قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ١٦/أغسطس/٢٠٢٢ ٠٩:٣٥ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

العُمانية- الشبيبة 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بأزمة المناخ واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال الانفصال أو استغلال الوقت بالإضافة لدور العملات المشفّرة وتقنيات "البلوكتشين" في العمل الخيري.

فصحيفة "اكسبريس تريبيون" الباكستانية نشرت مقالًا حول قصة تغير المناخ بعنوان: "الأبطال والأشرار في تغير المناخ" بقلم الكاتب "عمران جان" الذي سرد من خلاله بداية نشأة هذه الظاهرة ومن الذي تسبب بها، بالإضافة للأشخاص الذين يسعون للتخفيف من آثارها.

استهل الكاتب مقاله بتوضيح نظرة الناس للأبطال والأشرار في الأفلام حيث إن الأشرار عادةً ما يكونون من الأثرياء الذين يتمتعون بجميع الصلات مع الأشخاص الأقوياء، وفي المقابل، شخصية البطل تتجسد دائمًا في ذلك الرجل المسكين الذي ستكون له شخصية تقية وليس لديه جشع ويساعد الضعيف دائمًا.

ويرى الكاتب أن قصة تغير المناخ لا تختلف كثيرًا، فهناك أبطال وأشرار في هذه القصة، وأنه على غرار الأفلام، كان الأشرار ينتصرون ماديًّا في هذه القصة.

وقال الكاتب: "تاريخيًّا، واجه العلماء الذين أطلقوا صافرة انبعاثات الكربون، وأولئك الذين حاولوا رفع مستوى الوعي حول كيفية قتل محركات احتراق الكوكب، الهجمات القاسية والأكثر شراسة على عملهم وحتى حياتهم الشخصية، لقد ظلوا مجهولين للعالم على الرغم من عملهم العظيم الذي كان من أجل إنقاذ البشرية".

ويعتقد الكاتب أن الأشخاص الذين يعملون في قطاع النفط والغاز كالمديرين التنفيذيين ومن في حكمهم يتمتعون بحياة فارهة إذ يقودون أغلى السيارات ويعيشون في أغلى المجمعات السكنية في الأحياء الراقية على الرغم من أنهم هم السبب الأكبر وراء تغير المناخ.

وأوضح أن هؤلاء الأشخاص لديهم بصماتهم على حرائق الغابات والجفاف والاحترار الكوكبي وتناقص التنوع البيولوجي وموجات الحر والفيضانات الشديدة والأمطار الغزيرة.

في المقابل، دعانا الكاتب لنلقي نظرة على أشخاص آخرين وصفهم "بالأبطال" الذين قاموا بإطفاء الحرائق التي تسبب بها الأشخاص الآنف ذكرهم.

وحول فئة الأبطال، قال الكاتب: "لا يستطيع العديد من رجال الإطفاء، في الولايات المتحدة على سبيل المثال، الذين قاموا بدورٍ مباشرٍ في إخماد بعض حرائق الغابات الأخيرة، شراء منزل لائق بدخلهم، فالكثير منهم ممن خاطروا بحياتهم يعيشون خارج سياراتهم وبعيدًا عن عائلاتهم حتى يتمكنوا من كسب الدخل من إطفاء الحرائق الناجمة عن بيع النفط واستهلاكه".

من جانبها، نشرت صحيفة "اليابان اليوم" مقالًا بعنوان: "لماذا من المهم التفكير في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال الانفصال أو استغلال الوقت بدلًا من الإدمان" بقلم الكاتبة "أماندا بوجان" وهي طالبة دكتوراه في جامعة واشنطن.

في بداية المقال، سردت الكاتبة تجربتها مع الإغلاقات التي فرضتها جائحة كورونا وكيف قضت معظم وقتها على منصات التواصل الاجتماعي لساعات طويلة دون أن تدرك طول هذه الفترة.

وأوضحت الكاتبة أن هذه التجربة حفزتها على تصميم دراسة لاختبار نظرية ماذا لو، بدلًا من أن يصبح الأشخاص "مدمنين" على وسائل التواصل الاجتماعي- كما يصف المستخدمون غالبًا تفاعلهم المفرط - فإنهم في الواقع ينفصلون، أو يصبحون منخرطين للغاية بحيث يستغلون الوقت؟

وقالت الكاتبة إن هناك تجارب يومية مشتركة للانفصال، والتي تنطوي على قصر الانتباه على نطاق ضيق حيث يمكن أن يكون التفكك اليومي سلبيًّا أو نشطًا.

وأضافت: "أحلام اليقظة العفوية هي شكل من أشكال التفكك السلبي، بينما قراءة الكتاب هي مثال على الانفصال النشط في كلتا الحالتين، يمكن أن تنغمس في خيال أو قصة بحيث ينتهي الوقت وتفقد ما يحيط بك فقد لا تتمكن من سماع شخص ينادي اسمك من غرفة أخرى".

وبيّنت الكاتبة أنه عادةً ما يُصنف سلوك شرود الذهن أثناء استخدام الهاتف على أنه إدمان للهواتف الذكية ومع ذلك، بدأ الباحثون في مقاومة رواية الإدمان لوصف الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، موضحين أن السلوك - حتى لو كان مصدرًا للقلق - لا ينبغي اعتباره إدمانًا إذا تم تفسيره بشكل أفضل من خلال اضطراب أساسي، فهو اختيار متعمد أو جزء من استراتيجية التكيف.

وترى الكاتبة أن ممارسة أي لعبة إلكترونية لمدة ثلاث ساعات في اليوم ليس بالضرورة اعتبارها نوع من الإدمان، مؤكدةً أن الانفصال التام الذي يشعر به الناس عن محيطهم والشعور بمرور الوقت هو ظاهرة مثيرة للاهتمام يجب استكشافها.

ولفهم ما إذا كان الأشخاص ينفصلون أثناء استخدام هواتفهم، وجدت الكاتبة في دراستها أن الانفصال حدث لدى ما يقرب من نصف المشاركين فيها، وغالبًا ما عبروا عن شعورهم بخيبة الأمل بعد ذلك، قائلين إنهم كانوا يفضلون الانخراط في نشاط مختلف مع مقدار الوقت الذي أمضوه على الإنترنت ومع ذلك، قال البعض إن وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي كان مفيدًا لهم، وأن حقيقة أنهم كانوا يتواصلون مع أناس حقيقيين كانت ذات قيمة، حتى لو انفصلوا.

خلاصة القول في نظر الكاتبة: "يمكن أن يساعد فهم الإفراط في استخدام الوسائط الاجتماعية كنتيجة ثانوية للانفصال، بدلًا من الإدمان، في إزالة وصمة استخدام الوسائط الاجتماعية مع تمكين المستخدمين ويساعد هذا التأطير أيضًا في تفسير سبب وجود وسائل التواصل الاجتماعي في موقف متناقض، إذ إن الناس لديهم علاقات محبطة مع منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يرغبون في تركها في الوقت نفسه".

من جانب آخر، نشرت صحيفة كوريا تايمز مقالًا بعنوان "العملات المشفّرة تعيد تعريف العمل الخيري" بقلم الكاتب "دانييل شين".

وقال الكاتب في بداية المقال إن العمل الخيري يعد من القطاعات الضخمة، إذ وصل حجم التبرعات إلى 485 مليار دولار في عام 2021 بالولايات المتحدة الأمريكية وحدها وهو ما يشكل نسبة ارتفاع بمقدار 4 بالمائة على أساس سنوي رغم تحديات جائحة كوفد-19 واستشراء عدم اليقين نحو المستقبل.

وتحدث عن أهمية العمل الخيري في الجوانب الاجتماعية، إذ لا يقتصر العمل الخيري على توفير التمويل الضروري فحسب بل هو أداة توفر الدعم اللازم من أجل التغيير الاجتماعي، موكدًا بذلك على أهمية تثقيف الأجيال الناشئة في هذا الصدد لتكون مجهزة بالمعرفة والخبرة والمهارات اللازمة للانخراط في مختلف القضايا الاجتماعية عن طريق العمل الخيري.

وفي رأي الكاتب يجب أن تهدف الأعمال الخيرية لتهيئة قادة المستقبل وإشراك الأشخاص الذين يواجهون مشكلات اجتماعية لتحقيق تطلعاتهم الشخصية والإسهام في المنفعة العامة.

وأشار الكاتب في هذا الصدد لدور العملات المشفّرة وتقنيات سلسلة الكتل "بلوكتشين"، حيث تقوم مجموعة من الرواد في هذا المجال بالتبرع بالعملات المشفّرة لدعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مبينًا أن غالبية المتبرعين بهذه العملات المشفّرة هم من فئة الشباب ذوي المداخيل المالية المرتفعة، وهذا من شأنه أن يلهم الأجيال الشابة.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: إن تقنيات البلوكتشين تتيح للمانحين فرصة للإسهام بسهولة في أنشطة المشاريع التي يدعمونها ومراقبة تطوراتها، وهذا هو السبب الذي يجب أن يدعوا قادة المنظمات غير الربحية في قطاع التعليم للنظر في شأن قبول مثل هذه التبرعات الرقمية، موكدًا أن دعم عقلية الاستثمار المشفّر في العمل الخيري خاصة في مجال التعليم يساعد في إنشاء رؤية جديدة نحو معالجة التحديات الاجتماعية.