
الشبيبة - العمانية
تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بمستقبل العمل عن بُعد وأهمية توفير التعليم لجميع الأطفال حول العالم وطُرق معالجة الإرهاق العاطفي.
فصحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية نشرت مقالًا بعنوان: "مستقبل العمل عن بُعد" تحدّثت في بدايته عن كيف تغيَّرت ممارسات العمل بشكل كبير في العقد الماضي بسبب التقدُّم التكنولوجي ومؤخرًا بسبب جائحة كورونا.
وقالت الصحيفة: قبل عشر سنوات، كان التوظيف عن بُعد يعني في الأساس وظيفة تسويق عبر الهاتف أو خدمة عملاء تدفع أجورًا منخفضة للغاية، فنادرًا ما كان مرتبطًا بوظائف بدوام كامل.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ وقت ليس ببعيد، اعتقد أصحاب العمل أن القوى العاملة لديهم يمكن أن يتشتت انتباههم بسهولة في المنزل حيث لا يمكن لمديريهم مراقبة فريقه أو مجموعة الموظفين الذي يعملون تحت إدارته ولكن مع بداية انتشار فيروس كورونا أدرك معظم أصحاب العمل سهولة استخدام تكنولوجيا المؤتمرات عن بُعد وأن العمل عن بُعد يمكن أن يساعدهم في التخفيف من الاضطراب الذي لا مفر منه والذي يهدد أعمالهم.
ولفتت الصحيفة إلى حقيقة مدعومة بإحصائيات تمثلت بعدم تكيُّف جميع العمّال جيّدًا مع هذا الشكل الجديد من العمل في بعض الدول؛ واستدلت الصحيفة حول هذا الأمر بالنتائج التي نشرتها مؤخرًا وكالة "يورو فاوند" التابعة للاتحاد الأوروبي والتي أشارت إلى أنه في مالطا على سبيل المثال هناك 73 في المائة من أولئك الذين تتطلب وظائفهم جزئيًّا العمل عن بُعد و33 في المائة من أولئك الذين يعملون عن بُعد بالكامل لم يتكيَّفوا مع الشكل الجديد لطبيعة عملهم.
في المقابل، أكّدت الصحيفة أن استطلاعات الأعمال أظهرت أنّ مزايا العمل عن بُعد لا يمكن إنكارها؛ حيث أظهر استطلاع أمريكي حديث أن الموظفين يعملون عن بُعد 1.4 يوم إضافي شهريًّا أكثر من العاملين في المكتب.
وترى الصحيفة أنّ هذه المزايا قد لا تزال غير مقنعة بدرجة كافية لبعض أصحاب العمل لتشجيع العاملين لديهم على العمل أكثر من المنزل، حيث إن العديد من الشركات تمر بمرحلة تجريبية قبل أن تلتزم تمامًا بمزيد من ممارسات العمل عن بُعد.
وتعتقد الصحيفة أن البيئة المحلية في نهاية المطاف قد تشجّع المزيد من العمّال على العمل من المنزل، حيث إنّ السفر بالسيارة من وإلى مقر العمل هو أمر روتيني مرهق للعديد من الأشخاص الذين يجدون اختناقات مرورية خاصة في ساعات الذروة.
وأكّدت على أنّ المزيد من التطوُّرات في برامج العمل عن بُعد مثل أدوات العمل المتنقلة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ومؤتمرات الواقع الافتراضي، قد تجعل العمل عن بُعد الشكل المفضّل للعديد من المؤسسات حول العالم.
كما أكّدت الصحيفة في ختام مقالها على أنه لا يمكن مقاومة التغيير؛ إذ يجب على المؤسسات تحسين سياسات وقدرات العمل عن بُعد، ففي النهاية يُعدُّ العمل عن بُعد فعّالًا ولكن يجب تنفيذه بطريقة صحيحة حتى لو لم يكن الخيار الأفضل لكل موظف أو لكل شركة.
من جانب آخر، أشارت الدكتورة نجلاء شهوان أن هناك ملايين الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدارس الابتدائية أو الثانوية وملايين آخرين في الفصول الدراسية ولكنهم لا يحصلون على جودة التعليم، على الرغم من أن هدف التنمية المستدامة متمثل في جعل كل طفل يدخل المدرسة ويحصل على التعليم المناسب بحلول عام 2030.
وتطرّقت في مقالها الذي جاء بعنوان "هناك حاجة إلى دعم تعليمي لـ222 مليون طفل في جميع أنحاء العالم" ونشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، للتقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخرًا والذي أشار إلى أنّ عدد الأطفال في سن المدرسة المتأثرين الأزمات حول العالم والذين يحتاجون إلى دعم تعليمي قد ارتفع من 75 مليونًا في عام 2016 إلى 222 مليونًا في عام 2022.
واقتبست الكاتبة تصريح ياسمين شريف مديرة صندوق التعليم لا يُمكن أن ينتظر، والتي قالت "إن الأزمات المتعددة على مدى السنوات الست الماضية رفعت العدد إلى 222 مليونًا من بين أكثر من 40 دولة".
وترى الكاتبة أنّ هؤلاء الأطفال يخسرون الوقت الأساسي للفصول الدراسية وتتلاشى أحلامهم في المستقبل بسبب النزاعات والنزوح والكوارث المناخية.
وبيَّنت الكاتبة أنّ الحرب الروسية-الأوكرانية تدفع المزيد من الأطفال إلى ترك المدرسة، حيث تشير التقديرات الأخيرة إلى أن الصراع أثّر على 5.7 مليون طفل في سن الدراسة.
وقالت الكاتبة إنّ الصراعات مستمرة في جميع أنحاء العالم وطال أمدها أكثر فأكثر. والعدد القياسي المتزايد للاجئين والمشرّدين داخليًّا نتيجة للنزاعات والكوارث التي يسبّبها المناخ، قد ساهم أيضًا في هذا العدد وكذلك بالطبع جائحة كوفيد 19.
وأكّدت الكاتبة على أن هذه البيانات والأرقام تُعدُّ بمثابة دعوة للاستيقاظ لجميع القادة وصانعي السياسات، حيث يتخلف المزيد من الأطفال عن الركب بسبب الأزمات، مضيفةً أنه يجب على المجتمع الدولي بذل المزيد لدعم احتياجاتهم التعليمية وإلا ستكون هناك نتائج سلبية بعيدة المدى وتأثيرات على التنمية البشرية والاقتصادية.
وفي ختام مقالها، دعت الكاتبة إلى رفع مستوى الوعي بالقضية والدعوة إلى تغيير كبير لمعالجة أزمة التعليم العالمية، حيث إن التعليم هو أحد المكونات الرئيسة التي تحقق النمو والتقدُّم في المجتمع، وله دور أساسي في حياة الفرد.
من جانبها، نشرت صحيفة "ستاندرد" الكينية مقالًا بعنوان "كيفية معالجة الإرهاق العاطفي" بقلم "اسثير موشين".
وأوضح الكاتب أن البالغين الذين يعملون في وظائف عالية الضغط يتعرَّضون لخطر الإرهاق. فعلى الرغم من أن الإرهاق المهني هو الأكثر شيوعًا، فإن الإرهاق يمكن أن يكون مصحوبًا بأعراض عقلية وجسدية وعاطفية أيضًا.
ويرى الكاتب أنه بقدر ما قد يدّعي البعض أن هذه مجرد حالة ذهنية، فهي مشكلة ضخمة تؤثر على ملايين الأشخاص، حيث إن الإرهاق ليس تشخيصًا طبيًّا، فهو متلازمة تحدث عادةً عندما تشعر بأنه لا يمكنك القيام بأيّ شيء حتى أداء مهمات عملك.
وقال الكاتب حول هذا الأمر: "على عكس التوتر حيث لديك الكثير لتتعامل معه، عندما يكون لديك الإرهاق ليس لديك ما يكفي من الوقت أو الدافع أو القيادة، إذ تصل لمرحلة ببساطة لا تهتم فيها لأي أمر".
وأضاف: "على غرار كيفية تراكم التوتر والاكتئاب بمرور الوقت، ستجد نفسك تبدأ تلك الوظيفة الجديدة أو المشروع الجديد بقوة وتفاؤل حتى يبدأ في التضاؤل ويبدأ التوتر في التسلل وستلاحظ أنك أقل إنتاجية وقد يبدأ التعب في هذه المرحلة، فمع استمرار الضغط من عدم إكمال المهمّات أو التأخير المعتاد، يصبح الضغط مستمرًا ولا يمكنك العمل على النحو الأمثل".
واستعرض الكاتب مجموعة من الحلول التي يمكن أن تساعد أولئك الذين يعانون مما يُسمَّى بالإرهاق العاطفي.
ويرى الكاتب أنّه من المهم أن يكون الشخص مدركًا لكل تغيير يمرّ به، إذ عليه أن يمارس التأمل الذاتي ويقوم بتحليل عواطفه.
وأضاف: "ابكِ إذا كان يجب عليك أن تفعل ذلك. وقم بأخذ إجازة عمل إذا كنت بحاجة إلى ذلك وتابع الأنشطة التي تجلب لك المتعة. ويجب أن تكون صادقًا جدًا مع نفسك وتعترف بأنك لست بخير، واعزل نفسك عن الضغوطات، وإذا لم تستطع لأيّ سبب من الأسباب، فاطلب المساعدة المهنية".