العمانية - الشبيبة
تكثف وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استعداداتها في نهاية الشهر الجاري من أجل مهمة تعتبر تاريخية نظرًا إلى كونها الأولى ضمن البرنامج الأمريكي للعودة إلى القمر، ويقول ريك لابرود مدير الرحلات الفضائية إنه يعمل في ناسا منذ 37 عامًا، وإنه سيشارك في هذه المهمّة، وإنها من أكثر المهمات إثارة للاهتمام.
وللمرة الأولى منذ مهمة "أبولو" الأخيرة سنة 1972، سيتولى صاروخ هو الأقوى في العالم إطلاق كبسولة صالحة للسكن في مدار القمر قبل أن يعود إلى الأرض، ويتولى نحو عشرة أشخاص مراقبة تفاصيل انطلاق المهمة الأولى "أرتيميس 1" التي يُتوقع أن تستغرق 42 يومًا، داخل مركز هيوستن الفضائي للتحكم بالمهمات الذي حُدّث لهذه الغاية.
وتجري الفرق تدريبات منذ ثلاث سنوات على خطة المهمّة.
ويقول براين بيري الذي سيكون ضمن الوحدة المسؤولة عن مسار الصاروخ بعد إطلاقه مباشرة "إنّ هذه المهمة جديدة بالكامل، من الصاروخ إلى الكبسولة ومركز المراقبة".
ويتم تدريب رواد الفضاء وسط حوض سباحة ضخم يزيد عمقه على 12 مترًا ، ووُضع حاجز أسود يفصل من الجانب الأول مختبر الطفو المحايد التابع لناسا، والجهة الثانية محاكية لبيئة القمر يجري إنشاؤها تدريجيًّا في القاع باستخدام صخور نموذجية عملاقة تولت تصنيعها شركة متخصصة .
وتسمح المياه لرواد الفضاء بأن يختبروا شعورًا قريبًا من الإحساس بانعدام الجاذبية، وتجري التدريبات على المهمة القمرية بطريقة تتيح لهم أن يشعروا بسدس وزنهم الإجمالي فقط.
ويتلقى رواد الفضاء إرشادات من غرفة مثبتة فوق المسبح مع فارق زمني مدته أربع ثوانٍ، وهو ما سيختبرونه عند وجودهم على سطح القمر.
وقد خضع ستة رواد للتدريب فيما يعزم ستة آخرون إجراءه قبل نهاية سبتمبر القادم، مرتدين للمرة الأولى بزات ناسا القمرية الجديدة، وتستغرق التدريبات في المياه فترات قد تصل إلى ست ساعات.
ويوضح رئيس مختبر الطفو المحايد جون هاس أن "هذه المنشأة استُخدمت بشكل بارز عندما كنّا نطلق أولى المركبات الفضائية ونبني محطة الفضاء الدولية". وفي تلك المرحلة كان رواد الفضاء يجرون سنويًّا 400 تدريب وهم يرتدون البزات الخاصة بينما يُسجل حاليًّا إجراء 150 تدريبًا في السنة، إلا أن برنامج العودة إلى الفضاء يعطي زخمًا جديدًا للمنشأة.
وفي زاوية أخرى من المركز، تُجرى تدريبات باستخدام نسخة طبق الأصل من الكبسولة التي يبلغ حجمها 9 أمتار مكعبة وتتسع لأربعة ركاب.
وتقول ديبي كورث نائبة مدير مشروع كبسولة أوريون وتتولى منذ أكثر من عشر سنوات العمل عليه، إنّ رواد الفضاء "يجرون هنا تدريبات كثيرة عن الإجلاء في حالات الطوارئ"، معتبرة أنّ ما يجري يشكل لناسا "بالتأكيد" بداية "عصر ذهبي جديد".