بقلم : محمد الرواس
بعد أربعة عشر يوماً من عرض مجموعة شاملة ومتعددة لأصناف من كتب المعرفة التي احتوت على ثراء معرفي ومخزون ثقافي عظيم اسدل الستار بالأمس 8 أغسطس عن الملتقي الثقافي الرائع (معرض صلالة للكتاب بنسخته الثانية عشر) ولقد كانت فعالية بحق من أجمل فعاليات مهرجان ظفار السياحي هذا العام حيث تصدر الكتاب المشهد - بقاعة المعارض بمركز السلطان قابوس الشبابي للثقافة - حيث احتوى المعرض من خيارات واسعة ومتعددة جعلت زوار المعرض ورواده من طلبة العلم والباحثون عن الجديد في عالم الكتاب سواء من كتّاب أو أدباء أو شعراء أو مثقفون يستمتعون بما حوته وزخرت به جنبات المعرض واروقته من علوم ومعارف وثراء معرفي ؛ وبما عُرض من الأف العناوين لأشهر الكّتاب والأدباء على طاولات وارفف المكتبات ودور النشر العربية في شتى العلوم ؛ حيث اقبل على اقتناء الكتاب الجميع الصغير قبل الكبير والفتاة قبل الشاب والمسن قبل الطفل ، صحيح ان تفاعل الجماهير على معرض الكتاب لم يزداد الا في أيامه الأخيرة وما ذلك الا بسبب ما تشهده مدينة صلالة من زخم كبير للفعاليات المختلفة بسهولها واسواقها وقرب شواطئها مما اربك حركة السير بالشوارع واوجد صعوبة في التنقل.
الكتاب ذلك المحتوى الرائع بما يضمه من اخبار واسرار وروايات واحداث ، وعلوم ومعارف وثقافة وأدب يعتبر الشغف الابدي للإنسان برغم المنافسة التي يلاقيها بسبب اعراض البعض عنه والاتجاه نحو وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة التي تنقل الاخبار والاحداث باقتضاب وسرعة فائقة ، وبسبب جاذبية المحتوى البصري للمتلقي مثل اليوتيوب وغيره ، لكن يبقى الكتاب يحمل ذلك الرونق الجميل والصفات الذي نُعت بها من قديم الزمان فهو الصديق الوفي والسفينة السحرية التي تنقلنا من ميناء الي آخر وتطوف بنا جنبات الكون شرقا وغربا وشمالاً وجنوباً وعلواً الي السماء والي تحت سطح البحر وجوف الأرض ؛ نعيش فيها بالحاضر وترجع بنا للزمن الغابر وتنقلنا للمستقبل الذي لم نشهده بعد ، والكتاب بحق مثل ما يقال خير جليس لأنه للشباب نضوج وللطفل نبوغ وللكبير بالسن خير أنيس وونيس.
كان للحضور المتزايد يوماً بعد يوم لمعرض صلالة للكتاب يجعل أروقة المعرض تزداد بهجة وجمالاً حين يتوافد عليه الزوار ومحبي الاطلاع وأصدقاء الكتاب والمعرفة من مختلف المشارب والاجناس بكل حب وشغف.
لقد صاحب معرض صلالة للكتاب جملة من الفعاليات كان لها بالغ الأثر في الترويج للمعرض وتقديم جرعات من المعرفة السمعية ، ومن ابرز هذه الفعاليات المحاضرة القّيمة التي القاها الشيخ عبدالله بن علي الشحري مستشار شؤون الحج بوزارة الاوقاف عن القراءة واهميتها وحملت عنوان «القراءة ثروة الشباب « وذلك بساحة معرض الكتاب الخارجية التي امتلأت بالحضور، ولقد كان للمعرض نصيب من زيارة العديد من الكّتاب والأدباء العُمانيون منهم الكاتبة بشرى خلفان التي حظى الكثير من قُرائها بنسخ موقعة من كتابها الشهير «دلشاد» والذي كانت له فعالية مصاحبة على هامش المعرض بعنوان «كتاب من المكتبة « بإحدى قاعات المجمع.
لقد كانت المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار هي الداعم الأول والأساسي لنجاح هذه الفعالية وكافة الفعاليات عامة بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه ؛ الذي تحول لخلية نحل بتعدد انشطته وفعالياته ، ولقد قامت المديرية مشكورة بإفساح المجال لكل صاحب مبادرة أو فكرة ان يشارك بها من خلال برنامجها الكبير الناجح بامتياز « موسم ظفار الثقافي» الذي لا تزال انشطته مستمرة ينهل منها الجميع كلاً حسب شغفه واهتماماته.