أسامه الرواس: متحف « أرض اللبان » يقدم سجلًا حافلًا عن التاريخ العماني

مزاج الأحد ٢٤/يوليو/٢٠٢٢ ١٦:١٩ م
أسامه الرواس: متحف « أرض اللبان » يقدم سجلًا حافلًا عن التاريخ العماني

صلالة - خالد عرابي

يتوافد على محافظة ظفار خلال هذه الأيام المئات بل الآلاف من الزوار يوميا سواء من المواطنيين والمقيمين بالسلطنة أو السياح والزوار من خارج السلطنة وأبرزهم أشقاءنا من دول مجلس التعاون الخليجي، ويركز الكثيرون على الاستمتاع بالطبيعة الخضراء والمناخ البارد من درجات الحرارة المعتدلة و رزاز الأمطار، وصعود الجبال و السهول المكسوة بالخضرة، وقد لا يتوجهون إلى الأماكن التراثية والثقافية التي تزخر بها المحافظة .. «الشبيبة» التقت بالفاضل أسامة الرواس، مدير متحف أرض اللبان ليحدثنا عن هذا المتحف كوجهة تراثية وثقافية وسياحية مهمة في المحافظ. وأكد الرواس أن متحف أرض اللبان يعتبر الواجهة الثقافية الأولى في مدينة صلالة ولزوار محافظة ظفار عامة، وهو مسجل وموثق في قائمة التراث العالمي باليونسكو ويقدم سجل حافل عن التاريخ العماني وخاصة البحري، كما يقدم الكثير من الشواهد التاريخية على ذلك، ويضم المتحف قاعتان: هما «القاعة البحرية» وتتحدث عن المنظومة البحرية التاريخية لسلطنة عمان وكل ما يتعلق بها، وتضم السفن العمانية التي جابت بحار ومحيطات العالم منذ القدم بكل أنواعها من ساحل ظفار إلى ساحل مسندم، وكذلك أدوات صناعة السفن العمانية عن طريق شد الحبال وهي الطريقة التقليدية القديمة، وأيضًا بعض العلاقات الدولية القديمة بين السلطنة وكثير من دول العالم وكذلك بعض الكتب التي توثق تاريخ عمان البحري ومنها الكتب التي تمثل أمجاد وشهرة البحار العماني أحمد بن ماجد. كما يضم المتحف «قاعة التاريخ» وتضم المقتنيات التي عثر عليها في مواقع مختلفة من السلطنة وما يميزها وخصوصًا مواقع أرض اللبان والمسجلة في منظمة اليونسكو وهي: «البليد، سمهرم، أوبار، ومحمية وادي دوكة».

أهمية تاريخية وتراثية وثقافية

وأشار الرواس إلى أن المتحف الذي افتتح في 23 يوليو 2007م، يمثل أهمية تاريخية وتراثية وثقافية مهمة بالنسبة لمحافظة ظفار والسلطنة عموما، حيث يعد المتحف سجلا للتاريخ البحري العماني، ويعطى الفكرة العامة والشاملة لزواره حول أمجاد السلطنة في التاريخ البحري وكذلك الأدوار التي قامت بها قديمًا وحديثًا، ولذا فنحن ندعو زوار محافظة وخريف ظفار إلى الاستفادة من هذه الفرصة وزيارة المتحف، حيث أن من يزور المتحف سيكون لديه الفكرة العامة والكافية ومن ثم فحينما يطلع أو يزور الأماكن الأخرى على أرض الواقع يستحضر الشرح الذي نقدمه ويربط ما بين ما استمع إليه من معلومات داخل المعرض وما يزوره على أرض الواقع في أماكن عديدة بالمحافظة ومنها على سبيل المثال: متنزه البليد، أو محمية وادي دوكة أو سمهرم وغيرها.

وأكد الرواس أن المتحف يثري الثقافة التاريخية للزوار، ويحرص على تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات التراثية والثقافية المختلفة سواء كمتحف أو مع بعض المؤسسات والهيئات الأخرى ومنها معرض «النيازك في سلطنة عمان» الذي تنظمه وزارة التراث والسياحة في المتحف حاليا، وقد افتتح في 19 يوليو ويستمر حتى 18 سبتمبر المقبل، ويعرض عددًا من النيازك النادرة ذات الأهمية العلمية العالمية والقيمة الاستثنائية المميزة من بينها النيزك القمري وهو أحد النيازك النادرة التي تم العثور عليها، والنيزك المريخي، والنيزك الحديدي. كما يضم عرضًا لأجهزة رصد النيازك في السلطنة والتي تمكنت وزارة التراث والسياحة من خلالها برصد وتوثيق هذه النيازك اثناء دخولها المجال الجوي العماني وتحديد مواقعها الجغرافية، كما يقوم المتحف بتنظيم الزيارات لطلاب المدارس والجامعات للاطلاع على هذا التاريخ والإرث التاريخي والحضاري ومن ثم ربطهم بتراث بلدهم العريق .

القاعتان «البحرية والتاريخ»

الجدير بالذكر أن «القاعة البحرية» تنقسم إلى ستة أقسام هي: «عمان في الأزمنة القديمة، ملامح من التاريخ العماني، جغرافية عمان، أرض اللبان، إسلام أهل عمان، ونهضة عمان» ويمكن من خلال هذه القاعة أيضا التعرف على أبرز الأحداث البحرية العمانية المهمة وعلاقة العماني بالبحر ومساهمة البحر في تطور العلاقات التجارية مع الدول الأخرى ومهارة العمانيين في صناعة السفن وتشتمل على سبعة أقسام هي التراث البحري، والبحر، بناء القوارب والسفن الشراعية، الإبحار، التجارة، واقع البحر الافتراضي، والنهضة. وبحسب موقع « وكالة الأنباء العمانية» فإن قاعة التاريخ تبرز هذه القاعة كثير من ملامح التاريخ العماني القديم والحديث، كما توضح العديد من المحطات التاريخية المهمة للسلطنة، كما تقدم العديد من النماذج والوقائع والأحداث التي كان لعمان دور بارز فيها، بالاضافة إلى عرض الكثير من الشواهد حول العلاقات السياسية والتجارية بين عمان والشعوب المختلفة كما يعرض القسم لمحة تاريخية عن قيام دولة اليعاربة وصولا الى قيام الدولة البوسعيدية وأهم الأحداث والمعاهدات التي تمت خلال تلك الفترة إلى ما قبل النهضة المباركة .وتضم القاعة قسم متخصص يسلط الضوء على نهضة عمان الحديثة ومشاهد من فجر النهضة المباركة ومراحل تطور مسيرتها في ربوع السلطنة إضافة إلى إبراز أهم المعالم من النهضة العمانية الحديثة. وتظهر محتويات القاعة البحرية التي يشتمل عليها متحف أرض اللبان مفردات البيئة البحرية العمانية ومهارات عمليات الإبحار ومفاصل تاريخية هامة عن علاقة عمان بالبحر حيث تقف نماذج السفن العُمانية التقليدية في هذه القاعة شاهدا قويا على المهارة البحرية والإتقان في صناعة السفن لخدمة كافة الأغراض التجارية في مختلف العصور» .