بقلم : سالم العبدلي
تعتمد الكثير من دول العالم على السياحة بشكل عام على اعتبارها مصدر من مصادر الدخل القومي وتصل مساهمة هذا القطاع في بعض الدول الى اكثر من 35 % والسياحة الداخلية ترفد موازنات الدول بمبالغ طائلة نتيجة العوائد التي تأتي من الرسوم التي تفرض على دخول الاماكن السياحية والمنتزهات واستخدام المرافق السياحية من فنادق ومنتجعات والتي تتوفر فيها الخدمات ويدفع االسائح مبالغ كثيرة من اجل الاستمتاع بهذه الخدمات التي ينبغي ان تكون متوفرة ونظيفة ويتوفر بها كل سبل الراحة والاستمتاع وقضاء اجمل الاوقات فيهابالإضافة الى تنشيط القطاعات الاخرى كالنقال والتجارة.
لاحظنا ذلك في الدول االتي زرناها مثل دول شرق أسيا والهند وحتى الدول الاوربية وكذلك بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب عندما ترغب في دخول أي مرفق لابد ان تدفع تذكرة دخول ، حتى دخول الحدائق والمنتزهات العامة والمحميات الطبيعية يكون دخولها برسوم حيث يدفع المواطن رسوم رمزية بينما السائح الاجنبي يدفع رسوم كبيرة وبالتالي هذه المبالغ تساهم في تطوير هذه المواقع وصيانتها بالاضافة الى رفد الموزنة العامة للدولة .
رؤية عمان 2040 تستهدف رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي من 2% حاليا ليصل الى اكثر من 6% مع نهاية عام 2040 وطبعا هذا لن يتأتى الا من خلال بذل المزيد من الجهود وتطوير السياحة خاصة السياحة الداخلية وكما هو معلوم صناعة السياحة لا تأتي الا من خلال وضع خطة واضحة يتم تنفيذها بعناية ونحن نعلم بأنه لدينا استراتيجية للسياحة معتمدة منذ فترة إلا إننا لم نرى حتى الان أثرها على أرض الواقع.
في إجازة عيد الاضحى المبارك الاسبوع الفائت لاحظنا عشرات السواح يستمتعون بهذه الاجازة في بعض المناطق التي شهدت انخفاض في درجات الحرارة بسبب الامطار الموسمية التي هطلت عليها وادت الى جريان عدد من الاودية وتشكلت بعض البرك وانسابت المياه من المرتفات الجبلية مشكلة شلالات جميلة، مواقع سياحية مثل نيابة الحوقين بولاية الرستاق وفي قرية تنوف بولاية نزوى وفي الجبل الشرقي بمنطقة هاط وجبل شمس بولاية الحمراء وفي ولاية الجبل الاخضر وغيرها من المناطق كانت مكتظة بالسواح الا انهم لم يدفعوا ريال واحد واستمتعوا بأوقاتهم الجميلة بالمجان بينما عندما يذهبون الى خارج السلطنة فأنهم يدخلون الى جميع المواقع برسوم .
حتى الحدائق العامة عندنا يتم دخولها والاستفادة من مرافقها بالمجان بينما بعض الدول تفرض رسوم على دخول حتى الحدائق داخل الاحياء السكنية ولاحظنا ذلك في دولة خليجية حيث يعطى المقيم في الحي بطاقة عضوية يمكنه استخدامها للدخول الى الحديقة بالمجان بينما الزائر عليه ان يدفع مبلغ رمزي للدخول، قد يقول القائل انك تطالب بفرض رسوم اضافية على المواطن البسيط نقول بانه ينبغي ان تكون هذه الرسوم رمزية للمواطن أما السائح المقيم او الوافد لابد ان تفرض عليه رسوم دخول عالية وهذا معمول به في معظم دول العالم شريطة توفير كل الخدمات داخل ذلك المرفق.
ماذا لو تم تطوير هذا المواقع وغيرها وتوفير الخدمات الاساسية فيها ومن ثم فرض رسوم على دخلوها خاصة بالنسبة للاجانب والمقميين في السلطنة والذين يشكلون حوالي 40% من السكان والذين يستخدمون هذه المواقع احيانا مع عوائلهم بالمجان وبعضهم يترك المكان متسخ ، لقد حان الوقت لوضع إستراتيجية وخطة شاملة لتطوير هذه المواقع بالتعاون مع القطاع الخاص وتأهيلها وعندها يمكن فرض رسوم على دخولها.