مصر تدافع عن الغارات الجوية الروسية في سوريا أكدت ثقتها في قدرة موسكو على التفريق بين المنظمات الإرهابية والأهداف الأخرى

الحدث الجمعة ١٥/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص
مصر تدافع عن الغارات الجوية الروسية في سوريا

أكدت ثقتها في قدرة موسكو على التفريق

بين المنظمات الإرهابية والأهداف الأخرى

برلين – عواصم – – وكالات

رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري الانتقادات الموجهة ضد الغارات الجوية الروسية في سوريا.

وقال شكري في برلين : «نثق في قدرة روسيا على التفريق بين المنظمات الإرهابية والأهداف الأخرى».

وذكر شكري، الذي يقوم بزيارة لألمانيا ، أن القيام بهذا التفريق ليس حكرا على التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي تنتمي إليه الولايات المتحدة وألمانيا ومصر أيضا.
وعن الاتفاقات الأخيرة لتوريد أسلحة روسية إلى مصر، قال شكري: «لا تزال لدينا شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة»، موضحا أن المساعدات العسكرية الأمريكية لا بديل لها بالنسبة لمصر، وأضاف: «لكن يتعين علينا تنويع علاقاتنا».
تجدر الإشارة إلى أن السعودية من بين الدول المنتقدة للغارات الروسية في سوريا. وتدعم السعودية مصر ماليا وعسكريا منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي العام 2013
وتعتبر روسيا بجانب إيران حليفا مهما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتتهم عناصر من المعارضة السورية روسيا بقصف مستشفيات ومدارس في سوريا وقتل مدنيين.
وتتشكك الحكومة الألمانية أيضا في أن الغارات الروسية موجهة فقط ضد تنظيم داعش.

ميزانية ضخمة

من جانبها ناشدت وكالات الأمم المتحدة المجتمع الدولي جمع 73ر7 بليون دولار لتمويل العمليات الإنسانية في سوريا وما حولها في العام 2016 حيث يقترب الصراع من دخول عامه السادس قريبا.

وجاء نداء الوكالات الإنسانية والإنمائية التابعة للأمم المتحدة الموجه إلى المجتمع الدولي قبيل مؤتمر سوريا للمانحين في لندن يوم 4 فبراير المقبل.
وستخصص تلك الأموال لتمويل عمليات المساعدات داخل وخارج سوريا. وهناك حاجة لأكثر من 5ر4 بليون دولار لمساعدة 7ر4 مليون سوري فروا إلى الدول المجاورة، بينما هناك حاجة إلى 2ر3 بليون دولار لتوفير الدعم الإنساني لنحو 5ر13 مليون نازح أو متضرر داخل سوريا.
وقال مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة، ستيفن اوبرين، إن مؤتمر سوريا في ‏فبراير «سيكون فرصة لتسليط الضوء على الـتأثير الإنساني للصراع، وخاصة على النساء والفتيات والشباب».
وأضاف «سيحشد (المؤتمر) الدعم لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المدنيين والفشل في حمايتهم. أدعو الدول الأعضاء إلى إرسال كبار القادة إلى لندن لنظهر للعالم أن هذه الأزمة تحظى باهتمامنا الكامل والتزامنا».
من جانبه قال جوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم إن مانحين تعهدوا بجمع 250 مليون دولار من أجل تعليم مليون طفل سوري هذا العام لكن هناك حاجة ماسة لجمع مبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار لتمويل البرنامج في تركيا ولبنان والأردن.
وقال براون إن تحقيق هدف جمع 750 مليون دولار تخصص للتعليم يمكن أن يؤمن مستقبل الأطفال السوريين الفارين من بلادهم وحمايتهم من عمالة الأطفال وزواج الأطفال، التي تشهد ارتفاعا ملحوظا.
وقال براون قبيل عقد مؤتمر المانحين إن الأطفال السوريين الذين يعيشون في الأردن ولبنان وتركيا من الممكن أن يتم تعليمهم باستخدام نظام الفترتين الدراسيتين بحيث يستخدم الطلاب المحليون الفصول الدراسية في الصباح والسوريون في فترة ما بعد الظهر.
ويكلف البرنامج، الذي تم تطبيقه بالفعل في لبنان، 500 دولار لكل طفل في السنة الدراسية الواحدة.
وقال براون إنه يأمل أن يخدم البرنامج مليون طفل سوري هذا العام وأن يغطي 3ر1 مليون طفل يعيشون في المنطقة بحلول العام المقبل.
وقال براون إن «هذا بصيص أمل للأطفال، حيث إن معظمهم لم يحظ بفرصة التعليم منذ أن غادروا سوريا».

هناك أشخاص «ولكن لا حياة»

أصبح عمق المعاناة في بلدة مضايا السورية، التي خضعت لحصار لمدة ستة أشهر من قبل القوات الحكومية، أكثر وضوحا أمس الأول الثلاثاء، حيث قدم مسؤولون في الأمم المتحدة تقريرا عند عودتهم بعد تسليم أول شحنة من الإمدادات إلى داخل البلدة منذ أكتوبر.
وقال طارق جاساريفيتش، من منظمة الصحة العالمية للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف إن الأمهات لم يتمكنّ من إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية والجفاف، لذلك تم تغذية الرضع بالماء والأعشاب والبطاطس.
وذكر ساجد مالك، من وكالة الأمم المتحدة للاجئين، الذي رافق قافلة المساعدات التي دخلت البلدة الجبلية القريبة من الحدود اللبنانية «هناك أشخاص في البلدة ولكن لا حياة فيها».
وتابع «الكثير من الناس يعيشون على العشب والحساء مع بعض التوابل» وقد أبلغه سكان محليون أن كيلوجراما واحدا من الأرز يكلف 300 دولار.
وذكر المتحدث باسم الصليب الأحمر باول كرزيسياك، الذي رافق أيضا قافلة المساعدات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف إن آثار الحصار على السكان كانت واضحة.
وأضاف أن الأطفال والنساء وكبار السن من الرجال الذين كان يراهم في الشوارع كانوا «شاحبين وضعفاء ونحفاء».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد في وقت سابق الثلاثاء بخروج 300 شخص من مضايا بريف دمشق .
وأشار المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه أمس، إلى وجود نحو 400 حالة مرضية، بحاجة للعلاج الفوري والعناية الصحية.
ونقل المرصد عن مصادر موثوقة في مضايا قولها إن توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية استمر حتى صباح الثلاثاء في البلدة. وكان المرصد افاد بدخول 44 شاحنة إلى بلدة مضايا، وهي 11 شاحنة محملة بالمواد الطبية، و10 شاحنات محملة بالأغطية، و23 شاحنة محملة بالمواد الغذائية .
وأشار المرصد إلى أن الشاحنات تضمنت 7800 كيس طحين، و7800 سلة غذائية تحتوي كل سلة على حمص وأرز وبرغل وسكر وزيت وفول ومكرونة وفاصولياء ودبس بندورة ومعلبات، ومن المنتظر أن يتم إدخال 80 ألف لتر من وقود التدفئة «مازوت» إلى المدينة. وحسب المرصد، دخلت هذه الشاحنات بالتزامن مع دخول 21 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى بلدتي كفريا والفوعة.