريخية والسياحية أجواء استثنائية خريفية رائعة جعلت من ظفار كعادتها مقصد للزائرين من مختلف محافظات السلطنة ومن السواح والزوار من دول مجلس التعاون وذلك للاستمتاع بنسيم الخريف والرذاذ والجو الذي يرد الروح ويجعلك تبحر بأفكارك وخواطرك لآفاق بعيدة وبالفعل لن يشعر بهذا الجو المنعش سوى من يزور ظفارومناطقها وجبالها الشامخة واوديتها وشلالتها الجميلة ، وكما كان متوقعاً أيضا مع كل موسم الخريف في ظفار نسمع ونشاهد ونقرأ العديد من الأراء والمقترحات والنقد في بعض الأحيان وغيرها من الأحاديث التي تتحدث عن السياحة والمرافق العامة والفعاليات والتنظيم وعن كل صغيرة وكبيرة في ظفار ومن وجهة نظري هذا امر طبيعي وصحي ويحدث في كل المناطق السياحية المهمة التي تكون تحت المجهرويقصدها أعداد كبيرة من السواح في فترة قصيرة خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي شكلت أحدى الإضافات الجديدة في مجال التسويق والترويج والتي استغلها البعض إيجابياً والبعض الآخر للأسف سلبياً .
هذا العام فعلا خريف ظفار مختلف واستثنائي بكل المقاييس فلقد زرت محافظة ظفار خلال الأيام الماضية وكانت والحمدلله زيارة ممتعة وموفقة حيث رصت جموعة من المشاهدات الإيجابية التي تؤكد اننا نتقدم وبشكل جيد لتطوير المحافظة وتنفيذ الخطط والأفكار التي كنا ننادي بها خلال السنوات الفائتة وكما يقال الكتاب يقرأ من العنوان فكان التغير الأول والمهم إطلاق اسم خريف ظفار الذي أعطى دفعة وشمولية ونقلة كبيرة في المضمون وعدم اختازل الأجواء الخريفية او الفعاليات على صلالة فقط وأنما الشمولية لتكون ظفار حاضرة بخريفها ومقوماتها المختلفة. كذلك تابعنا نقلة نوعية هذا العام في موضوع الترويج والتسويق لخريف ظفار وللمقومات السياحية والتاريخية من خلال قيام الجهات المعنية تنفيذ خطة إعلامية وتسويقية تتضمن إستضافة بعض المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي سواء من السلطنة أو من دول مجلس التعاون ومن المشاهير على مستوى المنطقة والعالم فكان لهم دور كبير في التسويق والتعريف بخريف ظفاربشكل مؤثر وإيجابي جعل من أعداد الزوار والسواح في ارتفاع وايضا تفاعل الجميع مع كل ماينشر ونقل صورة جمالية وحضارية عن الأجواء الاستثنائية والطبيعة الخلابه التي تتميز وتتمتع بها محافظة ظفار عن غيرها من المدن وباسلوب جديد وتشويقي مع التركيز على التعريف بما تنفرد به ظفارعن باقي المناطق السياحية الأخرى في المنطقة ، من المشاهدات الإيجابية أيضا التي اسعدتنا في هذه الزيارة الاهتمام بالمرافق العامة مثل وجود دورات المياة قريبة من المواقع السياحية فقد رصدنا نقلة نوعية وكبيرة في هذا المجال من حيث الكم والكيف والأهتمام بنظافتها باستمرار مع تطور ملموس وواضح لوجود مختلف الخدمات الترفيهية من مطاعم ومقاهي وبالقرب من المواقع السياحية والأماكن ذات الجذب السياحي مع دور كبير وواضح لبلدية ظفار في الأهتمام بنظافة مختلف المواقع السياحية والطرق والاسواق والجبال والشواطئ لضمان جعل ظفار جميلة ونظيفة دائماً ، كذلك وجود متنزهات تنظم أنشطة وفعاليات مختلفة للأطفال وللعائلات مع تنظيم الحفلات الفنية وبشكل اسبوعي ، ولعلنا في هذا المقال يجب ان نذكر ونحي بكل فخر جهود شرطة عمان السلطانية ودورها البارز والمهم في الحفاظ على الأمن وتقديم العون والمساعدة لكل الزوار والسواح فتجدهم في كل المواقع والأماكن مع دور مهم آخر لكل المؤسسات والجهات الأخرى التي تتشارك وتتعاون من أجل نجاح موسم خريف ظفار وان يكون هناك تكاملية في الأدوار بين هذه الجهات.
كما ذكرت أيضا في بداية المقال ان خلال موسم الخريف يتم طرح العديد من الأراء والأفكار والملاحظات والمقترحات وهذة الأمور مهمة تساهم في التطوير ولكن بشرط ان تكون مبنية على حقائق وان يكون هدفها البناء والتحديث وليس فقط النقد لمجرد النقد او محاولة كسب رضا وحب الناس وزيادة المتابعين على مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي فعلى سبيل المثال الحديث عن ارتفاع اسعار الغرف والشقق الفندقية وهنا يجب ان يعلم الجميع ان هذه الموضوع يعتمد على العرض والطلب وهذا معروف في كل المناطق والمدن السياحية ونحن نسافر دائما ونعرف هذا الشي وكذلك بالنسبة لتذاكر السفر تنخفض وترتفع حسب الطلب فمثلا تجد في دول اسيوية واوربية وفي دول مجلس التعاون عند حجز الشقق او الغرف سعر مناسب وفي متناول الجميع وبعد ايام تجد في نفس الفندق السعر يرتفع احياناً للضعف فهذة نتيجة طبيعية لزيادة الطلب خاصة على بعض الفنادق او الشقق وهذا مايحدث بالضبط في موسم خريف ظفار هناك اسعار في بداية ومنتصف شهر يوليو كانت تبدأ من 20 ريال وارتفعت الاسعار مع ارتفاع الطلب لتصل في بعض الفنادق والشقق الي مئات الريالات ولكن الشي الايجابي في ظفار ان كل عام هناك زيادة في توفر الغرف والشقق الفندقية ويوجد تنافس على الخدمة وعلى الجودة وهذا سينعكس ايجابياً على الاسعار خلال السنوات المقبلة ، كذلك هناك من يتحدث عن الازدحام واننا بحاجة الي مزيد من الطرق والبدائل فيما يتعلق بالطرق اتفق مع هذا الطرح فمحافظة ظفار تحتاج لتعزيز البنية الاساسية في مجال الطرق والاتصالات والخدمات الاخرى لتواكب التطورات وارتفاع اعداد السواح والزائرين والحمدلله الحكومة تعمل على تنفيذ بعض المشاريع ونحتاج الي الاستمراية في هذا الجانب خاصة في المواقع السياحية وعند الدوارات ولكن لا اتفق مع التذمر ونقد موضوع الازدحام بالمطلق حيث كما يعلم الجميع وخاصة من يسافر الي المدن في الدول الاخرى سيجد الازدحام موجود فمثلا زرنا مدن ودول اسيوية واوربية مثل تركيا وتايلند وماليزيا واندونيسيا ومصر ودبي والدوحة ولندن وباريس وغيرها وشاهدنا الازدحام والطوابير على اغلب الطرق وعلى المرافق العامة ونفس الشي بخصوص الاسعار هناك نسبة وتناسب من مدينة لاخرى وهذا يعود لعدة اسباب واعتبارات معروفة ، اما بخصوص الحديث المتكرر عن انتشار « البعوض « ووجود الابقار والجمال السائبة وخاصة اثناء موسم الخريف وتأثير ذلك السلبي على الاستمتاع باجواء الخريف والطبيعة الخلابة فان هذا الموضوع يعد من المواضيع المهمة التي يتطلب من المؤسسات والجهات المعنية التدخل فيها وبشكل مباشر واعتقد ان الحلول موجودة ومعروفة وسبق طرحها ومناقشتها في اكثر من مقال واستطلاع صحفي بحيث تحفظ حقوق الجميع وخاصة ملاك هذه الابقار والجمال كما تم طرح افكار واراء لمعالجة انتشار « البعوض « يبقى فقط وجود ارادة وخطة من الجهات المعنية وفي مقدمتها مكتب محافظ محافظة ظفار وبلدية ظفار يتم تنفيذها على مراحل حتى تكتمل الصورة الجمالية لموسم الخريف الذي نتمنى كل عام ان يستمر في تطور وتوهج لاسعاد الناس ولتعزيز محافظة ظفار كوجهة سياحية متفردة في المنطقة.