بقلم : محمد الرواس
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا
لَم أَجِد لي وافِياً إِلّا الكِتابا
صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب
لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني
وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا
صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً
وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا ...
أحمد شوقي
شهدنا بالأمس تظاهرة ثقافية متميزة حيث تم افتتاح معرض صلالة للكتاب بنسخته الثانية عشر بمجمع السلطان قابوس للثقافة والترفيه وذلك ضمن فعاليات ومناشط موسم ظفار الثقافي والرياضي الذي تقيمه المديرية العامة للثقافة .
ومعرض صلالة للكتاب في حلته الجديدة البهية الذي أقيم بالأمس 25 يوليو الجاري كان شعلة نور من أنوار المعرفة اضاءت أفاق رحبة ليجتمع القراء والأدباء والزوار والمثقفين والمهتمين بالشؤون الأدبية والتاريخ والجغرافيا وكافة مناحي العلوم تحت مظلة واحدة بمدينة الرذاذ صلالة ، مشكلاً المعرض مساحة فكرية للتأمل والاطلاع بسكينة وهدوء وراحة بال لمن ينشد عن ذلك.
تنوعت الإصدارات والعناوين بين جنبات المعرض وتوزع الناشرين وأصحاب المكتبات الذين تجاوز عددهم 55 مكتبة وناشر؛هذا بجانب منصات ضيوف شرف المعرض منهم مجموعة مسقط للإعلام متمثلة بصحيفة وإذاعة الشبيبة وفرع جمعية الكتاب والادباء بمحافظة ظفار وغيرهم ممن أبى أن لا يشارك بهذه البهجة المعرفية ويتفاعل معها.
قبل بدء الافتتاح الذي رعاه صاحب السمو السيد مروان بن تركي ال سعيد وزير الدولة ومحافظ ظفار كانت إذاعة الشبيبة «اف ام « تلتقي بالكّتاب والأدباء لتستطلع اراءهم ومشاركاتهم وتنقل مباشرة خلجات مشاعرهم واحساسهم بهذه التظاهرة الثقافية بعد توقف دام ما يقرب عامين بمحافظة ظفار ؛ مما جعل الجميع يقبل ويشارك ويبادر بكل شغف سواء باقتناء الكتاب أو متعة الزيارة للمعرض أوالتجوال والاستمتاع بمطالعة اغلفة الكتب الملونة التي تشبه الزهور بحديقة أدبية غناء ورياض زاهر يشمل جميع الأذواق وجميع الفئات منهم الأطفال والكبار والشباب ؛ مما أوجد نوع من الروح المفعمة بالبهجة والسرور تنتشر بين جنبات المعرض الذي تبادلت فيها الحوارات المختلفة تحت أجواء خريفية موسمية رائعة ، فما أجمل أن تقتني كتاب وتذهب إلي الساحة الخارجية للمجمع حيث الفعاليات ومقاهي القهوة اللذيذة فتستمتع بالجلوس تحت أحدى المضلات وأنت تتصفح ما وقع عليه اختيارك.
لا يختلف أثنان أن الثقافة واحدة من أجمل متع الحياة وهي القوة الفكرية التي يتمتع بها الإنسان حيثما كان و بأية لغة كانت ، وعليه فان معرض الكتب إحدى هذه الأدوات والروافد التي يستسقي منها القاري علومه ومعارفه ليخلق من خلال ذلك ثقافته ومعارفه الخاصة به فتتعزز لديه ثقافة الحوار والعطاء التي تسهم في تشكيل شخصيته الخاصة فتزداد الجوانب الإيجابية لديه وتتعزز فيقبل على الحياة بروح طيبة وفكر ناضج.
معارض الكتاب أدوات لصناعة الثقافة الفكرية للمجتمعات لذا تنوعت وانتشرت وبذلت لها الدولة مساحات واسعة سواء من مكتبات أو معارض ووضعت لها مؤسسات ترعاها ليكون رونقها جميل وممتع سواء ثقافياً أو اقتصادياً أو سياحياً.
ختاماً تحية شكر وتقدير للأستاذ موسى القصابي مدير عام المديرية العامه للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار وكادره على كافة التسهيلات التي قدمت ولا تزال تقدم سواء للناشرين أو المشاركين أو الزوار حيث أن الهدف لديه واضح تمام الوضوح إلا وهو إنجاح المعرض بأفضل المستويات ؛ ولا يفوتنا أن نشير إلى الفعالية الجميلة قبل بدء المعرض وقصيدة الشعر الرائعة التي القيت قبل افتتاح المعرض .