بقلم : عيسى المسعودي
يشهد العالم مجموعة من المتغيرات والتحديات ونتابع يوميا أحداث سياسية واقتصادية متقلبة تؤثر على حياتنا جميعا دون استثناء ومن بين هذه الأمور التي نتأثر بها وبشكل مباشر ارتفاع الأسعار لمختلف السلع الغذائية والمستلزمات الأخرى الضرورية نتيجة مايحدث في العالم من متغيرات وحروب وارتفاع في أسعار النفط والغاز وارتفاع رسوم الشحن والضرائب ودفع الرسوم على كل الخدمات وقلة الإنتاج الغذائي بشكل عام وتأثير الحروب على بعض السلع الضرورية إضافة إلى عدم استقرار وعدم وضوح عن المستقبل وماذا سيحدث غدا من متغيرات جديدة ؟ ومن يعتقد أننا في السلطنة أو المنطقة لانتأثر بهذة المتغيرات والظروف فهو بلاشك مخطئ فجميع الدول تتأثر وبشكل مباشر من هذه الأحداث ولقد بدأ تأثير الارتفاع الجنوني للأسعار واضح في دول أوروبا وأمريكا وفي منطقتنا وفي مختلف الدول العربية والآسيوية وللأسف من المتوقع أن يستمر ارتفاع الأسعار وبشكل كبير خلال الفترة المقبلة وبلاشك أن المواطن العادي والبسيط وفئة الدخل المحدود وفئة الضمان الاجتماعي ستواجه تحدي كبير ومواجه غير عادلة مع الارتفاع الجنوني للأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية التي تمس حياتنا بشكل مستمر، فكيف يمكن مواجهة هذه الأسعار في ضل الدخل الثابث والمحدود المتوفر لدى فئة كبيرة من أفراد المجتمع؟!
لكن قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نرصد واقع الاسعار في اسواقنا فقد رصدنا بالفعل ارتفاع في أسعار العديد من السلع الغذائية الضرورية مثل الأرز والسمن والشاي والدجاج واللحم والطحين والسمك وارتفاع أنواع من الخضروات والفواكة وارتفاع أيضا العديد من السلع والمواد الغذائية الأخرى التي تتكون من مكونات ومواد اساسية مستوردة وهذه الارتفاعات والمتغيرات في الأسعار لللأسف طال العديد من المستلزمات الأخرى سواء كهربائية أو إلاكترونية والحصيلة بشكل عام هي حالة من الارتفاع في الإسعار شملت كثير من المواد والسلع وبلاشك الذي يتأثر بهذه تلأسعار المرتفعة وبشكل كبير هي فئات الضمان الاجتماعي والدخل المحدود واصحاب الرواتب القليلة وغيرهم من الفئات ذات نفس المستوى وقد لايشعر بهذة الارتفعات والمتغيرات في هذا الوقت بالذات الذين لديهم دخل كبير ولكن حتى هذه الفئة ستشعر بالتأثير إذا استمرت هذه الارتفاعات إلى مستويات قياسية ، ورغم ان الحكومة لدينا قامت بمجموعة من الخطوات لدعم الفئات التي تحتاج إلى المساعدة لمواجهة هذه الارتفاعات والمتغيرات العالمية كما قامت بجهود لضمات توفر مختلف السلع الضرورية ومراقبة الاسواق ولكن ارتفاع الأسعار أصبحت مشكلة عالمية تعاني منها كل دول العالم دون استثناء وبتفاوت معين وهذه نتيجة للخطوات التي تقوم بها كل دولة في الحد من تأثير هذه السعار فالمؤشرات الحالية للأسف تؤكد أن مشهد ارتفاع الاسعار سيستمر في التصاعد لأن اسباب هذا الارتفاع لاتزال موجودة وتتضاعف يوما بعد يوم ، إذا ماهو الحل لمواجهة هذه الأسعار وخاصة للفئات البسيطة في المجتمع؟
من وجهة نظري انه للحد من ارتفاع الأسعار يجب القيام بأمرين الأول استمرار الحكومة في تنفيذ المزيد من الخطوات لدعم الفئات التي تحتاج إلى المساعدة والعمل على ضمان توفير كافة المواد الغذائية الأساسية وبكميات تكفي الطلب المحلي وايجاد اسواق جديدة لجلب المزيد من المواد والمستلزمات المختلفة الضرورية والاستمرار في مراقبة الأسعار في السواق وتقديم التسهيلات والحوافز للشركات لتعويض فارق الأسعار والتقليل من الرسوم والضرائب على الشركات بشرط تعاون هذه الشركات في ضبط ارتفاع الأسعار أما الأمر الثاني والأهم من وجهة نظري هو دور وثقافة المستهلك خلال هذه الفترة فمثلا عليه البحث عن البدائل لمختلف المواد الغذائية وغيرها من المواد وعليه ان يتأكد من الأسعار فلا يعقل مع هذه الارتفاعات ان يستمر المستهلك بشراء نفس المواد السابقة التي ارتفعت اسعارها فعلى سبيل المثال هناك العديد من أنواع الأرز والدجاج واللحم والبيض والسمن والطحين وغيرها وبأسعار مختلفة ومتفاوته فعلى المستهلك أن يكون لديه الوعي والبحث عن البدائل لهذه الأنواع ويشتري المواد ذات الأقل سعر وتتوافق مع دخله فالحمدلله البديل الجيد موجود في الأسواق ويمكن قياس ذلك على كل المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى وحتى اللأجهزة الكهربائية الإلكترونية والأدوية وغيرها فثقافة المستهلك قد تساهم في الحد من ارتفاع الأسعار وجعل الشركات تراجع نفسها في تحديد سعر السلعة ومن هنا فاننا نرهان على وعي وثقافة المستهلك في الحد من جنون ارتفاع السعار ونأمل أن نقوم جميعا بدورنا في هذا الحانب.