العمل التطوعي رسالة سامية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٨/أغسطس/٢٠٢٢ ٠٨:٤٣ ص
العمل التطوعي رسالة سامية

بقلم :محمد بن رامس الرواس

قال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين"

كان ولا يزال العمل التطوعي الاجتماعي فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها فقاموا بهمنذ بدء الخليقة في ظل الظروف الصعبة لمعيشتهم وحماية لمجتمعاتهم خاصة عند حدوث الاخطار التي تصيبهم ، ولما جاء ديننا الاسلامي الحنيف وضع للعمل التطوعي الاجتماعي اطر وحث عليه ودعا اليه ، وجعله أحد القيم الهامة بالمجتمع المسلم وربطه بمقاصد الشريعة من أجل واقعتتبلور فيه اسمى معاني الألفة والتعاضد والتكافل لما له من آثار اجتماعية غاية في الاهمية حيث يلتحم أبناء المجتمع الواحد بعضهم ببعض وتتكون بالمجتمعات انبل سبل التواصل في ظل العمل التطوعي خاصة عند حدوث الكوارث والازمات والمحن .

إن العمل التطوعي الاجتماعي واحد من أهم قضايا المجتمع الإنسانية لما له من نتائج إيجابية في تنمية وتعزيز قدرات افراد المجتمع خاصة فئة الشباب منهم عندما يمارسونه بشكل منظم في ظل اطر قانونية تنهض بالهمم وترقي بالفكر وتسمو بالانتماء وتصقل بالسلوكيات والمهارات وعلى راسها القيادة والابداع ، وتتوطد العلاقات بين افراد الوطن الواحد وتزداد روابطهم .

فضلاً عن ذلك كله إن العمل التطوعي يُنمي ويكشف عن القدرات الكامنة والفطرة السليمة بالفردوليس أدل على ذلك من النتائج الإيجابية التي تعود على المجتمع والفوائد التي يحصدها الوطن حين تنتشر ثقافة العمل التطوعي ؛ وهناك الكثير من الدول أهتمت بترسيخ قيم العمل التطوعي ووضعته ضمن أهدافها وبرامجها فنشأ الشباب على حب العمل التطوعي، ولقد افادت احدى الدراسات في هذا الشأن ان الولايات المتحدة الاميركية بلغ عدد الملتحقين ببرامج العمل التطوعي من طلاب الجامعات والكليات ما يزيد عن 3.3مليون طالب وذلك في عام 2005م .

لقد أكدت أدبيات العمل التطوعي ان العلاقة تزداد وتتوطد بين أفراد المجتمع عند شيوع وانتشار العمل التطوعي الاجتماعي بين افرادها، وتزداد وتنمو الصفات الشخصية لمنتسبي العمل التطوعي فيكتسبون المهارات القيادية والابداع خاصة لدى فئة الشباب والطلبة بشرط الالتزام والاستمرارية والانشطة المتواصلة للعمل التطوعي .

2

العمل التطوعي شكل من اشكال الخير" وافعلُوا الخَير لعلّكُم تُفلحُون "(الآية الحج 77) ومقصد من مقاصد المنفعة للناس "خير الناس أنفعهم للناس" (حديث شريف) سواء بالمال او الوقت، اكان ذلك معنوياً او عينياً ، ويكون العمل التطوعي دون مقابل سواء فردياً او جماعياً ودون انقياد او شرط لمقدم الخدمة الاجتماعية سواء اكانت للمحتاج او أبن السبيل او الايتام أو المرضى او غيرهم من المحتاجين والمعوزين ، وقت الكوارث والازمات او لسد ثغرة من حاجات المجتمع ومنها المجال البيئي وغيره .

ولقد نظمت سلطنتنا الحبية العمل الاجتماعي فأنشئت له القوانين وفتحت مجالاته لكافة انواع الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية للقيام بواجبها الوطني والتي يزيد عددها اليوم عن 43 جمعية خيرية واطرتها بالنظم التي تكفل لها القيام بواجبها على اكمل وجه ، ولقد كان لوزارة الشؤون الاجتماعية وجمعيات المرأة العُمانية الريادة في هذا المجال منذ فجر النهضة المباركة 1970، ولقد سنت الوزارة التشريعات المناسبة للجمعيات والعمل التطوعي عامة هادفة الي تجنب الأثار السلبية التي قد تحدث في هذا المجال الحيوي ، ولقد جاءت "جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي 2011م" لتتوج العمل التطوعي بالسلطنة وتكون أيقونة عطاءيقاس من خلالها مدى تفاعل المجتمع وتحقيقه للأنشطة التطوعية بالسلطنة.

3

ختاماً ان البعد النفسي والروحي للمتطوع الذي يقوم بهذه المهمة الإنسانية العظيمة تجاه اسرته وجيرانه ومجتمعه ووطنه بكل همة واخلاص لله تدفعه من اجل ذلك فطرته السليمة وحبه للخير طالباً الثواب والاجر من المولى عزوجليكسبه سعادة نفسية واطمئنان وراحة لا يشعر بها غيرهم.