البيــت الأبيــض بين ترامــب وكلينتـــون

الحدث الخميس ٠٥/مايو/٢٠١٦ ٠٨:١١ ص
البيــت الأبيــض بين ترامــب وكلينتـــون

واشنطن –– وكالات

أعلن رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبس أن دونالد ترامب هو المرشح المفترض للحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، وذلك بعد انسحاب أقرب منافسيه تيد كروز من السباق.

وكتب بريبس على تويتر: «نحتاج جميعا إلى الوحدة والتركيز على هزيمة هيلاري كلينتون»، الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي. ويشهد الحزب الجمهوري انقساما كبيرا حول ترشح ترامب حيث أعلن عدد من الأعضاء البارزين أنهم لن يدعموه أبدا.

ملامح السباق تتكشف

تمكن الملياردير الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء من استبعاد تيد كروز، آخر منافس جدي له في الحزب الجمهوري، عن السباق الرئاسي ليصبح المرشح شبه المؤكد للحزب لخوض انتخابات نوفمبر في مواجهة الديمقراطية هيلاري كلينتون على الأرجح.

وفاز ترامب في ولاية انديانا الثلاثاء بـ 53 % من أصوات الجمهوريين مقابل 37 % لسناتور تكساس تيد كروز الذي أعلن تعليق حملته، معتبرا أن ترشيحه غير قابل للاستمرار أو تحقيق تقدم.

وفي ختام حملة استثنائية استمرت عشرة أشهر ونصف الشهر، يكون ترامب استبعد 15 مرشحا بينهم حكام ولايات أو أعضاء مجلس شيوخ أو رؤساء مؤسسات من أصحاب الكفاءات الذين لم يتمكنوا أن يقفوا في وجه رجل الأعمال الذي يفتقر للخبرة السياسية. وقال ترامب في خطاب اتخذ طابعا تصالحيا في برج ترامب في نيويورك «نريد توحيد الحزب الجمهوري»، مهنئا في الوقت نفسه تيد كروز. ووعد بمواجهة هيلاري كلينتون.
وخلص دونالد ترامب إلى القول «سنعيد لأمريكا عظمتها. وسنفوز في نوفمبر، سنحقق فوزا كبيرا»، مضيفا «ستعتزون بهذه البلاد كثيرا، في وقت قريب جدا». ولا يزال جون كاسيك، حاكم ولاية أوهايو الجمهوري، في السباق في منافسة ترامب. ووعد بالاستمرار بحملته حتى موعد انعقاد مؤتمر الحزب في كليفلاند في يوليو.
لكن في ظل عدم وجود منافس جدي، أصبح من المرجح أن ينال الملياردير ترامب غالبية أصوات المندوبين الـ 1237 المطلوبة لنيل ترشيح الحزب رسميا من أجل خوض الانتخابات في نوفمبر تلقائيا بنتيجة آخر تسع عمليات اقتراع ضمن الانتخابات التمهيدية التي تجري حتى السابع من يونيو.
وقد نال حتى الآن أصوات 1053 مندوبا.

فشل مناهضي ترامب -

وأنديانا كانت إحدى آخر فرص كروز الأمل الأخير لحركة مناهضي ترامب، لإثبات جدارته. ونزل كروز بكل ثقله في هذه الولاية، لكن الناخبين الجمهوريين خذلوه. وبالرغم أو بفضل شخصيته الصدامية تزايدت شعبية ترامب بين الجمهوريين، رغم أنه يظل شخصية ينقسم الأمريكيون بشأنها بشكل عميق.
وبحسب استطلاع وطني لقناة إن بي سي فإن ترامب يلقى دعم 56 في المئة من الناخبين الجمهوريين وهو رقم في تصاعد مستمر وكان هذا الرقم 39 في المئة في بداية مارس. وإزاء نجاح ترامب يبدو أن هياكل الحزب الجمهوري بدأت تستسلم أكثر فأكثر لفكرة أن يمثل ترامب الحزب في الانتخابات الرئاسية.

حزب جمهوري منقسم

ودعا رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس الجمهوريين إلى أن يتوحدوا حول دونالد ترامب، راضخا بذلك إلى واقع عدم تمكن أي مرشح من وقف تقدم الملياردير الأمريكي. وفي حال كانت المنافسة بين ترامب وكلينتون في الانتخابات الرئاسية، فإن السيدة الأولى السابقة (68 عاما) ستكون الأوفر حظا بالفوز، بحسب آخر استطلاعات الرأي.
ونالت 47 % من نوايا تصويت الأمريكيين مقابل 40,5 % لدونالد ترامب، بحسب معدل آخر ستة استطلاعات رأي.

وأعطى مدير حملة وزيرة الخارجية السابقة جون بوديستا لمحة عن المعركة المقبلة للديمقراطيين. وقال «لقد اثبت دونالد ترامب أنه ليس شخصية يمكن أن يلتف الأطراف حولها، وليس لديه الطبع المناسب لإدارة بلادنا والعالم الحر»، مشيرا إلى تحديات الأمن الوطني.

وقال «دونالد ترامب يشكل رهانا محفوفا بالمخاطر الشديدة». ورغم ملايين الدولارات من النفقات والدعم من الشخصيات المحافظة، لم تتمكن الجبهة المعارضة لترامب من إيجاد أصداء تأييد فاعلة.

وحقق ترامب الانتصار تلو الآخر بدون أي تغيير في تكتيكه. وهو حاضر على كل شبكات التلفزة ويقدم نفسه على أنه مفاوض بارع ويعد بإعادة الولايات المتحدة إلى مكانتها على الساحة الدولية.

وخطابه شعبوي وحمائي وانعزالي. ووعد ببناء جدار على الحدود المكسيكية لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين ويدافع عن العمال الذين نقلت مصانعهم إلى المكسيك ويهدد بالرد على الصين التي يتهمها بـ «سرقة» أمريكا.
وقال الثلاثاء «سنسترجع وظائفنا، ولن نسمح بنقل مقار المصانع».
لكن اليمين الأمريكي لم يسلم بعد بترشيح ترامب. فقد هدد جمهوريون بالتصويت لصالح هيلاري كلينتون، فيما يرغب آخرون في أن يصبح مؤتمر الحزب مفتوحا ويحظى المندوبون بحرية التصويت، إذا لم يحصل ترامب على الأصوات اللازمة من الدورة الأولى.

وقال لاري ساباتو من جامعة فرجينيا «ترامب بدأ الحملة العامة من موقع ضعيف. فكيف سيتمكن من مصالحة بقية الحزب؟ المؤشرات الأولى سيئة. إن النواة الثقافية للحزب الجمهوري لا تزال معارضة له بشدة».

كلينتون تستعد للمواجهة

من جانب الديمقراطيين، يبدو الترشيح الرسمي محسوما لهيلاري كلينتون إلا في حال حصول مفاجأة في اللحظة الأخيرة. لكنها منيت الثلاثاء بهزيمة في مواجهة سناتور فيرمونت بيرني ساندرز الذي فاز بحوالي 53 % من الأصوات في انديانا.

لكن فوزه هذا غير كاف لكي يحصل على أصوات المندوبين اللازمة من أجل مواجهة كلينتون. فقد نالت كلينتون حتى الآن أصوات 2215 مندوبا للحزب الديمقراطي مقابل 1442 لساندرز. والغالبية المطلوبة هي 2383.

وقال ساندرز الثلاثاء «السيدة كلينتون تظن أن الحملة انتهت. لكن لدي أنباء غير سارة لها». وسيكون نجاح الاشتراكي الديمقراطي ساندرز لدى شريحة الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما التحدي الأكبر الذي ستواجهه كلينتون في مرحلة ما بعد مؤتمر الحزب. وحققت وزيرة الخارجية السابقة أكبر نجاحاتها لدى شريحة السود والنساء والمسنين. وتقوم استراتيجيتها على توحيد اليسار حول برنامج تقدمي ورسالة تعاطف. وقالت في مقابلة مع شبكة «ام اس ان بي سي»، «أريد فعلا التركيز على الانتقال نحو الانتخابات الرئاسية»، مضيفة «الحملة ستكون قاسية جدا ضد مرشح يقول الشيء ونقيضه».