استئناف محادثات السلام اليمنية

7 أيام الخميس ٠٥/مايو/٢٠١٦ ٠٨:٠٣ ص
استئناف محادثات السلام اليمنية

الكويت – – وكالات
استأنف وفدا الحكومة والمتمردين اليمنيين أمس الأربعاء المباحثات المباشرة في الكويت بعد تعليق الوفد الحكومي منذ الأحد مشاركته فيها احتجاجا على سيطرة المتمردين على قاعدة عسكرية، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال شربل راجي، المتحدث باسم موفد الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لوكالة فرانس برس أن الجلسة «بدأت بحضور كل الأطراف، بمن فيهم الوفد الحكومي».

يأتي ذلك غداة إعلان الموفد الدولي أن المباحثات المباشرة ستستأنف «أمس الأربعاء في جلسة عمل مشتركة لمتابعة جدول الأعمال المتفق عليه».
وهذه الجلسة هي الثانية من نوعها فقط منذ انطلاق جولة المباحثات في 21 ‏أبريل. وعقدت الجلسة المشتركة الأولى السبت، إلا أن وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي أعلن الأحد تعليق مشاركته احتجاجا على سيطرة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على معسكر لواء العمالقة في محافظة عمران (شمال). وسيطر المتمردون السبت على المعسكر من دون مقاومة تذكر.
وأوضح الموفد الدولي أن استئناف المباحثات يأتي بعد «الاتفاق على أن تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الأوضاع الشائكة ميدانياً وتقديم تقارير عنها للجهات المعنية»، وأن الأطراف اتفقوا على «أن تقوم هذه اللجنة بتقصي الأوضاع في لواء العمالقة وإعداد تقرير في غضون 72 ساعة عن أحداث الأيام الأخيرة، مع توصيات عملية يلتزم الأطراف بتنفيذها لمعالجة الأوضاع».
وبدأ منتصف ليل 10-11 أبريل، تنفيذ وقف لإطلاق النار تمهيداً لانطلاق مباحثات السلام في الكويت. إلا أن هذا الاتفاق تعرض لخروقات من الجانبين، تبادل الطرفان الاتهام بالمسؤولية عنها. وتأخر انطلاق المباحثات ثلاثة أيام عن موعدها المحدد، بعد امتناع وفد المتمردين عن المشاركة في غياب ضمانات لاحترام وقف النار.

ضمانات

وربط الوفد الحكومي الأحد عودته عن تعليق مشاركته بتوفير «ضمانات بأن الحوثيين سيوقفون خروقاتهم لوقف إطلاق النار وسينسحبون» من لواء العمالقة.

وعقد الموفد الدولي خلال اليومين الفائتين سلسلة لقاءات منفصلة مع الوفدين المفاوضين، إضافة إلى شخصيات سياسية ودبلوماسية.
وفي بيانه الثلاثاء، خص ولد الشيخ أحمد بالشكر وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني «لجهودهما الحثيثة خلال اليومين الفائتين ودعمهما المستمر لمشاورات السلام».
وتأمل الأمم المتحدة أن تتوصل المباحثات إلى حل للنزاع المستمر منذ أكثر من عام بين الحكومة والمتمردين، والذي أدى بحسب أرقامها إلى مقتل أكثر من 6400 شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، منذ بدء التحالف العربي تدخله لصالح قوات هادي نهاية مارس 2015.
كما أدى النزاع إلى تهجير زهاء 2,8 مليوني شخص، وأوضاع مأساوية في مناطق عدة منها تعز (جنوب غرب) المحاصرة من قبل المتمردين.

بيان دولي

من جهتها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان أن «على المشاركين في محادثات سلام اليمن مساندة التحقيقات الدولية ومساعي العدالة الانتقالية وتعويض الضحايا باعتبارها العناصر الأساسية لأي اتفاق يبرم».

واعتبرت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك، أن النزاع اتسم «بانتهاكات عديدة لقوانين الحرب من قبل جميع الأطراف، وهي انتهاكات لم يتم التحقيق فيها ولم تؤد لأي إنصاف لضحايا الهجمات غير القانونية».
واتهمت المنظمة التحالف بشن «غارات جوية عشوائية ضد أحياء سكنية، وأسواق، ومنشآت مدنية أخرى، ما أدى لمقتل وإصابة مئات المدنيين»، بينما ارتكبت جماعات المتمردين «انتهاكات عديدة أثناء عملياتها البرية».
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جو ستورك «من المهم أن تتطرق محادثات سلام اليمن لفظائع الماضي بقدر تناولها ترتيبات المستقبل السياسية»، مؤكداً أهمية «وضع آلية للتحقيق في الانتهاكات وملاحقة الجناة ومساعدة الضحايا».

«المكلا» تتنفس الصعداء

بدأت مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن تستعيد نمط الحياة الطبيعية بعدما طردت القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، عناصر تنظيم القاعدة الذين سيطروا عليها لزهاء عام، عاش خلاله السكان في ظل الخوف وقيود اجتماعية متشددة.

ولا تزال شوارع المدينة الساحلية التي يقطنها قرابة مئتي ألف نسمة، وهي مركز محافظة حضرموت، تضم شواهد على القوانين التي فرضها التنظيم والشعارات التي رفعها وأرغم السكان على الالتزام بها.
وسيطر الجهاديون على المدينة ومناطق أخرى في ساحل حضرموت مطلع أبريل 2015. ومنذ 24 أبريل، تخلو المكلا وجوارها من أي وجود علني لهم بعد عملية واسعة للقوات الحكومية شاركت فيها قوات خاصة سعودية وإماراتية منضوية في التحالف الذي تقوده الرياض منذ مارس 2015 دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويقول مجاهد الحيقي (22 عاماً)، وهو أحد سكان وسط المكلا، عن الفترة التي سيطرت فيها القاعدة، «كان عاما عشنا فيه الخوف والرعب».
ويوضح لوكالة فرانس برس أنه، إضافة إلى الخوف من الاعتقال والدمار الناتج عن الحرب، «كان خوفنا أيضاً من استقطاب أبناء حارتنا لتجنيدهم إلى صفوفه والتأثير عليهم داخل المساجد». وتشير لميس الحامدي من سكان المكلا، إلى أن عناصر تنظيم القاعدة «قاموا بالتضييق على الحريات وضيقوا الخناق من خلال الاعتقالات ومضايقة النساء في الشوارع».
وفرض الجهاديون على النساء «ارتداء الزي الشرعي، ووزعوا منشورات في الطرق تحدد هذا الزي، وتم إلزام جميع متاجر الملابس بالتعليمات الشرعية» خصوصاً لجهة بيع العباءات والرداء الطويل.
ولا تزال في المدينة شعارات رفعها الجهاديون، منها «صوني أيتها المؤمنة الشريفة جسمك الطاهر من اعتداء الاعين الباغية وحصّنيه بالاحتشام».
- منع الموسيقى والأفلام - وفرض عناصر القاعدة هذه القواعد بالقوة والترهيب.
ففي مطلع يناير، اقدم مسلحون من التنظيم على رجم امرأة حتى الموت بتهمة الزنى والقوادة في المكلا. وفي أغسطس، قاموا بجلد عشرة رجال بتهمة الكفر وشرب الكحول وتعاطي المخدرات في بلدة الشحر القريبة من المكلا، والتي كانت أيضاً تحت سيطرتهم.
كما حظر التنظيم نبتة القات المخدرة في المكلا، ودمر مزارات واضرحه إسلامية قديمة، ما أثار غضب السكان.