قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الاثنين ٠١/أغسطس/٢٠٢٢ ٠٩:٢٢ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالخطط العالمية للقضاء على مرض نقص المناعة المكتسبة وحماية شبكة المعلومات من القراصنة، إضافة لموضوع التبعيات الاقتصادية والسياسية.

فصحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية نشرت مقالًا بعنوان "إن الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشرية في خطر" بقلم الكاتب "كريتايوان بونتو".

تحدّث الكاتب في بداية مقاله عن اجتماع قادة دول العالم في العام الماضي في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك والذين اتّفقوا خلاله على إعلان سياسي رائد بشأن فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".

وبحسب ما ذكره الكاتب، فإن الإعلان عبارة عن خطة تصدي لأوجه عدم المساواة التي تؤدي إلى انتشار الوباء وستقلل بشكل كبير من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية والوفيات المرتبطة بالإيدز بحلول عام 2025 وستنهي هذا المرض باعتباره تهديدًا صحيًّا عالميًّا بحلول عام 2030.

وأضاف: على الرغم من كون الخطة طموحة في ظاهرها، فإن دول العالم لا تسير في المسار الصحيح لتحقيق أهداف هذه الخطة، مُستشهدًا بأحدث البيانات الصادرة في تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك الجديد المعني بفيروس نقص المناعة البشرية التي أظهرت أن العالم ليس في طريقه لإنهاء الإيدز بحلول عام 2030.

وتطرّق الكاتب لهذه البيانات قائلًا: "يعد الانخفاض بنسبة 3.6 في المائة في الإصابات العالمية بفيروس نقص المناعة البشرية في عام 2021 هو أصغر انخفاض سنوي منذ عام 2016. وفي المسار الحالي، من المتوقع أن يكون هناك 1.2 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في جميع أنحاء العالم في عام 2025، أي أعلى بثلاثة أضعاف من الهدف البالغ 370 ألفًا".

وأضاف أن أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية شهدت زيادات في الإصابات السنوية بفيروس نقص المناعة البشرية على مدار عدة سنوات، مبينًا أن انتشار العدوى في هذه المناطق يُنذر بالخطر الجسيم.

ويرى الكاتب أن جائحة كوفيد والأزمة الاقتصادية العالمية تسبّبتا في إيجاد رياح معاكسة غير عادية تهدّد الاستجابات الوطنية للإيدز، وقال في هذا الجانب: "التضامن العالمي أخذ في التلاشي، والبلدان الأكثر ثراءً تقلل أو تعيد توزيع الميزانيات الإنسانية في حين أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مثقلة بسداد الديون وتضطر إلى تقليص الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم".

وأكّد الكاتب في ختام مقاله على أن التكلفة البشرية والمالية لعدم إنهاء الإيدز بحلول عام 2030 ستفوق بكثير تكلفة الإجراء الفوري والضروري لتغيير مسار الخطط والاستراتيجيات للكثير من البلدان.

من جانبها، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان "حماية شبكة المعلومات من قراصنة الإنترنت" بقلم الكاتب "أندرو شيكيار" الذي أكّد من خلاله على أهمية تضافر الجهود للحفاظ على أمان وسلامة الإنترنت حتى يتمكّن الجميع من الاستمرار في الاستفادة منها لسنوات قادمة.

وتحدّث الكاتب في بداية مقاله عن اليوم العالمي للشبكة العنكبوتية الذي يوافق اليوم "الأول من أغسطس من كل عام"، مشيرًا إلى أن هذا الاحتفال السنوي يأتي للاحتفاء بالإنترنت والفوائد العديدة التي جلبها لحياتنا.

وأوضح أن بيانات الاعتماد القائمة على المعرفة، مثل كلمات المرور، يمكن قراءتها من قِبل الإنسان ويمكن اختراقها وسرقتها والتلاعب بها من قِبل مجرمي الإنترنت من خلال التصيّد الاحتيالي وغيرها من الطرق، مبيّنًا أن ممارسات الأمن السيبراني السيئة للمستخدمين تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة.

وتطرّق الكاتب لدراسة أجرتها جامعة برينستون في الولايات المتحدة والتي أظهرت أن 75 بالمائة من أشهر مواقع الويب باللغة الإنجليزية في العالم تسمح للأشخاص باختيار كلمات المرور الأكثر شيوعًا. في المقابل، للحصول على طبقة أمان إضافية، اعتمدت العديد من المؤسسات مصادقة متعددة العوامل مثل كلمة المرور لمرة واحدة عبر الرسائل النصية القصيرة (أو تي بي).

ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن الـ (أو تي بي) تعد أفضل من كلمات المرور وحدها، إلا أنها يمكن انتزاعها من أيدي المستخدمين من قِبل قراصنة الإنترنت بطرق وحيل متعددة.

وأكّد على ضرورة أن تكون المصادقة الآمنة المشفرة والقائمة على الملكية هي المسار المفضّل للمُضي قُدُمًا، بما في ذلك القياسات الحيوية على الجهاز أو مفاتيح الأمان المادية المقاومة للهجمات عن بُعد، ولهذا السبب قامت بعض الهيئات الصناعية بتوحيد تقنيات المصادقة هذه على مدار السنوات القليلة الماضية، مما أدّى إلى دعم حلول المصادقة هذه في كل مستعرض ويب وجهاز ونظام تشغيل.

من جانب آخر، طرح الكاتب "كريم ألكين" في مقاله الذي جاء بعنوان "عالم التبعيات العالمية" ونشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، عدة تساؤلات مثل: هل يواجه الاقتصاد العالمي والنظام السياسي حربًا باردة جديدة؟ هل ندخل فترة توتر متعدد الأقطاب هذه المرة؟

وقال الكاتب إن مثل هذه الأسئلة يتم التعامل معها على نطاق واسع في جميع المنصات الدولية، من المنصات الإعلامية إلى مراكز الفكر.

وأوضح أنه خلال الحرب الباردة الأولى، لم تكن هناك تجارة عالمية مكثفة بين البلدان، حيث كان بإمكان الدول أن تعيش مع الموارد الطبيعية المحلية والفرص قدر الإمكان.

ويعتقد الكاتب أن تلك الفترة كانت وقت النضال من أجل التنمية لذلك لم يكن "نقاش التبعية" بين البلدان على جدول الأعمال وتجلّت التعبئة في التجارة العالمية بشكل رئيس في الثمانينيات.

وفي المقابل، يرى الكاتب أننا اليوم نناقش فترة حرب باردة جديدة متعددة الأقطاب محتملة في جغرافيا واسعة جدًا، بما في ذلك منطقة المحيط الأطلسي وأوراسيا وآسيا والمحيط الهادئ، وعلى عكس حقبة الحرب الباردة السابقة، نوقشت الفترة الجديدة تحت مفهوم "عالم التبعيات العالمية"؛ لأن هناك تبعية اقتصادية وتجارية معقدة للغاية بين الأطراف لنوع جديد محتمل من الحرب الباردة.

وتمثّل الأزمة الأوكرانية في وجهة نظر الكاتب تطوُّرًا جديدًا أدّى إلى إشعال النقاشات وتضارب الآراء بشأن هذا الوضع، مشيرًا إلى أن العديد من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة العشرين يدركون أن هذه الأزمة أدّت إلى مستوى معيَّن من الاستقطاب.

وأكّد الكاتب في ختام مقاله على أن نموذج الاقتصاد السياسي المثالي للقرن الحادي والعشرين يجب أن يكون نموذجًا متعدد الأطراف قائمًا على الديمقراطية والثقة في النظام والحكم الرشيد، ويجب أن تكون النقطة الأساسية في هذا النموذج هي القيم المشتركة العالمية.